العراق..أدلة جديدة تثبت استهداف أطفال بشكل متعمّد خلال الاحتلال الأمريكي
ظهرت أدلة جديدة تعزّز الاتهامات الموجّهة لعناصر من مشاة البحرية الأمريكية بقتل مدنيين، بينهم أطفال، خلال ما عرف بـ "مجزرة حديثة" التي وقعت عام 2005 وأودت بحياة 24 عراقياً.
وتتضمّن الأدلة التي كشفتها تحقيقات جديدة لـ BBC شهادات ووثائق ومقاطع صوتية لم تُكشف سابقاً، وتشير إلى تورّط جنديين أمريكيين في قتل عائلة عراقية كاملة داخل منزلها، بينما نجت الابنة الوحيدة التي كانت حينها في الثالثة عشرة من عمرها، وهي سَفّاء يونس، بعدما تظاهرت بالموت.
تفاصيل المجزرة
اقتحمت قوة من مشاة البحرية الأمريكية في 19 تشرين الثاني 2005 منزلاً في مدينة حديثة بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم، ليقوم الجنود بإطلاق النار على أفراد العائلة داخل غرفهم، بحسب شهادات الناجية وتقارير التحقيقات.
وروت صفاء يونس (33 عامًا)، التي كانت تبلغ من العمر 13 عامًا وقت المذبحة، والناجية الوحيدة من المذبحة بتظاهرها بالموت، الحظات الأولى للهجوم قائلة: "كنا مختبئين في غرفة النوم، لم يكن في البيت سلاح واحد. دخلوا وفتحوا النار على الجميع".
وأشارت إلى أنه قد قُتل والدها عند فتحه الباب لهم، ثم أُعدمت والدتها وخمسة من أشقائها وخالتها داخل الغرفة، وكانت الناجية الوحيدة.
أدلة تناقض رواية الجنود
كشف التحقيق الجديد تسجيلات وشهادات متضاربة لاثنين من الجنود المشاركين هما: "ستيفن تاتوم ومِندوزا"، ورغم أنّ "مِندوزا" سبق أن اعترف بإطلاق النار على والد سفّاء، إلا أنه لم يُحاسب قضائياً، أما "تاتوم"، فتُظهر ثلاث شهادات متتالية قدّمها عام 2006 أنه كان على علم بوجود أطفال لحظة إطلاق النار، مخالفاً لإفاداته الأولى التي ادعى فيها أنه لم يرَ من في الغرفة بسبب ضعف الرؤية.
قال في إحدى إفاداته: "رأيتُ أطفالاً راكعين... وتدرّبت على إطلاق النار نحو الصدر والرأس، فقمت بما تدرّبت عليه."
وقد اعتبر خبير الأدلة الجنائية "مايكل مالوني" أن شهادات الجنديين تؤكد أنهما مَن نفّذا عمليات القتل داخل الغرفة.
إفلات من العقاب
ورغم أن القضية فتحت أطول تحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق، لم يُدن أي جندي حتى اليوم.
فقد سقطت معظم التهم تباعاً، وبقي القائد الميداني للقوة، السارجنت "فرانك ووترش"، الوحيد الذي خضع لمحاكمة انتهت بعقوبة مخففة دون سجن فعلي.
وتقول مصادر لـBBC : "إن الحكومة عقدت صفقات مع الجنود للحصول على شهادات معيّنة مقابل منحهم الحصانة"، ما أثار شكوكاً بشأن نزاهة التحقيقات.
كيف لا يُعاقَب أحد على قتل عائلتي؟
ولا تزال صفاء تعيش في حديثة، وتقول إنها لم تفهم يوماً لماذا لم يُحاسَب أي من منفّذي الهجوم.
وتابعت: "كأن الأمر حدث العام الماضي… قتلوا أطفالا ونساءً وعجائز، ولم يُسجن أحد. هذا هو الجُرم الحقيقي".
وأضافت بعد مشاهدة اعتراف مِندوزا:
"كان يجب أن يُسجن منذ اللحظة الأولى. لا يجوز أن يرى الشمس بعد ما فعله".
وتعدّ مجزرة حديثة واحدة من أكثر الحوادث التي أثارت الجدل بشأن سلوك القوات الأمريكية خلال احتلال العراق، وما زالت تمثّل جرحاً مفتوحاً في الذاكرة العراقية.(İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
شن الجيش الأمريكي غارة جوية في المحيط الهادئ على قوارب يُزعم أنها تنقل مخدرات، وهي الغارة الحادية والعشرون من نوعها، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.
لقي ما لا يقل عن 45 شخصًا حتفهم نتيجة تصادم حافلة كانت تقل حاجين هنود مسلمون مع ناقلة في مدينة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
اختطف مسلحون عشرات الطالبات من السكن الذي يقمن فيه، في ولاية كيبي شمال غرب نيجيريا.
لا يزال المصري عبدالعزيز السيد نُصير، الذي قُدِّم للمحاكمة بتهمة قتل الحاخام اليهودي المتطرف مائير كاهانا عام 1990 في نيويورك، يقضي حكماً بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة، بينما تؤكد عائلته أنه يعيش في عزلة قاسية منذ سنوات طويلة وتسعى لإعادة محاكمته.