قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن الدفاع عن الحق والعدالة والحرية وعرق الجبين هو قيمة أخلاقية، كما أن الوقوف في وجه الظلم والاضطهاد وكل أشكال استغلال العمال يُعد بالقدر نفسه فضيلة ونضالًا شريفًا يُقدَّم باسم الإنسانية.

ألقى الرئيس، رجب طيب أردوغان، كلمة خلال "برنامج الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد HAK-İŞ" الذي أقيم في مركز مؤتمرات ATO Congresium.

وأكد أردوغان أن عرق الجبين والعمل لا يمكن رهنه لأي أيديولوجية أو حزب أو جماعة أو مجموعة، لأنها مقدسة ورفيعة وتستحق الاحترام، وقال: "يمكن فهم العلاقة بين العامل وصاحب العمل بشكل صحيح فقط عندما يتم النظر إليها من منظور قائم على الحق. ففي حضارتنا، للعامل حق على صاحب العمل، ولصاحب العمل أيضًا حق على العامل. ويمكن تحقيق السلام في بيئة العمل فقط من خلال هذا التوازن. ويُستتبع السلام في العمل بحماية الحقوق المشتركة لصاحب العمل والعامل والمستهلكين الذين يستفيدون من الإنتاج والخدمات، مع التصرف بعدالة".

وأضاف أردوغان: "كما أن الدفاع عن الحق والعدالة والحرية وعرق الجبين فضيلة، فإن الوقوف في وجه الظلم والاضطهاد وكل أشكال استغلال العمال هو بنفس القدر فضيلة ونضال شريف. هذه معركة كريمة تُقدّم باسم الإنسانية. وقد يكون خصومها أحيانًا أصحاب العمل الذين لا يعرفون الحق والقانون، وأحيانًا أصحاب رؤوس الأموال المتعطشين للمال، وأحيانًا المستعمرون الذين يستغلون موارد المظلومين، وأحيانًا اللوبيات العالمية التي تستخدم قوتها بوحشية، وأحيانًا الانقلابيون الذين يمتدون إلى إرادة الأمة المكرمة، وأحيانًا الطغاة الذين يراقون دماء المظلومين. الوقوف في وجه هؤلاء لا يقل أهمية عن النضال من أجل العمل والأجور، وهو واجبنا الأساسي كإنسان".

كما شدد على أنه ينتمي إلى أمة لم تعرف في تاريخها العمل القسري وتجارة العبيد، وتضع مراعاة حقوق الآخرين في قلب حياتها، وقال: "أمر نبينا ﷺ بدفع أجر العامل قبل جفاف عرقه يظل بوصلة لنا كأمة. ومع إدراكنا لمآزق الأنظمة الرأسمالية العالمية التي تحكم العمال بالعبودية الحديثة، نتحمل مسؤولية تحقيق العدالة في بيئة العمل دون التنازل عن الحق والإنصاف. وأتمنى بصدق أن تواصل نقاباتنا التعاون مع نظرائها في العالم، وأن تسجل خطوات عملية تستجوب العبودية الحديثة وتقدم حلولًا رصينة لها. وبالنظر إلى الخبرة العميقة لتركيا في علاقة العمل والإنتاج وفي تقاليد "الأهليك"، فإن لدينا الإمكانيات لتأكيد هذا الاعتراض. ويملك HAK-İŞ القدرة على نقل تراكمات هذه الأرض من خلال أعمال جديدة ومبتكرة إلى الساحة الإنسانية".

وأشار أردوغان إلى أنه وفقًا للبرنامج المتوسط المدى الذي بدأ تطبيقه الشهر الماضي، سيسجلون خلال السنوات الثلاث القادمة إنجازات أهم بكثير، وقال: "سنعالج بالتأكيد مسألة الغلاء المعيشي التي تزعجنا جميعًا. ونحن على وعي بالطريق الذي يجب أن نسلكه للوصول إلى هدف التضخم أحادي الرقم. ولكن الحمد لله، لدينا القوة والإرادة للسير في هذا الطريق. وبإذن الله سنسلك هذا الطريق ونحقق هدفنا". (İLKHA)