دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الأربعاء، الإدارة الأمريكية والدول الوسيطة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى التدخل العاجل للجم الهجمات الإسرائيلية، محذّرة من أن استمرار الخروقات يجرّ الأوضاع نحو انفجار جديد.

وأعربت الحركة، في بيان صحفي، عن إدانتها الشديدة لسلسلة الغارات التي طالت مدينتي غزة وخانيونس، وأسفرت عن استشهاد 26 مواطناً، بينهم أطفال ونساء، وإصابة عشرات آخرين.

واعتبرت أن التصعيد "محاولة خطيرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف الإبادة بحق الفلسطينيين"، وفق وصفها.

وأشار البيان إلى أن إسرائيل تواصل "ترويج روايات مختلقة لتبرير اعتداءاتها"، رافضاً المزاعم بشأن تعرّض قواتها لإطلاق نار.

وقالت الحركة: "إن تلك المبررات لا تنطلي على أحد، ولا تغيّر من حقيقة الخروقات المتصاعدة".

ووفق أرقام أعلنتها حماس، فقد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار 300 شهيد، في ظل استمرار عمليات قصف وهدم منازل، وإغلاق معبر رفح، وهو ما اعتبرته الحركة "تحدياً واضحاً" للضمانات الأمريكية والإقليمية.
وحثّت حماس واشنطن على الوفاء بتعهداتها المعلنة وممارسة ضغط فوري وجدي لإجبار الاحتلال على الالتزام بالاتفاق ووقف الاعتداءات. كما دعت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا إلى "تحمل مسؤولياتهم كجهات ضامنة"، والتحرك لوقف الخروقات التي تهدد مسار التهدئة.

وفي موازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، ارتفاع حصيلة ضحايا هجمات الأربعاء إلى 28 شهيداً، بينهم 10 أطفال و7 نساء، إضافة إلى عشرات المصابين، موضحاً أن الغارات تركزت في خانيونس ومنطقة الزيتون شرق غزة.

كما وثّق المكتب الإعلامي الحكومي 393 خرقاً لوقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ، نتج عنها استشهاد 279 فلسطينياً وإصابة أكثر من 652 آخرين.

وشملت الانتهاكات – وفق تقريره – 113 عملية إطلاق نار مباشر، و17 توغلاً داخل مناطق سكنية وزراعية، و174 عملية قصف بري وجوي ومدفعي، و85 عملية نسف لمنازل ومنشآت مدنية.

ويأتي هذا التدهور الميداني وسط تحذيرات من أن استمرار الخروقات قد يقوّض مسار تثبيت التهدئة في القطاع، ويدفع الجهود الدبلوماسية نحو طريق مسدود. (İLKHA)