قال رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس بالخارج "علي بركة" إن الكيان الصهيوني يسعى إلى التغطية على فشله العسكري في قطاع غزة عبر نقل المواجهة من الميدان العسكري إلى ساحات السياسة والإعلام والدبلوماسية.

وأوضح "بركة" في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، أن عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق أهدافه المعلنة في غزة دفعه إلى اللجوء لما وصفه بأدوات القوة الناعمة، من خلال تكثيف الضغوط السياسية والإعلامية، لا سيما عبر الرأي العام الغربي والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن هذه التحركات تهدف إلى التخفيف من العزلة السياسية المتزايدة التي يعانيها الكيان الصهيوني، أو محاولة كسرها وفق شروطه الخاصة، بعد الإخفاق في حسم المعركة عسكريًا.

وبيّن بركة أن الاحتلال، بعد فشله في الميدان، يسعى إلى التأثير في المواقف الدولية والإقليمية من خلال الدبلوماسية والسياسة والإعلام، مؤكدًا أن ذلك يترافق مع محاولات لتشويه صورة المقاومة وفرض الرواية الصهيونية بشأن الحرب.

وفي هذا السياق، اعتبر بركة أن الاتصالات والتصريحات الأخيرة التي أجراها رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل تندرج ضمن هذا الإطار، وتهدف إلى تفنيد السردية الصهيونية حول عملية طوفان الأقصى وحرب الإبادة، إضافة إلى إقامة تواصل محدود مع بعض الأوساط المؤثرة في الغرب.

وأكد أن هذه الخطوات لا تنطلق من توقع تغيير جذري وسريع في السياسات الأميركية، بل من منطق انتزاع الممكن وعدم ترك أي ساحة دون استثمار.

وشدد "بركة" على أن موقف حركة حماس يستند إلى قراءة واقعية لموازين القوى، مؤكدًا أن الحركة لن تتنازل عن ثوابتها الوطنية، وترفض أي تسوية تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.

وتأتي تصريحات "بركة" في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني عدوانه على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، حيث أسفرت الهجمات عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وإحداث دمار واسع، دون أن ينجح الاحتلال في القضاء على المقاومة أو استعادة أسراه بالقوة.

وبالتوازي مع ذلك، تشهد العواصم الغربية، بدعم أميركي، حملات دعائية مكثفة لتجريم المقاومة ومحاصرتها سياسيًا، فيما تواصل القوى الفلسطينية جهودها لكسر هذا الحصار، ونقل الرواية الفلسطينية إلى العالم، وكشف جرائم الإبادة المرتكبة في غزة. (İLKHA)