الأستاذ نشأت توتار: الدعوة الهادئة للإصلاح الروحي في الأشهر المباركة
يسلّط الأستاذ نشأت توتار الضوء على مكانة الأشهر الثلاثة المباركةالتي تمثل دعوة صامتة لإيقاظ القلب، ومراجعة الذات، وترميم الروح في خضم تسارع الحياة وضجيجها، مؤكدًا أن جوهرها الحقيقي يكمن في إصلاح الداخل بالأخلاق والعبادة معًا، وصولًا إلى ذروة التزكية في شهر رمضان.
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
بينما تتساقط أوراق التقويم واحدة تلو الأخرى، ندخل عبر الزمن إلى أفقٍ استثنائيّ مميّز: الأشهر الثلاثة المباركة… رجب، وشعبان، ورمضان، هذه الأشهر ليست مجرد فترة زمنية تتتابع فيها الأيام بشكل عادي، بل هي على العكس موسم محاسبة داخلية، يواجه فيه الإنسان نفسه، ويجدد صلته بربه، ويعيد النظر في حقيقة الحياة ومعناها، وفي خضم ضجيج الحياة الحديثة، وتسارعها اللاهث، وانشغالاتها التي لا تنتهي، تأتي الأشهر الثلاثة لتكون للنفوس المرهقة نفحة إلهية، وهزّة وعي، ودعوة إلى التوقف، والمراجعة، ثم النهوض من جديد.
الأخطاء التي تُرتكب على مدار العام، سواء عن وعي أو غفلة، والمسؤوليات التي أُهملت، والأدعية التي بقيت ناقصة، والتوبات التي أُجّلت؛ تتحول مع الوقت إلى عبء ثقيل على القلب، فالقلب يصدأ مع الأيام، والضمير ينوء تحت وطأة الذنوب، والروح تفقد رقتها وسط ازدحام الدنيا ولهاثها، وهنا تأتي الأشهر الثلاثة باعتبارها أشهر إدراك هذا الإرهاق ومعالجته، وأوقات الترميم والإصلاح، وكأنها مواعيد صيانة للروح.، فكما أن الجسد حين يتعب يحتاج إلى الراحة والعلاج والعناية، فإن الروح أيضًا تتوق إلى الإحياء بالعبادة، والذكر، والدعاء، والتفكر.
إنها أزمنة يَسهل فيها الاقتراب من الله، وتبدو فيها الرحمة أقرب، ويغدو العفو أكثر رجاءً، ففي هذا المناخ المبارك الذي يُعتقد أن أبواب السماء تُفتح فيه على مصراعيها، تصبح الدعوات أعمق، والدموع أصدق، والنيات أنقى، يشعر الإنسان بضعفه على نحوٍ أوضح، ويدرك مدى حاجته ونقصه بشكلٍ أصدق، وهذا الإدراك هو نقطة الانطلاق الحقيقية لأي تحوّل صادق.
وليست الأشهر الثلاثة مجرد زيادة في عدد الصلوات، أو الإكثار من الصيام، أو إطالة الأدعية فحسب؛ فجوهر الأمر هو إصلاح القلب، وترميم القلوب المنكسرة، وإنهاء القطيعة، وجبر المظالم، وتهذيب الكِبر، والغضب، والأنانية، أن نتذكر أن الابتسامة صدقة، وأن لمس رأس يتيم، أو نيل نصيب من دعاء مظلوم، له قيمة عظيمة، فالعِبادة ما لم تكتمل بالأخلاق التي تصنع الإنسان، تبقى ناقصة.
تمثل هذه الأشهر زاد الطريق في الرحلة الروحية للمسلم؛ فهي سند قوي في مسيرة العمر الطويلة، تعين الإنسان على الوقوف من جديد كلما تعثر، شهر رجب أشبه بيقظة أولى، تبدأ فيها القلوب بالانتفاض من غفلتها، وشعبان شهر الاستعداد، حيث تمضي الروح بخطى متأنية نحو رمضان، أما رمضان فهو الذروة؛ زمن الصبر، والمشاركة، والتزكية، وأسمى تجليات العبودية.
ولعل أعظم ما تهبه لنا الأشهر الثلاثة أنها تعلّمنا التوقف، أن نقف قليلًا، ونصمت، ونتأمل، ونصغي إلى قلوبنا. ففي زحام الحياة وضجيجها، يجد الإنسان في هذه الأشهر فرصة ليعثر على نفسه من جديد، يرى بوضوح ما أهمله، وما أخطأ فيه، وما ينبغي عليه إصلاحه، يتأمل موقعه، واتجاهه، ويقيس سلامة بوصلته القلبية، ويراجع ميزان الدنيا والآخرة في قلبه: إلى أي كفة تميل؟
فإذا نظرنا إلى الأشهر الثلاثة لا باعتبارها أيامًا مؤشرة في التقويم فحسب، بل كدعوة إلهية لتغذية الروح؛ فإن هذا الزمن المبارك لن يضيء أيامنا فقط، بل سينعكس نورًا على عمرنا كله، فالقلب الذي يتطهر يحمل معه السكينة أينما حلّ، والأشهر الثلاثة تأتي لتدلّنا على طريق هذه السكينة، ويبقى التحدي الحقيقي أن ننتبه إلى الطريق، وأن نمضي فيه بصدق وإخلاص. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يناقش الأستاذ محمد كوكطاش ظاهرة الإدمان من زاويتين متباينتين: إدمان الفقر واليأس في الأحياء الشعبية، وإدمان الترف والانفلات لدى فئات أخرى تحوّل إلى فساد علني، ويحذّر من صمت المجتمع أمام هذا التحلل القيمي، مع الإشارة إلى تدخل الدولة وضرورة استعادة مشروع أخلاقي جامع.
ينتقد الأستاذ محمد علي كونول خطاب ترامب حول السلام، مبيّنًا التناقض الصارخ بين وعوده وممارساته القائمة على الصمت عن جرائم غزة، والتهديد والابتزاز والسعي للهيمنة على ثروات الدول.
يسلط الأستاذ محمد أيدن الضوء إلى معاناة غزة حيث تُقصف وتموت من الجوع والبرد، بينما الضامنون يكتفون بالصمت والوعود الفارغة، ويؤكد ضرورة إرادة حقيقية وعالم يمتلك ضميرًا حيًا لإنقاذ المدنيين ووقف المأساة فورًا.