الأستاذ محمد علي كونول: سزائي كاراكوتش… شاعر كتب للأمة ميثاق نهضتها بكلمات من نور
يسلط الأستاذ محمد علي كونول الضوء في ذكرى وفاة سزائي كاراكوتش على إرثه الثقافي والفكري ودوره في إثراء جاغالوغلو بالحضارة والفكر، مستذكرًا تأثيره العميق على محبيه والمجتمع الثقافي.
كتب الأستاذ محمد علي كونول مقالاً جاء فيه:
جاغل أوغلو هو المكان الذي ينبض فيه قلب الصحافة والنشر، منذ العصر العثماني، تسربت إلى كل بناية فيه روح الكتاب والحبر والثقافة والحضارة، وقد احتضن هذا الحي على مرّ الزمان العديد من المفكرين ورجال الفكر والأدب، السير في شوارعه يتيح لك تتبع آثار التاريخ، ومع ذلك يظل التجول في أزقته دون تقدير لمعناه الثقافي أمرًا غريبًا.
من الأماكن التي أحببتها في هذا الحي، مبنى خان المعلمين، حيث في الطابق الأول، على يسار السلم، كانت توجد غرفة صغيرة. عند الوصول، كانت أبوابها أحيانًا شبه مغلقة وأحيانًا مفتوحة بالكامل، بين أكوام الكتب المرتبة بعناية، كان يظهر رجل صغير، مائلًا برأسه على الطاولة، كأنه غارق في عالمه الخاص.
عند رفع رأسه، كانت عيناه تفيضان عمقًا وثقافة، وكان هو سزائي كاراكوتش، كل تجعيدة في وجهه بدت وكأنها قطعة من مسارات الحضارة التي حاول غرسها في شعبه من خلال مشروع "النهضة"، كان ينظر إليك بعينين ثاقبتين، ببطء وروية، محبًا للطبيعة والصراحة أكثر من الطقوس الشكلية.
لسنوات طويلة، غمر محبوه في هذا الجو الساحر للغرفة، مستمتعين برؤيته، بينما كان هو يبادلهم النظرات، متشبثًا بالأمل في العودة إلى وطنه، رغم شعوره الدائم بأنه "منفى في العالم".
كثيرون ممن صادفوه في الشوارع، كانوا ينظرون إليه بإعجاب، وهو يمشي بين الناس حاملاً حقيبته، متأملاً كلمات: "لقد سرنا مع الناس في هذه الطرق"، وكأن كل خطوة يعيشها بتدبر وعمق، قبل أن يختفي من الأنظار.
ربما لم يتخيل يومًا أن يجد مثواه الأبدي في زاوية صحن جامع شهزاده، حيث يستمر وحيدًا كما عاش طوال حياته، يراقب المارين ويستمع لهم، بينما يمر من أمامه الزائرون متجهين إلى السليمانية، بيازيد، وجامع السلطان أحمد.
حين زرت قبره مع أطفالي، لفت انتباههم ذلك الركن المنعزل، وتذكّرنا جميعًا الحقيقة التي لا مفر منها مهما طال العمر: الموت قادم لا محالة، وكما قال الأستاذ:
كنت سأحكي عن موتهم مع خريفٍ يهمس
وفي شمس الشتاء المشرقة والدافئة،
لكني رأيت أن ما نحن بصدده ليس موتًا، بل بعثٌ
إنه بيانٌ يتجاوز حدود الطبيعة
إعلانٌ للخلود في قلب الوجود.
اليوم في ذكرى وفاته، نحتفي بذكراه بالرحمة والامتنان. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الانحرافات الأخلاقية والفكرية التي يعيشها المجتمع سببها الابتعاد عن منهج الله واتباع نماذج بشرية منحرفة تُفرض بالقسر والخداع، ويبين أن الخلاص الحقيقي يبدأ من العودة إلى القيم الإسلامية وتحمل كل فرد لمسؤوليته في إصلاح المجتمع.
يُدين الأستاذ حسن ساباز جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانحطاطه الأخلاقي، منتقدًا تبريرات نتنياهو بعد فضيحة تعذيب الأسيرة الفلسطينية، مؤكدًا أن إسرائيل تجسيدٌ للشرّ المطلق.
يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على الدور المباشر للإمارات في النزاعات الإقليمية، لا سيما في السودان واليمن وليبيا، وتحميلها المسؤولية عن المجازر والانتهاكات، مستهدفة البنى والحركات الإسلامية في المنطقة تحت ذرائع مكافحة "الإسلام الراديكالي".