كشفت وسائل إعلام عبرية عن حالة "الاستنزاف العميق" التي يعاني منها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، مشيرة إلى ضعف الجاهزية العسكرية وتدهور الإمكانيات، في ظل إنفاق ضخم تجاوز 75 مليار دولار دون تحقيق نتائج حاسمة.

أكدت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال الصهيوني يعاني من استنزاف حاد في قدراته البشرية والتسليحية خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة، مما يدفعه نحو إعادة النظر في استمرارية الحرب وربما إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار.

ونقل مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 العبرية "أور هيلر" عن مصادر عسكرية أن قيادة الجيش، وعلى رأسها رئيس الأركان إيال زامير، أبلغت المجلس الوزاري المصغر بإمكانية قرب التوصل إلى تهدئة خلال أيام، وهي الرسالة نفسها التي نقلها المتحدث العسكري إيفي دفرين إلى الصحفيين.

وأشار هيلر إلى أن العملية الحالية المسماة "عربات جدعون" تقترب من نهايتها، ما يعكس الحاجة إلى "إعادة التقاط الأنفاس"، في ظل صعوبات ميدانية متزايدة.

إنهاك وتجهيزات بدائية رغم الإنفاق الضخم

وفي القناة 12، أعرب أحد المذيعين عن دهشته من رداءة التجهيزات العسكرية، رغم تجاوز كلفة الحرب 250 مليار شيكل (نحو 75 مليار دولار)، مشيرًا إلى أن الجنود لا يزالون يستخدمون الحبال لإغلاق أبواب المدرعات.

وردّت عليه مراسلة الشؤون العسكرية في "يسرائيل هيوم" ليلخ شوفال مؤكدةً أن الجيش يفتقر إلى ما يكفي من دبابات "ميركافا 4" ومدرعات "النمر"، وأن العديد من الجنود يتحركون داخل القطاع في مركبات مفتوحة من نوع "هامر"، رغم خطورة الوضع.

واعتبرت شوفال أن الجيش بلغ درجة من الإنهاك تتطلب التوقف المؤقت عن القتال، مشددة على ضرورة إعادة التسلح، وصيانة الآليات، ومنح الجنود فترات راحة.

أزمة إعلامية مع بيرس مورغان

في سياق متصل، سلطت قناة "كان 11" الضوء على أزمة خطابية في الإعلام الدولي، وخصوصًا مع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، الذي تحول من داعم إلى خصم شرس للرواية الصهيونية.

وأظهرت القناة مواقف محرجة لمسؤولين صهاينة خلال مقابلاتهم معه، أبرزها حين سأل وزيرة المساواة الاجتماعية ماي جولان عن عدد الأطفال الذين قتلهم الجيش في غزة، فلم تتمكن من الإجابة بوضوح، بل أنكرت، ليقاطعها مورغان بأسئلته المتكررة.

كما هاجم مورغان تصريحات فلور حسن ناحوم، المتحدثة باسم الحكومة، عندما ادعت أن الجيش كان يستطيع تحويل غزة إلى "موقف سيارات خلال 12 ساعة"، ليرد قائلاً: "70% من غزة دُمرت بالفعل، ومع ذلك لم تحققوا شيئًا".

ورأى معلقو القناة أن مورغان انتقل تدريجيًا إلى خطاب نقدي لاذع ضد الاحتلال، متسائلين إن كان يومًا ما داعمًا فعليًا لهم، أم أن المواقف تغيرت مع افتضاح حجم الجرائم في غزة.

تأتي هذه الاعترافات الإعلامية في وقت يتعرض فيه جيش الاحتلال لضغوط داخلية وخارجية، وسط فشل استراتيجي ميداني، وأزمة ثقة دولية، ومطالبات متزايدة بوقف العدوان بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب الدموية التي لم تحقق أهدافها المعلنة. (İLKHA)