اتهم مسؤولون فلسطينيون اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتجاهل معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث تكرس جهودها للبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين، بينما يعجز الدفاع المدني عن انتشال آلاف الشهداء بسبب نقص المعدات ومنع الاحتلال إدخالها.

اتهم المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة محمود بصل، ، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بانتهاج سياسة تمييز عنصرية في تعاملها مع ضحايا الحرب، موضحًا أن اللجنة "تسخّر كل إمكاناتها للبحث عن جثامين الإسرائيليين، بينما تتجاهل آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا تحت الأنقاض منذ شهور".

وقال بصل، في تصريحات صحفية، إن طواقم الدفاع المدني تواجه عجزًا تامًا في انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في الطرقات وتحت الركام، بسبب منع الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة، وهو ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

وأضاف أن هذا التمييز الصارخ من قبل الصليب الأحمر يمثل مخالفة للقوانين والمعاهدات الدولية التي تنص على المساواة في التعامل مع جثث الضحايا دون تفرقة، مشيرًا إلى أن اللجنة "لم تُظهر أي حرص مماثل على مساعدة الفلسطينيين في انتشال ذويهم من تحت الركام".

وأشار بصل إلى أن عدد المفقودين في غزة قبل تجدد العدوان في مارس/آذار الماضي بلغ نحو 4 آلاف شخص في مدينة غزة وحدها، متوقعًا أن يكون العدد الحقيقي أكثر من 10 آلاف. وأوضح أن استخراج جثة واحدة قد يتطلب عملًا متواصلاً لمدة 12 ساعة بسبب نقص الإمكانيات المأساوي.

من جانبه، قال أحمد مسعود، مدير المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسريًا، إن المركز تمكن من توثيق 1300 حالة فقط من بين آلاف المفقودين، موضحًا أن الاحتلال يرفض الكشف عن مصير العديد منهم، ما اضطرهم إلى رفع الملفات إلى اللجنة الأممية المختصة للضغط على إسرائيل.

ووفقًا للإحصاءات الرسمية، ارتفع عدد ضحايا الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 68 ألفًا و116 شهيدًا وأكثر من 170 ألف مصاب منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ظل استمرار الصمت الدولي وتواطؤ المؤسسات الإنسانية مع الاحتلال. (İLKHA