الأستاذ محمد أيدين: القانون الدولي أداة زائفة للسيطرة على الدول الصغيرة

يُدين الأستاذ محمد أيدين الصمت القانون الدولي وتواطؤه تجاه الجرائم المرتكبة في غزة، ويؤكد أن الاعتماد الأعمى على الدبلوماسية بات وهماً خطيراً في مواجهة عدو لا يعترف بأي قانون أو قيمة، ويحث تركيا على مراجعة مواقفها واستراتيجياتها بعيداً عن أوهام العدالة الدولية.
كتب الأستاذ محمد أيدين مقالاً جاء فيه:
منذ سنوات طويلة، وغزة تنزف تحت وطأة الاحتلال والحصار، وتتعرض لأبشع أنواع العدوان، يُقصف فيها كل شيء: البشر، الحجر، الأمل، والحياة، ومع كل ذلك يظل السؤال الكبير يتردّد دون إجابة: أين هو القانون الدولي؟
يُلقى على غزة يوميًا أطنان من القنابل، تُدكّ مستشفياتها، تُسوى جامعاتها بالأرض، تُستهدف دور العبادة، ويُقتل الصحفيون بدم بارد… ثم يُطوى المشهد دون أن يتحرّك ضمير أو تنطق المؤسسات الدولية ببنت شفة، أطفال يموتون جوعًا بينما تُحتجز آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات على حدودها… ولا مجيب.
الأدهى من ذلك، أن هذا التواطؤ ليس بالصمت فقط، بل أحيانًا بالمشاركة المقنّعة، عندما تُقصف منشآت الأمم المتحدة نفسها في غزة ولا يُحاسَب أحد، لا يمكن إلا أن نسأل: هل كان الموقف سيتغيّر لو كان الفاعل دولة إسلامية؟
نرى بوضوح أن القانون الدولي يُوظَّف سياسياً، يتحدث متى يشاء ويصمت حيث يُطلب منه، الولايات المتحدة، وأوروبا، و"إسرائيل" تمتلك أسلحة نووية دون مساءلة، بينما إيران – لمجرد نيتها المعلنة بتطوير برنامج نووي – تدفع الثمن فورًا، وتتعرض منشآتها للقصف، وعلماؤها للاغتيال، ومع ذلك تُتّهم هي بأنها "التهديد"، وتُبرَّر الاعتداءات عليها بأنها "دفاع عن النفس"، وبكل وقاحة تُقال هذه الأكاذيب باسم "القانون الدولي".
ولن ننسى سفينة "مافي مرمرة"، التي تعرّضت لهجوم في المياه الدولية، وقُتل فيها مدنيون عُزّل كانوا يحملون مساعدات إنسانية، ولا السفينة "مادلين" التي هوجمت لنفس السبب، ولا آلاف الناشطين الذين تحركوا نحو غزة من مصر، وقوبلوا بالمنع والقمع.
الواقع أن ما لم يُذكر من الانتهاكات أضعاف ما ذُكر، لم تعد الحقيقة سرًّا، لم يعد ظلم النظام العالمي المعاصر بحاجة إلى وثائق لتأكيده، أصبح المشهد أكثر انكشافًا من أي وقت مضى.
إننا اليوم أمام "قانون دولي" يُصنع في أروقة الإمبريالية، ويُطوَّع وفق مصالح الغرب، لا بل يمكن تشبيهه بأصنام من الحلوى: يصنعونها ويأكلونها متى شاءوا!
في هذا السياق، من المؤسف أن نرى دولًا مثل تركيا لا تزال تؤمن أن هذا النظام يمكن أن يُصلح الأمور، في قضية غزة، اكتفت أنقرة بالدبلوماسية والقانون، لكنها لم تحقق نتائج حقيقية، ولا اتخذت موقفًا صلبًا يُطمئن شعوبها.
لكن بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، واغتيال علمائها وقادتها، بات من الواضح أن الدور قادم على الجميع، الأعداء يعلنون ذلك صراحة، بينما تركيا لا تزال تعتقد أن "الحل قد يأتي عبر الدبلوماسية"، وهذا وهم خطير.
نعم، للدبلوماسية دورها، ويجب استخدامها عندما يكون الطرف الآخر يؤمن بها، أما أن نواجه عدوًا لا يعترف لا بحق، ولا بقانون، ولا بمواثيق، فالمطلوب أن نراجع خياراتنا واستراتيجياتنا بجرأة، وألا نُراهن على أصنام جوفاء لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
غزة تنادي… وعلينا أن نصغي، لا أن نُخدّر أنفسنا بانتظار عدالةٍ لن تأتي. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد مدير الشؤون الخارجية للجماعة الإسلامية في كشمير "خالد محمود خان"، أن العدوان الصهيوني على إيران أظهر مختلف مكوّنات الأمة الإسلامية من جماعات ومذاهب ومدارس فكرية، وحدةً واسعة النطاق، حيث تجاوزت الخلافات المذهبية والفكرية، وأرسلت رسالة واضحة بالوقوف إلى جانب المظلوم.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على صمود الثورة الإسلامية الإيرانية منذ 1979 رغم التهديدات والعقوبات المستمرة، مؤكدًا أن الغرب راهن طويلًا على سقوطها، بينما الواقع يُظهر أن النظام لا يزال راسخًا، في وقت بدأ فيه الكيان الصهيوني يعاني من ارتباك وتراجع غير مسبوق.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا يستدعي وحدة دول المنطقة لمواجهته، ويشدّد على أن الوقت ضيق، والعمل المشترك هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة وتهديدات أكبر.