الأستاذ نشأت توتار: يجب إنشاء قوة مهام في غزة

يندد الأستاذ نشأت توتار بالعنف المستمر في غزة ويسلط الضوء على ضرورة وحدة الدول الإسلامية لتعزيز الأمن والاستقرار، كما دعا لضرورة إنشاء آليات رقابية فعالة لضمان تنفيذ اتفاق الهدنة وحماية المدنيين.
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقًا قبول إسرائيل لمقترح هدنة مع حركة حماس، والتي بدورها أبدت موقفًا إيجابيًا تجاهها وأبلغت الدول الوسيطة بذلك مساء يوم الجمعة، ورغم أن بنود الاتفاق لم تُكشف بعد للعامة، إلا أن المقترح الجديد يبدو أنه تضمن تعديلات أزالت بعض التحفظات التي كانت لدى حماس في مسودة سابقة رفضتها، والتي كانت تحتوي على مواد تصبّ لصالح "الدولة الإرهابية" بحسب وصفهم.
في مقالي السابق بتاريخ 2 يونيو تحت عنوان "مسودة هدنة مؤقتة: دبلوماسية أم استراحة قسرية؟"، قلت: "على الرغم من رفض حماس لتلك المسودة، لا يبدو من المستبعد أن يتم تعديلها لتشمل شروطًا ترضيها، مما يؤدي إلى التوصل لهدنة في الأيام المقبلة"، ويبدو أن هذا الاحتمال قد تحقق الآن.
شهدت الفترة التي تجاوزت الشهر أحداثًا كبيرة، فقد شنت الدولة الاحتلالية حربًا على إيران محاولةً إظهار قوتها وردع شعوب المنطقة، لكنها تفاجأت برد غير متوقع من طهران أظهرها في موقف ضعيف على المستوى العالمي، ولو استمرت الحرب وشاركت الولايات المتحدة فعليًا إلى جانب الاحتلال، لربما كنا نشاهد اليوم تداعيات الانهيار الكامل للدولة المحتلة، وفي الوقت ذاته واصل الاحتلال مجازره الوحشية في غزة لإثبات بقائه، مستخدمًا القتل الوحشي للنساء والأطفال والرضع وسيلة لإرهاب السكان.
وفي المقابل، استمرت حماس في عملياتها العسكرية والهجمات الدقيقة التي تكبد الاحتلال خسائر كبيرة، بينما استمر الاحتلال بالضغط على ترامب للتدخل لإنقاذه.
في هذا السياق، بدا أن الاحتلال يبحث عن مخرج من ورطته، مما دفعه إلى الضغط على الرئيس الأمريكي الذي بدا مستاءً من استمرار الصراع، ولهذا فإن قبول حماس للاتفاقية جاء ليُفرح ترامب الذي عبّر عن ذلك قائلاً: "خبر تلقي رد إيجابي من حماس على عرضنا أمر رائع، يجب أن نفعل شيئًا بشأن غزة، لقد أنفقنا الكثير من الأموال والمساعدات هناك."
يُذكر أن ترامب، كرجل أعمال، يرى أن الدعم المالي والعسكري الضخم الذي يقدمه للاحتلال يشكل عبئًا على الاقتصاد الأمريكي، خصوصًا مع غياب النتائج الملموسة ضد حماس، مما يجعله يعتبر هذا الدعم "استثمارًا ضائعًا"، لذا فإن تحقيق هدنة سريعة في غزة يصب في مصلحة الاحتلال أولًا وأخيرًا، كما في مصلحة الولايات المتحدة.
إيجابية حماس تجاه هذه المسودة تشير إلى احتوائها على شروط أكثر قبولًا مقارنة بالنسخة السابقة، ومن اللافت في رد حماس على الوسطاء استعدادها "للبدء الفوري والجدي في مفاوضات آليات التنفيذ"، ما يدل على حرصها على متابعة تطبيق الاتفاق بدقة.
ولذلك فإن الخبرة السابقة من اتفاق الهدنة في يناير الماضي، الذي انتهكه الاحتلال واستمر في الهجمات على غزة، تفرض ضرورة وضع ضمانات تنفيذية محكمة، وتُظهر طلبات حماس لضمانات التنفيذ وعيها بالدرس المستفاد من الانتهاكات السابقة.
في هذا السياق، يصبح من الضروري أن تتبنى الدول الإسلامية آلية رقابة على تنفيذ الهدنة، تشمل متابعة مستمرة وربما قوة أمنية رادعة، ويمكن تسميتها بـ"قوة مهام غزة"، التي لا تقتصر مهمتها على غزة وفلسطين فقط، بل تمتد لتشمل أية مناطق في العالم الإسلامي تحتاج إلى حفظ الأمن والسلام.
هذه المبادرة ستعزز شعور الوحدة الإسلامية وتعيد بناء فكرة الأخوة بين المسلمين في القلوب، كما ستقوي التعاون بين الدول الإسلامية وتُسهم في منع الكوارث الإنسانية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ صلاح الدين يلدريم الضوء على الأمانة كقيمة محورية في الإسلام، مبينًا ارتباطها الوثيق بالكفاءة والاختصاص في أداء المسؤوليات، ومحذرًا من العواقب الوخيمة التي تترتب على إسناد المهام لغير أهلها.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن الحرائق تحاصرنا من كل جهة، مادية ومعنوية، من غزة وكربلاء إلى الفساد واللامبالاة، لكنه رغم كل الألم لا يفقد الأمل في انطفاء النيران برحمة الله.
بيّن الأستاذ آيهان أكتان حقيقة الوحشية الصهيونية عبر شهادة ألون مزراحي، اليهودي الشرقي المناهض، الذي فضح المجازر ودعا إلى التمسك بالإنسانية والضمير، كما دعا إلى ضرورة أن يتحلى القادة الصامتون بالشجاعة والمسؤولية لمواجهة الظلم والدفاع عن الكرامة والعدالة.