الأستاذ حسن ساباز: مخطط لشرعنة الإبادة الجماعية

أدان الأستاذ حسن ساباز ما يسمى بـ«خطة غزة» التي أعلنها ترامب، معتبراً إياها مشروعاً لشرعنة الاحتلال والإبادة بدعم ثماني دول وتجاهل كامل لحقوق الشعب الفلسطيني، وأكد أن السبيل الوحيد لوقف نزيف الدم هو دعم المقاومة والرد على الصهاينة بلغة القوة.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
أظهرت التصريحات الصادرة عقب إعلان ما يسمى بـ«خطة غزة» مرة أخرى مدى قبح وفساد الكيان المسمّى بالنظام الدولي.
الخطة التي أعلنها ترامب وأُطلق عليها اسم «خطة سلام غزة»، ليست في حقيقتها سوى مشروع يشرعن الاحتلال والإبادة والوحشية. ومع ذلك، فقد أيّدتها بشكل مشترك ثماني دول: تركيا، السعودية، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، إندونيسيا، باكستان، قطر ومصر.
وقد صرّح الرئيس رجب طيب أردوغان قائلاً: «أقدّر الجهود والقيادة التي أظهرها الرئيس الأمريكي ترامب من أجل وقف نزيف الدم في غزة وتحقيق وقف لإطلاق النار».
من جانبها، تحدثت وسائل الإعلام الغربية والمراقبون السياسيون في الشرق الأوسط عن ضغوط مارستها تركيا وقطر على حركة حماس من أجل قبول هذه الخطة.
ورغم أنّ الخطة في صيغتها الأولى تضمنت بنوداً تشرعن الإبادة والوحشية، فقد جرى تعديلها بعد لقاء ترامب-نتنياهو بما يتوافق مع مطالب عصابة الاحتلال الصهيوني. وأصبح واضحاً أنها تجاهلت الشعب الفلسطيني بالكامل، كما أدرجت جعل احتلال غزة دائماً ضمن بنودها، ومع ذلك لم يصدر أي اعتراض أو احتجاج من الدول التي أعلنت دعمها للخطة.
ومن المهم التوقف عند موقف تركيا والرئيس أردوغان على وجه الخصوص، فقد أعاد ترامب ترديد كذبة «حماس قتلت مدنيين إسرائيليين في 7 أكتوبر» من دون أي دليل أو وثيقة، وأكد أنه يجب إخراج حماس من غزة، إلا أن أحداً بما فيهم أردوغان لم يردّ على هذه الأكذوبة. والأدهى من ذلك أن أردوغان، الذي كان قد صرّح مراراً بأن حماس «ليست منظمة إرهابية»، قدّم شكره لترامب على خطته التي تتضمن استسلام حماس أو إبادتها وترك غزة تحت رحمة «دولة الإرهاب إسرائيل».
الخطة في جميع تفاصيلها، لم تتطرق إلى الجرائم التي ارتكبها مجرمو الإبادة، ولم تتضمن أي بند يوضح العقوبات المفترضة على هؤلاء إن هم منعوا وصول الغذاء وتسببوا بموت الناس جوعاً، كما لم يرد فيها ذكرٌ للمئات من الصحفيين الذين اغتيلوا عمداً، ولا لمئات العاملين في منظمات الإغاثة الإنسانية الذين قُتلوا في الميدان.
وبينما تُطلق الخطة على حركات المقاومة التي تقاتل الاحتلال وصف «الإرهاب» تحت عنوان «مناطق منزوعة الإرهاب في غزة»، فإنها لم توجّه أي اتهام لأولئك الغزاة الملعونين الذين يحتلون الأرض الفلسطينية.
إنّ ما يُسمى «خطة ترامب» ما هو إلا مشروع لتبييض صورة مجرمي الإبادة والوحشية، ويُعدّ نصراً كبيراً لنتنياهو وعصابته الذين أصبح العالم يتعامل معهم كما لو كانوا مصابين بالجذام.
ورغم كل الإشكاليات والصياغات المعيبة الواردة في الخطة، فإننا أمام واقع مفاده أن الصهاينة الإباديين لم يلتزموا يوماً بأي اتفاق أو معاهدة، والأدهى أنه لا يوجد في الخطة أي إشارة إلى الجهة التي ستفرض العقوبات عليهم إذا نكثوا بالتزاماتهم.
أما ذريعة المؤيدين للخطة بأنها تهدف إلى «وقف نزيف الدم»، فهي لا تحمل أي منطق، فالغاية النهائية للصهاينة وحلفائهم هي ألا يبقى أي فلسطيني في أرض فلسطين، وهذه الخطة تخدم ذلك الهدف بشكل مباشر.
إن السبيل الوحيد لوقف نزيف الدم ومساندة المظلومين هو دعم المقاومة بالسلاح، والرد على الإرهابيين الإباديين باللغة الوحيدة التي يفهمونها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
كشف الأستاذ عبد الله أصلان أن «خطة السلام» ليست سوى مخطط شيطاني لاحتلال غزة وفرض شروط على حماس، داعيًا الدول العربية والإسلامية لرفضها وحماية أسطول الصمود، وأكد أن خلاص الأمة يكمن في تحمّل المسؤولية وإيجاد حلها الخاص بعيدًا عن استغلال القوى الغربية.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن القضية الفلسطينية تمرُّ بمرحلةٍ حاسمة تتعرّض فيها لعدوان وحصارٍ وضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية متزامنة تهدِف إلى قضم حقوق الشعب الفلسطيني. في مواجهة ذلك تؤكد الفصائل والشعوب الداعمة أن خيار المقاومة والصمود هو الضامن لكرامة الفلسطينيين ورفض أي وَصاية أو حلول تُفقدهم سيادتهم.
يؤكد الأستاذ سعد ياسين أن الثقة بالله والإيمان به كافيان لمواجهة أصعب الابتلاءات، كما هو حال أهل غزة في صمودهم أمام المحن، فكل شيء بيد الله الواحد القهار.