الأستاذ حسن ساباز: شيطان الإقليم
يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على الدور المباشر للإمارات في النزاعات الإقليمية، لا سيما في السودان واليمن وليبيا، وتحميلها المسؤولية عن المجازر والانتهاكات، مستهدفة البنى والحركات الإسلامية في المنطقة تحت ذرائع مكافحة "الإسلام الراديكالي".
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
سقوط مدينة الفاشر في إقليم دارفور، آخر المدن الخاضعة للحكومة السودانية، وانتشار مشاهد المجازر في وسائل الإعلام، سلط الأضواء على هذه المنطقة وعلى الأنشطة المشبوهة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
أكدت الحكومة السودانية والشعب السوداني بصوت عالٍ أن الإمارات تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن قتل آلاف الأشخاص بوحشية، ما يعيد إلى الأذهان ضرورة إعادة النظر في دور هذا البلد الصغير بدعم من أمريكا وإسرائيل.
قبل الخوض في التفاصيل، من الضروري توضيح بعض الحقائق وتحديث الذاكرة: في التحركات السياسية المتعلقة بالخليج، غالبًا ما يظهر اسم السعودية في الواجهة، لكن القوة الفعلية في المجال العسكري والاستخباراتي هي الإمارات، السعودية تميل إلى إعطاء صورة متوازنة، بينما تُعبّر عن مواقفها السياسية غالبًا عبر البحرين.
على سبيل المثال، في الانقلاب الذي قاده السيسي في مصر، القوة الفعلية لم تكن السعودية، بل الإمارات. وبالمثل، عند التدخل في اليمن، يظهر على السطح دور السعودية، لكن الإمارات كانت أكثر تأثيرًا في تطبيق السياسات الإسرائيلية في المنطقة، خلال استمرار "التحالف العربي"، أنشأت الإمارات قوة منفصلة داخل اليمن، سيطرت على مناطق استراتيجية، وهاجمت أحيانًا الحكومة المدعومة من التحالف، مما أضعف سلطتها.
كما لعبت الإمارات دورًا في تقسيم الصومال، وتأثيرها كان واضحًا في تسيّد العاصمة، الأمر الذي أصبح معلوماً على نطاق واسع، وفي ليبيا دعمت الإمارات قوات خليفة حفتر لفترة طويلة بالتعاون مع ميليشيات فاغنر الروسية، ولعبت دورًا بارزًا في المجازر الجماعية.
الأحداث في السودان هي استمرار لهذه السياسات والنفوذ الإقليمي للإمارات، ففي أبريل من هذا العام، تقدمت الحكومة السودانية إلى المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة باعتبار الأحداث في السودان إبادة جماعية ومحاسبة الإمارات، لكن المحكمة أعلنت عدم اختصاصها في هذا الملف ورفضت إجراء محاكمة.
الشعب السوداني والحكومة يعرفان جيدًا أن السبب الرئيسي وراء مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وتشريد 12 مليونًا، وتعرض 25 مليون شخص للجوع هو الدور الإماراتي المباشر.
عند الحديث عن قضية دارفور وعلاقة الإمارات بها، يذكر غالبًا الذهب والموارد الطبيعية، لكنها ليست الصورة الكاملة، يقال إن قائد قوات الدعم السريع حميدان دقلو (حميدتي) يمتلك ثروة تقدر بـ7 مليارات دولار من عمليات النهب، ويُزعم أن الإمارات استحوذت على عدة أضعاف هذا المبلغ، هذه أرقام ضخمة، لكنها بالنسبة للإمارات لا تُعدّ كبيرة فعليًا.
في مايو الماضي، خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى دبي، أعلن عن اتفاقية تنص على استثمار الإمارات 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال عشر سنوات.
والسؤال الأهم: اليمن، ليبيا، مصر، السودان… الإعلام الإماراتي يروج لكل تدخلاته في هذه الدول بأنها جزء من "مكافحة الإسلام الراديكالي"، وفي فلسطين، يظهر دعم الإمارات للاحتلال الإسرائيلي ضد الحركات الإسلامية المقاومة.
خلال الهدنة الأولى في غزة، لاحظت الحركات الإسلامية أن الإمارات تستخدم دخول الأفراد والمعدات إلى القطاع لتقديم معلومات استخباراتية لمجموعات الإرهاب الصهيوني، لكنها كشفت ذلك لاحقًا بسبب الظروف. وهناك ادعاءات قوية بأن التمويل وراء المجموعات الخائنة في غزة جاء من الإمارات.
باختصار الإمارات هي الذراع الوكيل للإمبريالية الأمريكية والإسرائيلية، تقوم بما لم تستطع الدولتان فعله، تدخل أماكن لا تستطيع إسرائيل الوصول إليها، وتعتبر محاربة البنى والحركات الإسلامية في العالم الإسلامي مهمتها الأساسية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الانحرافات الأخلاقية والفكرية التي يعيشها المجتمع سببها الابتعاد عن منهج الله واتباع نماذج بشرية منحرفة تُفرض بالقسر والخداع، ويبين أن الخلاص الحقيقي يبدأ من العودة إلى القيم الإسلامية وتحمل كل فرد لمسؤوليته في إصلاح المجتمع.
يُدين الأستاذ حسن ساباز جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانحطاطه الأخلاقي، منتقدًا تبريرات نتنياهو بعد فضيحة تعذيب الأسيرة الفلسطينية، مؤكدًا أن إسرائيل تجسيدٌ للشرّ المطلق.
يندد الأستاذ محمد كوكطاش بإقرار دولة الاحتلال الإسرائيلي لقانون الإعدام الموجّه ضد الفلسطينيين والعرب، مطالبًا بالتحرّك العملي لمحاسبة وملاحقة المتورطين ومصادرة أموالهم بدل الاكتفاء بالاستنكار الكلامي.