الأستاذ محمد أيدن: سموم عصرنا الذهنية والمجتمعية
يحذّر الأستاذ محمد أيدن من السموم الذهنية والمجتمعية التي تنتشر في عصرنا، وعلى رأسها التسمم عبر وسائل التواصل والغذاء والعنصرية، مؤكدًا أنها تهدد الأفراد والمجتمع وتتطلب وعيًا وحلولًا عاجلة.
كتب الأستاذ محمد أيدن مقالاً جاء فيه:
في السنوات الأخيرة بدأنا نواجه نوعًا جديدًا من السموم التي لا تهدد صحتنا الجسدية فقط، بل تمتد آثارها لتصيب صحتنا النفسية والمجتمعية أيضًا، فالتسمم لم يعد مرتبطًا بالمواد التي تدخل الجسد وتؤذيه، بل أصبح مفهومًا يشمل العالم الذهني والاجتماعي، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي والغذاء والعنصرية من أخطر سموم عصرنا.
التسمم عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
لقد اندمجت وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا بسرعة كبيرة، وأصبح كثيرون يقضون معظم يومهم داخل هذه المنصات، يتكون جيل منفصل عن الواقع، بلا حدود عمرية أو زمنية، وتحت غياب شبه تام للرقابة، الجميع يصل إلى كل شيء بسهولة، لكن ما يتشكل في المقابل هو حياة فردية داخل مجتمع متقارب ظاهريًا، وإذا لم تُتَّخذ تدابير عاجلة، فإن النتائج ستكون خطيرة؛ فالأشخاص الذين يعيشون حياة افتراضية مليئة بالثراء والقوة والجمال، يصطدمون بالواقع فيتحول بعضهم إلى طاقة عنف كامنة، إن هذا الخطر يفوق حتى تهديدات النمو السكاني، لأنه يفتك بالجيل الموجود أصلًا.
التسمم الغذائي:
أما فيما يتعلق بالغذاء، فقد أصبح الحديث عن التسمم الغذائي أمرًا شائعًا، مع تزايد الحالات التي انتهت بالموت. فانتشار الأغذية المصنعة، وتضخم قطاع الوجبات الجاهزة المدعوم بالمواد الهرمونية، جعلا هذا القطاع أحد أخطر أعداء صحة الإنسان، الإضافات الكيميائية والتعديلات الجينية في المنتجات الغذائية تحولت إلى آلات موت بطيء، حتى أصبح الأمر أقرب إلى إرهاب غذائي حقيقي، ورغم أن الإعلام يركّز على حالات الوفاة المفاجئة، فإن الحقيقة أن هذا السم يقتل ببطء، منهكًا الجسد بالأمراض قبل أن يقضي عليه، لذا فإن على الدولة إيجاد حلول عملية لا تقتصر على العقوبات، بل تشمل دعم الزراعة البديلة، وتشجيع الإنتاج العضوي، وضمان مراقبة صارمة لسلاسل الإنتاج.
التسمم العنصري
ومن أخطر سموم العصر أيضًا العنصرية، هذا الداء الذي لازم البشرية عبر التاريخ وما يزال حاضرًا بأشكال مختلفة، فالتمييز على أساس اللون أو الأصل أو الدين أو اللغة لم يختفِ، بل هناك من يعمل على تغذيته، وهناك جماعات لا تجد قوتها إلا في عصبيتها العرقية، وتؤمن بأن بقاءها يقتضي فناء الآخرين، لكن الإسلام واجه هذا السم بقوة، واقتلع جذوره، ووضع العنصرية في موضعها الطبيعي داخل مزبلة التاريخ، فالاختلاف في العرق والأصل إنما هو ثراء إنساني، أما العدل والحق فهما المستحقان للسيادة، ولا يوجد فكر أو دين أو فلسفة تستطيع إنهاء سمّ العنصرية من جذوره كما فعل الإسلام.
ونختم بالدعاء أن يحفظ الله أنفسنا وأبناءنا من هذه السموم، وأن يعصم مجتمعاتنا من آثارها المدمرة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن مكانة مسعود بارزاني لدى الأكراد ثابتة لا تمس، محذرًا في الوقت نفسه من أن التصعيد القومي والتحريض الإعلامي قد يهددان مسار "تركيا بلا إرهاب" ويقوّضان فرص استقرار المشهد السياسي.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الاحتلال يواصل ارتكاب مجازره في غزة ضاربًا بالهدنة عرض الحائط، فيما ينشغل العالم بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة بدل وقف الجرائم.
يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على الجدل السياسي حول وصف “الجلّاد” بين الأحزاب التركية، مبرزًا أن ما يجري يعكس صراعًا أعمق مرتبطًا بإرث الحزب الواحد وذاكرة الماضي التي لم تُكشف صفحاتها بعد.