الأستاذ حسن ساباز: التفوق العسكري النوعي
يوضح الأستاذ حسن ساباز أن سياسات أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط تضمن تفوقهما العسكري والسياسي، إذ تتحكم الولايات المتحدة في استخدام الأسلحة المتقدمة لضمان مصالحها وحماية إسرائيل، وليس لحماية سيادة الدول الحليفة.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
بعد فوز الجمهوريين في الانتخابات الأمريكية، توقع البعض تغييرات جذرية في السياسة الإقليمية والدولية للولايات المتحدة، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
نعم دخل ترامب في نزاع اقتصادي حاد مع الصين كما وعد، لكن لا يُنظر إليه على أنه يحمل مخاطر صراع عسكري مباشر، في المقابل الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة، فيما تستمر الحرب ضد غزة بأساليب مختلفة، دون أن يتغير مسار الأحداث بشكل جذري.
فيما يتعلق بسوريا، على الرغم من التوقعات بسحب الولايات المتحدة دعمها للأكراد، فإن الدعم العسكري والسياسي المقدم إلى قوات الـPKK ساهم في تعزيزها، مما أتاح لأمريكا حرية التحرك في سوريا حسب مصالحها، ودعم استراتيجية إسرائيل في شن الهجمات وخلق الفوضى في المنطقة.
كما أبرمت الولايات المتحدة صفقات تجارية ضخمة مع حلفائها في الخليج تحت بند الاتفاقيات العسكرية، وصلت إلى أرقام فلكية، أبرزها ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، وسائل الإعلام التابعة للرياض وصفت الاتفاقية بأنها "انتصار كبير" للولايات المتحدة، إذ ستدر على الأخيرة تريليونات الدولارات.
ورغم أن الهدف المعلن للاتفاقيات الدفاعية هو الرد على الهجمات، كما يشير بعض المراقبين، فإن الهدف الحقيقي هو ردع التفكير في أي هجوم محتمل قبل وقوعه، وبحسب تحليلات البعض، فإن السعودية بهذه التحركات تكسب نفوذًا واسعًا ليس فقط في فلسطين، بل في مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان والسودان، حيث تسعى الولايات المتحدة والسعودية لإيجاد حلول تفاوضية عبر منصات مثل "منصة جدة".
أما فيما يتعلق بإيران، فقد بدأت المفاوضات بين الرياض وطهران قبل وصول ترامب إلى السلطة، وأرسلت كل جهة رسائل تهدئة واضحة، لكن الفوضى في أماكن مثل فلسطين، ولبنان، والعراق، وسوريا، وقطر، واليمن، وأفغانستان، وليبيا والسودان، ما زالت قائمة، ويعود سببها في أغلب الأحيان إلى الولايات المتحدة وإسرائيل أو وكلائهم المحليين.
وهنا يطرح السؤال: إذا كانت أمريكا أكبر قوة احتلال قاتلة ومدانة بجرائم الإبادة، فكيف ستتم حماية حلفائها في المنطقة؟ على سبيل المثال، في هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطر، لم تُفعّل أنظمة الدفاع الأمريكية لحمايتها. فهل سترد الولايات المتحدة إذا هوجمت السعودية في المستقبل؟
حتى مسألة تسليم أحدث الطائرات الحربية من نوع F-35 للسعودية، في ظل رفض تسليمها لتركيا رغم دفع تكاليفها، تأتي ضمن هذه السياسة، وأكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على "التفوق العسكري النوعي لإسرائيل" في المنطقة، بما في ذلك عبر التحكم في تزويد الحلفاء بأحدث الأسلحة والأنظمة الدفاعية.
بعبارة أخرى، مهما امتلكت دولة من أسلحة متقدمة، فإن استخدامها يخضع لشروط الولايات المتحدة، ولا يمكن توجيهها ضد إسرائيل أو مصالحها، هذا يجعل هذه الأسلحة فعالة فقط في تحقيق أهداف أمريكا، وليس في حماية سيادة الدولة نفسها.
وفي النهاية، يظل الواقع أن التفوق العسكري لا يُقاس بالأسلحة وحدها، بل بمدى القدرة على استخدامها بحرية، وهذا ما تحافظ عليه أمريكا وإسرائيل بشكل كامل في الشرق الأوسط؟.
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلّط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على دور حزب الهدى في السياسة التركية، مؤكدًا التزامه بالحق والسياسة النزيهة، وقدرته على تقديم حلول عملية تترك أثرًا يفوق حجمه الفعلي.
انتقد الكاتب الصحفي الأستاذ حسن ساباز استمرار الإبادة في غزة وتواطؤ الأنظمة السياسية الغربية والعربية، مؤكدًا أن الصمت شراكة في الجريمة، وينقل خطابًا إيطاليًا مؤثرًا يعلن أن ما يحدث يتجاوز مفهوم الإبادة، وأن العالم سيبقى مُدانًا لأنه تخلّى عن إنسانيته.
يوضح الأستاذ عبد الله كافان أن سبب عودة التيار الكمالي في المجتمع التركي يعود إلى ارتفاع خطاب القومية والدولة، وضعف الموقف الرافض للكمالية، وتغلغل رسائل التوافق مع الأيديولوجيا الرسمية، ما أتاح للتيار النفوذ والتأثير على الحياة الاجتماعية والسياسية.