الأستاذ عبد الله أصلان: حين يحكم الحرام.. تنهض شبكات الفساد
يرى الأستاذ عبد الله أصلان أن ما يُقدَّم اليوم بوصفه “حرية شخصية” هو في جوهره منظومة منظمة تفرض الحرام وتُنتج شبكات فساد وانحلال تهزّ المجتمع بأكمله، ويحذّر من أن التطبيع مع الشر والصمت عنه يفتح الباب لكوارث أكبر، في وقت يُهمَّش فيه أهل القيم وتُحارب الفضيلة علنًا.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
في الحقيقة لا يعنينا ما يأكله الناس أو يشربونه، ولا ما يلبسونه أو لا يلبسونه، غير أنّ كل أشكال الفساد والانحراف التي تهزّ المجتمع من جذوره هي شأن عام يخص الجميع، وهذه حقيقة لا جدال فيها.
لقد أصبح واضحًا أن نمط الحياة الذي فُرض لسنوات طويلة قد وصل اليوم إلى مرحلة صادمة للجميع، واتّضح أن الفضائح التي أفرزها ما وُضع في مركز الحياة العامة لم تكن كما كان يُروَّج، مجرد اختيارات شخصية بريئة.
لقد بلغ بهم الأمر حدّ الخوض في أدق التفاصيل، حتى صوّروا زيت الزيتون على أنه ضار، وزيت عباد الشمس على أنه نافع، وجرى تقديم الحياء والعفة والحجاب بوصفها تخلّفًا وخجلًا وغرابة، في مقابل تسويق العريّ، وقلة الحياء، والوقاحة، والانحطاط على أنها جرأة وشجاعة وحداثة.
كانوا يلمّعون صورة الكحول، التي تسببت في هلاك ملايين الأرواح، ويُظهرون الخمر كخيار راقٍ وأكثر فضيلة، بينما يُقدَّم من يفضّل المشروبات الحلال على أنه إنسان جاهل، متخلّف، لا يفهم الذوق ولا يعرف المتعة.
وعندما كانوا يطلقون أوصافًا ساخرة على أشهرنا المباركة ويجعلونها موضع استهزاء، لم يكن ذلك عبثًا ولا عفويًا.
واليوم أيضًا، يُقال إن من يتصدّرون المشهد بسبب المخدرات وغيرها من أشكال الانحلال الأخلاقي لم ينخرطوا في هذه المستنقعات بدافع اختيارات شخصية محضة.
وسواء كانت هذه القضايا نتيجة تصفية حسابات سياسية داخلية أم لا، فإن جوهر هذه الفضائح يقوم حتمًا على شبكات قذرة، فالحرمات تُغذّي عصابات وأدوات وكيانات فاسدة.
كلما غاص الإنسان في الحرام، ازداد وقوعه في شِباك الشيطان وأعوانه، ولهذا أمر الإسلام بعدم الاقتراب من الحرام أصلًا، بل اعتبر أن الدخول في المناطق المشتبهة يُعدّ في حكم الوقوع في الحرام.
وكلما ازداد الابتعاد عن الحرام، بل كلما اتُّخذ موقف واضح وحاسم منه، أصبح الوقاية والحماية أيسر وأقوى.
غير أن الاكتفاء بعدم الوقوع في الحرام مع الصمت لا يمنع الكارثة، فلو لم يُسكت يومًا عن تلك المشاهد القذرة في الشاشات والأفلام، لما أصبحت اليوم تهيمن على كامل جدول أعمالنا.
إن فتح أبواب الشر على مصاريعها ثم توقّع بقاء السدود قائمة أمامه ضربٌ من السذاجة، وفي ظل هذه المساحة الواسعة من "الحرية" الممنوحة للحرام، قد لا تكون أي مدرسة دينية أو معهد شرعي قادرًا على إيقاف النتائج السلبية.
إن منع الشرّ أبلغ أثرًا من الاكتفاء بشرح أضراره، تفتحون الأبواب والشاشات على مصراعيها لمن يروّجون للعريّ والخيانة وتعاطي المخدرات بوصفها رمزًا للمكانة الرفيعة، ثم تشكون قائلين: "لماذا تعجز مدارسنا الدينية عن تخريج أناس متحلّين بالحياء والفضيلة"؟.
إن لم تُتخذ التدابير اللازمة، فإن هذا التناقض والاضطراب في المواقف سيقود البلاد إلى كوارث أكبر.
فهل يمكن كبح ضجيج الأشرار ونبرتهم الفوقية في بيئة يُهان فيها الأخيار ويُعاملون إن صحّ التعبير، كمواطنين من الدرجة الثانية؟
قبل أيام قليلة فقط، صرّحت شابة تعمل في بنك «إيش» (İş Bankası) بأنها مُنعت من الالتحاق بدورة تدريبية أرادت المشاركة فيها لتطويرها المهني، بحجة أنها محجبة، وأكدت أن إدارة البنك طلبت منها "ارتداء شعر مستعار"، وحتى الآن لم يرَ البنك ضرورة لإصدار أي توضيح حيال ما تعرّضت له هذه الشابة التي روت قصتها باكية.
ما دام الحرام يُفرض بالقوة، فهذا يعني أن سلطته ما زالت قائمة، فالحرمات تُنتج تكتلات وشركات فاسدة، ومواجهة ذلك للأسف ليست بالأمر السهل. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن ثمانين عامًا من "السلام الأوروبي" لم تكن ثمرة وعي أخلاقي، بل نتيجة تصدير الحروب إلى خارج القارة ودفع العالم الإسلامي ثمنها دمًا ودمارًا، ويحذّر من أن هذا الاستثناء التاريخي يقترب من نهايته، مع مؤشرات على عودة أوروبا إلى مسار الصراع الذي شكّل تاريخها.
يدعو الأستاذ محمد كوكطاش إلى إعادة توجيه الخطاب الديني عبر ضبط الجدل المستهلك والامتناع عن الخوض في القضايا الخلافية التي استنزفت طاقة المسلمين دون أثر إصلاحي، ويؤكد أن الأولى هو التركيز على القضايا الجامعة والأعمال الصالحة التي تعزز وحدة الأمة وتخدم قضاياها الكبرى.
يناقش الأستاذ حسن ساباز تصاعد التوتر في سوريا والمنطقة على خلفية ملف قسد والتدخلات الخارجية، بالتوازي مع الجدل السياسي داخل تركيا حول تقارير لجنة «تركيا بلا إرهاب»، ويبرز في مقاله تقرير حزب الهدى بوصفه الأكثر توازنًا وواقعية في معالجة المسألة الكردية والفصل بينها وبين ملف العنف، والدعوة إلى حل عادل ومستدام.