الأستاذ نشأت توتار: الصمت تجاه غزة
سلط الأستاذ، نشأت توتار، الضوء على معاناة غزة اليومية من الموت البطيء والجوع والبرد ونقص الأدوية، وأكد أن صمت العالم والدول الإسلامية يُضاعف مأساة أهلها، داعيًا إلى التحرك الدبلوماسي الفعلي لإنقاذهم.
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
حتى مع خفوت أصوات القنابل، تظل صرخات المعاناة تتردد بين أزقة الخيام المدمرة، غزة اليوم ليست مجرد مدينة تتعرض للهجوم، بل هي شهادة حية على الموت البطيء، على الإبادة التي تتحول إلى روتين يومي، وعلى صمت العالم الذي يختبئ خلف شعارات كـ"وقف إطلاق النار"، بين برد الشتاء القارس، والمطر الغزير، ونقص أبسط المستلزمات الطبية، يعيش أهل غزة مثل كائنات تحارب من أجل البقاء، بينما نغفو نحن على أوهام السلام الزائف.
مهما حاولنا إغلاق أعيننا عن الحقائق، أو حجب آذاننا عن سماع الصرخات، أو الهروب من المشاهد المؤلمة، فلن ننجو من مواجهة الواقع، الحقيقة تلاحقنا، والآلام تمسك بنا من الرقبة لتفرض وجودها، والأنين والصيحات المليئة بالأسى تدخل إلى قلوبنا لتفرقعها.
نحن ننام في بيوتنا الدافئة، على أسرّتنا الناعمة، تحت أغطيتنا الدافئة لنحمي أنفسنا من البرد، بينما تجلس أم في غزة في خيمتها الباردة تحرس مولودها، خوفًا من أن يختنق من البرد أو تجرفه السيول، ويجلس أب بلا حول ولا قوة، لا لأنه لم يستطع إحضار قطعة خبز لطفله، بل لأن ثقل العجز لم يعد يسمح له بالصمود، فيصمت ويستسلم، وفي المستشفيات يجرى الأطباء العمليات بدون تخدير، ويضطرون لأن ينظروا في عيون الأطفال ويقولوا لهم: "تحمل يا صغيري، لا يمكننا تخديرك".
كأمة، نقع في خطأ التضليل الذاتي حين نغمض أعيننا ونغطي آذاننا وندير ظهورنا للواقع، نتصرف وكأن شروط الاتفاق تُطبَّق، وكأن قوافل المساعدات تدخل بلا انقطاع، وكأن أهل غزة يعيشون في وحدات أكثر أمانًا من الخيام، وكأن الموت قد توقف، وكأن الحياة عادت إلى طبيعتها.
لكن غزة لا تزال تُقتلن الإبادة مستمرة، لكنها هذه المرة ليست بالقنابل والطائرات والدبابات، بل بطريقة أبطأ وأكثر ألمًا ومأساوية: بالبرد والجوع والمطر والفيضانات ونقص الأدوية، والأهم من ذلك، بالهجران والتخلي عنهم.
تاريخ منطقتنا حافل بالمقاومة والكفاح، وبالنهضة بعد كل سقوط، وبالانتصار بعد كل محاولة للقهر، فهل الأمة لا تخجل من هذا التاريخ المجيد بينما يغرق جزء منها في غزة؟ وهل القادة الذين جلسوا على عروش السلطة أمام عظمة هذا التاريخ لا يهتز ضميرهم؟ هل لا يغضبون، ولا يتحركون، ولا يسألون أنفسهم: "ماذا يجب أن أفعل؟" بينما يموت أهل غزة ببطء، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة، ويواجهون الجوع بلا رحمة؟
يجب أن يُعلم جيدًا أن الصمت لم يعد حيادًا، بل اختيار الوقوف إلى جانب المحتل، وعندما تصمت الدول الإسلامية، وخاصة الدول الضامنة للاتفاق، فإن كل خيمة تسقط، وكل ليلة تمر بلا تدفئة، وكل عملية تجرى بلا دواء، وكل طفل يئن من الجوع، ستكون لعنة على هؤلاء القادة، وعلى الأمة جمعاء.
على الدول الإسلامية أن تمارس الضغط الدبلوماسي الفعلي لضمان تنفيذ شروط الاتفاق، وإلا فإنها ستتحمل عار أحد أكبر الذنوب التاريخية.
لقد فات وقت التلويح بالاتفاقيات، رفع الصوت لا يعني إعلان الحرب، بل هو طلب فتح الممرات الإنسانية للمتضررين من الجوع، هو الضغط الدبلوماسي لمنع إغلاق الحدود، وإجبار المجتمع الدولي على توفير الأدوية للمستشفيات، وإلا فلن تستطيع أي نصوص مكتوبة على طاولة المفاوضات تحمل هذا الذنب بعد اليوم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على حصارٍ إقليمي-دولي مركّب تقوده إسرائيل لتقييد الدور التركي عبر أدوات عسكرية وسياسية وتحالفات ممتدة من شرق المتوسط إلى إفريقيا وآسيا الوسطى.
يكشف الأستاذ محمد علي كونول نفاق الثقافة المهيمنة، ويفضح آليات تزييف الوعي وتشريع المحرّمات تحت غطاء الحداثة والدين المُؤدلَج، يربط بعمق بين العدوان السياسي والتشويه الثقافي، مؤكّدًا أن الوعي المتيقّظ هو خط الدفاع الأول عن ثوابت الإيمان في زمن الإفساد المعاصر.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السخرية من الصلاة ليست استهزاءً بشعيرة فحسب، بل تشويهٌ لمفهوم العبودية ذاته، ومظهرٌ لانحراف يقود الفرد والمجتمع إلى الضياع، كما يدعو إلى إحياء الصلاة والتمسّك بها باعتبارها عماد الدين وأساس الحرية الحقيقية في مواجهة الانحراف.