تنظم مؤسسة التعليم المثالي (İDEV) مسابقة كاريكاتير تحت شعار "امتحان الأمة – غزة"، تتناول صمت الأمة تجاه الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ حوالي 17 شهرًا.

تستمر الفعاليات وحملات التوعية جنبًا إلى جنب مع حملات الإغاثة التي تُنظم في مختلف أنحاء العالم، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال هجماته على غزة، بهدف إبقاء المأساة في صدارة الاهتمام.

ينظم وقف التعليم المثالي (İDEV) مسابقة كاريكاتير تحت عنوان "اختبار الأمة – غزة"، بهدف التعبير بأفضل طريقة عن صمت الأمة الكبيرة أمام قلة من المسلمين الذين يناضلون باسمها.

وقد أعلن عن المسابقة نائب رئيس İDEV، فاتح طاش، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر الوقف، حيث أوضح أن تقديم المشاركات سيستمر عبر الإنترنت حتى 2 أيار/ مايو، وسيتم الإعلان عن النتائج في حفل يقام في 18 أيار/ مايو.

"نواجه عصابة متهورة"

خلال المؤتمر الصحفي، لفت فاتح طاش الانتباه إلى ما يجري في غزة، قائلاً: "كما هو معلوم، فإن العصابة الإرهابية الصهيونية منذ حوالي 17 شهراً ألقت أكثر من 100 ألف طن من القنابل على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 ألف غزي. إنها تنفذ هجوماً همجياً وإبادة جماعية بدعم من أمريكا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا. العالم يشاهد عبر البث المباشر وحشية ربما لم يسبق لها مثيل. لقد شهد التاريخ القريب مجازر وحروب، لكن عند النظر إليها من منظور القوانين الدولية، لم يسجل التاريخ مثل هذه الإبادة وهذا الحجم من الوحشية. الكيان الصهيوني يقصف المدارس والمستشفيات والمخيمات والمناطق السكنية المدنية دون تمييز. إذا لاحظتم، فإن مقاومة حماس والفصائل الأخرى لم تنعكس كثيراً في الإعلام. كما أننا لا نرى وسائل الإعلام الموالية للكيان الصهيوني أو الصحفيين الذين يتحدثون بلسانهم ينقلون أخباراً عن ذلك. نحن في مواجهة عصابة وصلت إلى حد التهور".

وتساءل طاش: "من أين يستمد الاحتلال هذه الجرأة؟ وبأي راحة يرتكب هذه الجرائم؟ هناك عاملان رئيسيان هنا؛ الأول هو الدعم اللامحدود الذي يتلقاه الصهاينة من دول الصليب مثل أمريكا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا، مما يشجعهم على ذلك. أما الثاني فهو الصمت وعدم الاكتراث في العالم الإسلامي، خاصة تهاون السلطات وقادة الدول في الاكتفاء بالإدانات وإصدار البيانات الصحفية ودعوة القوى العالمية إلى التدخل. بل وصل الأمر إلى حد أن البعض لم يعد يرى فائدة حتى في إصدار الإدانة أو نشر الرسائل. هذان العاملان هما ما يشجعان العصابة الصهيونية على الإبادة والوحشية والاعتداء الهمجي".

"وقف التعليم المثالي أراد تسليط الضوء على مجازر وإبادة غزة"

كما أشار طاش إلى الدمار الذي لحق بقطاع التعليم، قائلاً: "خلال هذه الفترة الممتدة لـ 17 شهراً، لم يشهد قطاع التعليم تدميراً كهذا من قبل. فقد تم قصف أكثر من 600 مدرسة، وحُرم ما يقارب 800 ألف طالب من حقهم في التعليم، إضافة إلى حرمانهم من الرعاية الصحية والتغذية والمأوى وحقوقهم في اللعب. للأسف، استشهد أكثر من 20 ألف طفل، وهناك مثلهم من الجرحى والمفقودين".

وتطرق طاش إلى موضوع المسابقة وأهدافها، قائلاً: "في ظل هذه الأوضاع، نرى عالمين مختلفين داخل الأمة الإسلامية؛ فمن جهة نُقبّل أطفالنا في الصباح ونرسلهم إلى المدارس، بينما من جهة أخرى ينتظر أطفال غزة القنابل التي ستمطر فوق رؤوسهم. أراد وقف التعليم المثالي تسليط الضوء على مجازر غزة وإبادتها بطريقة مختلفة، فقررنا تنظيم مسابقة كاريكاتير دولية، واخترنا عنوانها ليكون 'اختبار الأمة - غزة'. لأن الأمة الإسلامية اليوم تُختبر بغزة، ونخشى أن تكون النتيجة سلبية قريباً، نظراً لسيطرة اللامبالاة والصمت".

إعلان النتائج وحفل توزيع الجوائز في 18 أيار/ مايو

كما أعلن طاش تفاصيل المشاركة في المسابقة ومواعيد إعلان النتائج، قائلاً: "ندعو الشباب إلى تسجيل مجازر غزة في التاريخ من خلال رسومهم الكاريكاتيرية وعملهم الفني، كما ننتظر الدعم من رسامي الكاريكاتير المحترفين. سيتم تقييم الأعمال المقدمة بشكل منهجي، ثم سنعرض الأعمال المختارة في معرض للجمهور، وسنقدم الجوائز للفائزين. يمكن للأخوة إرسال رسومهم الكاريكاتيرية حتى 2 أيار/ مايو عبر موقعنا الإلكتروني idev.org.tr. كما يمكنهم متابعتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لقد اخترنا 18 أيار/ مايو موعداً لإعلان النتائج وحفل توزيع الجوائز، وهو توقيت ذو دلالة خاصة، حيث يصادف 15 أيار/ مايو ذكرى نكبة فلسطين الكبرى، وسنسلط الضوء على هذا الحدث أيضاً خلال الحفل، نأمل أن تكون هذه المسابقة سبباً في الخير". (İLKHA)