الأستاذ حسن ساباز: ارتكاب المجازر لإخفاء الفساد

يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على استغلال نتنياهو للدعم الأمريكي والتأييد العربي الضمني لتصعيد هجماته على غزة، هروبًا من المحاكمة بتهم الفساد، وتوظيفه الأيديولوجيا الدينية لتبرير سياساته، ورغم الإدانات الدولية، يستمر الاحتلال في جرائمه، في ظل تصاعد الاحتجاجات الداخلية ورفض الخدمة العسكرية، مما قد يهدد مستقبله السياسي.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
يشعر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بدعم واضح من الولايات المتحدة وتأييد ضمني من بعض الدول العربية، ما دفعه إلى استئناف عدوانه الواسع النطاق على قطاع غزة دون أي قيود.
وعقب إعلان وقف إطلاق النار، انسحبت بعض الأطراف المتطرفة من الحكومة الإسرائيلية احتجاجًا، لكنها عادت مجددًا، مما عزز موقف نتنياهو السياسي.
كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في 20 مارس الجاري لمواجهة اتهامات بالفساد، إلا أنه استغل الظروف الراهنة وشنّ هجومًا دمويًا على غزة، أسفر عن مقتل المئات من الأطفال، متجنبًا بذلك المثول أمام القضاء.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها نتنياهو إلى التصعيد العسكري للهروب من المساءلة القانونية، فقد سبق له أن اتبع النهج ذاته في قضايا فساد ورشوة سابقة.
مؤخرًا، استهدف الجيش الإسرائيلي مستشفى ناصر، مما أدى إلى مقتل المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج فيه، في مشهد يجسد وحشية الاحتلال.
ورغم الإدانات الدولية المتكررة، والتأكيد على أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم حرب، فإن سلوك نتنياهو يظهر تجاهلًا تامًا للقوانين والاتفاقيات الدولية، وتحركًا محكومًا بمصالحه الشخصية ورؤيته الأيديولوجية المتطرفة.
أما بعض الأصوات التي تصف إسرائيل بأنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، فقد أثبتت الأحداث الأخيرة زيف هذا الادعاء، إذ أن قادة الاحتلال لا يتعاملون فقط بوحشية مع الفلسطينيين، بل إن خلافاتهم الداخلية تتسم كذلك بالشراسة وانعدام أي احترام للمبادئ الديمقراطية.
لطالما لجأ نتنياهو إلى تأطير قضاياه ضمن سياق أيديولوجي للهروب من الاستحقاقات القانونية، تمامًا كما يحاول بعض القادة في دول أخرى التستر على ملفات الفساد عبر استغلال الرموز الوطنية.
وبدلاً من الرد على الاتهامات الموجهة إليه، زعم نتنياهو أن التحقيقات ضده ما هي إلا "مؤامرة من الدولة العميقة اليسارية لإجهاض إرادة الشعب"، وعمد إلى محاولة إقالة المسؤولين عن التحقيقات بدلًا من المثول أمام القضاء.
وقد وجه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ انتقادات علنية لنتنياهو، متهمًا إياه باتباع "سياسات انقسامية وأحادية"، مشيرًا إلى أن قراره بتصعيد العمليات العسكرية في غزة يهدف بالدرجة الأولى إلى إنقاذ نفسه من الملاحقات القانونية، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين.
أما التيار الذي ينتمي إليه نتنياهو، فله تاريخ حافل باستغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، حيث لا يتردد في اللجوء إلى العنف والتصفية الجسدية ضد المعارضين، مستندًا إلى تأويلات دينية تبرر ممارساته.
في كتابه "الأصولية اليهودية في إسرائيل"، يشير الباحث إسرائيل شاحاك إلى أن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، الذي وقع اتفاقية أوسلو، لم يُقابل بأي رفض يذكر في الأوساط الدينية اليهودية، بل على العكس، نظر إليه البعض كإجراء مبرر.
ويورد شاحاك:
"يرى اليهود المتدينون أن أرض إسرائيل ملك خاص لهم، وأي تنازل عنها للفلسطينيين يُعد خيانة. وقد اعتبر بعض المتشددين أن علاقة رابين بالسلطة الفلسطينية تهديدًا للمستوطنات، مما دفعهم إلى اعتباره خائنًا."
وهكذا، يظل نتنياهو وفريقه نموذجًا واضحًا لكيفية توظيف الدين لتبرير الاحتلال والعدوان، متى وجدوا دعمًا كافيًا يمكّنهم من ذلك.
ورغم أن شهود العيان أكدوا أن بعض الأسرى الإسرائيليين قُتلوا على أيدي قوات الاحتلال نفسها، فإن الحكومة الإسرائيلية لا تبدي أي نية جدية للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى في ظل الظروف الحالية.
غير أن استمرار الاحتجاجات داخل المجتمع الإسرائيلي، وارتفاع أعداد الرافضين للخدمة العسكرية، أو حتى حدوث تحرك داخلي للإطاحة بنتنياهو، قد يغير المعادلة ويدفع نحو إنهاء الحرب. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الإجراءات القانونية ضد حزب الشعب الجمهوري تمثل تحولًا غير مسبوق في المشهد السياسي التركي، حيث تواجه الدولة الحزب لأول مرة بتهم فساد، مما قد يؤدي إلى تداعيات كبيرة، بما في ذلك احتمالية حله.
يحث الأستاذ محمد كوكطاش على تخصيص العشرة أيام الأخيرة من رمضان للتوجه إلى الله والاعتكاف بعيدًا عن العالم، مع تجنب الإسراف في التحضيرات للعيد التي تستهلك وقت النساء، مشيرًا إلى أهمية استثمار هذه الأيام المباركة في العبادة بدلاً من الانشغال بالمظاهر.
يسلط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على تهرب قادة حزب الشعب الجمهوري من الرد على اتهامات الفساد والاختلاس، ويكشف عن شراء 117 عقارًا بواسطة شركة يملكها إمام أوغلو، ويشدد الكاتب على ضرورة محاسبة المسؤولين إذا ثبتت التهم لمنع انتشار الفساد.