معلّمة تُحقق وصية والدها وتلهم طلابها بقصة كفاح إنسانية في منطقة جزيرة بولاية شرناق
تمكنت المعلّمة التركية شِفّال نوري أوزدَك من تحقيق حلم والدها الراحل بأن تصبح معلّمة، رغم الصعوبات المالية والأزمات العائلية التي مرت بها. وبعد تعيينها قبل ثلاث سنوات في ثانوية يوسف الجزري في جزيرة بولاية شرناق، أصبحت مثالاً للإلهام من خلال مشاركتها في دورات متعددة مثل الكردية والعزف على البزق (الباعلامة) ولغة الإشارة، بهدف دعم طلابها والتقرب منهم.
بدأ حلم المعلّمة شِفّال نوري أوزدَك منذ طفولتها في العاصمة التركية أنقرة، حين كانت تتطلع إلى أن تصبح معلمة يوماً ما، مدفوعة بتشجيع والدها الذي كان يرى فيها مشروع مربية أجيال.
ومع محدودية الإمكانات المادية، اضطرت أوزدك للالتحاق بمدرسة مهنية بدلاً من مدرسة الأناضول التي كانت تطمح إليها، إلا أنها لم تتخلّ عن حلمها، فواصلت الدراسة بمفردها وتحضير نفسها لامتحان الجامعة رغم الظروف الصعبة.
وتروي أوزدك أن خطوة التحول الأكبر في حياتها جاءت عندما قام ربّ عمل والدها بزيارتهم وسألها عن حلمها، فصارحته بأنها تريد أن تكون معلمة، ليقرر التكفل بتسجيلها في مركز تعليمي يدعمها في رحلتها لتحقيق حلمها، تقول: "كان والدي مؤمناً بي، لكنه لم يكن قادراً على دفع تكاليف الدروس. لذلك كانت مساعدة صاحب عمله بمثابة نقطة تحول في حياتي."
بعد نجاحها في امتحان القبول الجامعي، التحقت أوزدك بجامعة غازي في قسم تعليم اللغة العربية، حيث رغبت في إضافة لغة جديدة إلى الإنجليزية التي كانت تتقنها بالفعل.
لكن هذه الفترة شهدت واحدة من أقسى محطات حياتها؛ إذ أُصيب والدها بشلل بعد تلقيه لقاح كورونا، ودخل في رحلة علاج طويلة استمرت عامين، عاشت خلالها شيفّال بين الجامعة والمستشفى والمنزل، ثم فجعت بوفاته بينما كانت تستعد لمرحلة التعيينات التعليمية، لتجد نفسها أمام خيار مصيري قالت عنه: "كان هذا حلمه… وكان واجبي أن أُكمل الطريق."
بعد اجتيازها المقابلات بنجاح، اختارت شِفّال منطقة Cizre كمقر لعملها الأول. ورغم مخاوفها من الانتقال إلى مدينة جديدة ومن تجربة السفر لأول مرة، سرعان ما اندمجت في بيئتها الجديدة وبدأت العمل على بناء جسور تواصل مع طلابها، فالتحقت بدايةً بدورة اللغة الكردية لتتمكن من التفاعل مع طلابها بلغتهم، ثم بدورات في العزف على آلة الباعلامة (البزق) لتضيف لمسة موسيقية لدروسها وتجعلها أكثر جاذبية، كما انتسبت إلى دورة لغة الإشارة بهدف نشر الوعي وتعزيز إدماج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
أوزدك، التي أصبحت اليوم واحدة من أكثر المعلمات تقديراً في مدرستها، تؤكد أنها تحاول دائماً أن تكون المعلّمة التي كانت تتمنى أن تجدها في طفولتها، وهي تستمع لأحلام طلابها وتحثّهم على الإيمان بها، كما فعل والدها معها. وتقول:
"أريد أن أكون سنداً لهم كما كان والدي سنداً لي. أؤمن بأن كل طالب يمتلك قدرة على التميز إذا وجد من يوجهه ويقف إلى جانبه."
بهذه الروح، تواصل شِفّال رحلتها التعليمية، حاملة رسالة والدها الراحل، مؤمنة بأن التعليم ليس مجرد مهنة، بل إرث إنساني وكفاح يتجاوز حدود الصفوف المدرسية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
توجت الطفلة السورية بانا العبد بجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2025 بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
حذّر المؤرّخ والمفكّر التركي الأستاذ الدكتور إحسان ثريا صِرمة من خطورة التحوّل الثقافي نحو الاعتماد المفرط على الهواتف والملفات الرقمية (PDF)، معتبرًا أنّ هذا التوجّه يُضعف الحياة العلمية والفكرية في الجامعات والمجتمعات الإسلامية.
شهدت مقاطعة كوزباس الروسية اكتشافًا مذهلًا، إذ تمكن علماء الآثار والجيولوجيا من العثور على قطعة أحفورية نادرة يزيد عمرها عن 100 مليون سنة.
أعلن علماء الآثار في العراق عن اكتشاف هندسي فريد يتمثل في بقايا مبنى ضخم يعود تاريخه إلى نحو 5000 عام، يُرجَّح أنه من أقدم المعابد التي عرفها التاريخ.