يابيجي أوغلو: تحقيق الأخوّة داخل الأمة لا يكون إلا بالإسلام

قال رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو"، خلال كلمته في مأدبة الإفطار الذي أقامته رئاسة الحزب في إسطنبول: "إن تحقيق الوحدة داخل البلاد وفي جغرافيا الأمة لا يمكن إلا بالإسلام"، مشيرًا إلى أن الإسلام هو ما وحّد الأمة وأبقاها متماسكة لأكثر من ألف عام.
اجتمع عدد كبير من ممثلي منظمات المجتمع المدني، والمحامين، والتربويين، والصحفيين، والكتاب، بالإضافة إلى العديد من العلماء وقادة الرأي من العالم الإسلامي، وذلك في برنامج الإفطار التقليدي الذي نظمته رئاسة حزب الهدى في إسطنبول.
وافتُتح البرنامج بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس الحزب "زكريا يابيجي أوغلو"، كلمة أشار فيها إلى أن "الهدف من تحقيق تركيا خالية من الإرهاب وتعزيز الجبهة الداخلية يحتل الصدارة في الأجندة السياسية للبلاد منذ فترة طويلة، إلا أن القضية السورية لا تزال قائمة بجوارنا، حيث يواصل الإمبرياليون مساعيهم لترسيخ نفوذهم في العالم، وخاصة في جغرافيا الأمة الإسلامية، من خلال فرض هيمنة القوة باعتبارها القاعدة الوحيدة السائدة".
"الإمبريالية العنصرية ليست ولن تكون أبدًا صديقة لأي منا"
وفي سياق حديثه، قال يابيجي أوغلو: "أمس، صادف الذكرى السنوية الـ104 لاعتماد نشيد الاستقلال كنشيد وطني. منذ ما يقارب 110 أعوام، كانت غالبية الأراضي الخاضعة للحكم العثماني محتلة، كما أن بقية أراضي العالم الإسلامي، التي كانت خارج سيطرة الدولة العثمانية، كانت تقبع تحت الاحتلال أيضاً. قبل قرن من الزمن، نهض المسلمون في جميع أنحاء العالم الإسلامي بروح الجهاد التي استلهموها من الإسلام، وحرروا أراضيهم الواحدة تلو الأخرى من الاحتلال، مقابل دماء ملايين الشهداء".
وأضاف: "لكن الاستقلال الذي تحقق تم تقويضه لاحقًا عبر المؤامرات التي حيكت على طاولات المفاوضات والمكائد الإمبريالية، حتى وصل الحال في العديد من البلدان إلى أن يتولى الحكم فيها خونة من الداخل ممن تتوافق مصالحهم مع مصالح المستعمرين. وهكذا بدأ الاحتلال الفكري، حيث يسعى الإمبرياليون اليوم، بعد أكثر من قرن من النهب، إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة، عبر إعادة رسم الحدود المصطنعة التي فرضوها بيننا سابقًا".
وختم يابيجي أوغلو قائلاً: "أود أن أذكّر كل فرد في الأمة الإسلامية بهذه الحقيقة مرة أخرى، وهي أن الإمبريالية العنصرية ليست صديقة لأيٍّ منا، ولن تكون كذلك أبدًا".
"لتجنب الخسارة الشاملة، يجب ترك المصالح الضيقة واتخاذ موقف ضمن إطار الأمة"
وقال يابيجي أوغلو، الذي وصف السياسة القائمة على المصالح بأنها وحشية: "الإنسان الذي يمكنه أن يتحول إلى وحش من أجل مصلحته الشخصية، ليس لديه خيار سوى الانحدار إلى أسفل السافلين. إن التسامح مع هذا الوحش، الذي يريد تمزيقنا، وإيقاع الفتنة بيننا، وسفك دمائنا من أجل مصالحه الخاصة، واحتلال بلادنا، لن يؤدي إلا إلى زيادة شهيته بدلاً من استدرار عطفه. إذا كان الأمر كذلك، فإن حل المشاكل الموجودة بين أبناء الأمة الإسلامية في إطار السلم والطمأنينة، وفقاً للطريق الذي أظهره الله ورسوله لنا، وعلى أساس العدل، سيكون في مصلحة كل فرد وكل جماعة. ربما إذا قام كل عنصر، أو كل جماعة، أو كل قوم، أو كل حزب، أو كل عائلة، بحساب ماذا سيكسب من خلال إعطاء الأولوية لمصالحه الخاصة، فالله يحفظنا، قد نخسر جميعًا معًا. لتجنب الخسارة الجماعية، يجب ترك المصالح الصغيرة أو المصالح الشخصية جانبًا والنظر إلى القضية بمنظور شامل، والنظر إليها من منظور الأمة والوطن، والابتعاد عن الحسابات الضيقة للمصالح. هذا ضروري سواء لحل مشاكلنا داخل تركيا أو لمساعدة جميع إخوتنا في جغرافيا الأمة الإسلامية، مثل سوريا وفلسطين والسودان ومصر، الذين يعانون اليوم تحت الضغوط والحصار والظلم الإمبريالي، أو لتجاوز الصعوبات هناك. يجب على كل دولة أن تتخذ موقفًا من خلال تقييم القضايا من منظور المصالح الوطنية للأمة الإسلامية ككل، وليس فقط المصالح الوطنية الضيقة. علينا أن ننظر إلى بعضنا البعض بنظرة رحمة ومغفرة، وأن نسارع إلى مساعدة بعضنا البعض، وأن نتذكر أن الله تعالى جعلنا إخوة لبعضنا البعض".
"لا يمكننا تحقيق العدالة الحقيقية إلا من خلال الإسلام"
وقال يابيجي أوغلو: "إن انتهاء نظام البعث الذي استمر لعقود في سوريا، وانهيار النظام الظالم، هو إشارة قوية إلى أن معاناة المظلومين في سوريا ستنتهي قريبًا، بإذن الله".
وتابع حديثه قائلًا: "لكيلا تتحطم آمال المسلمين في هذا الصدد، يجب ألا ننشغل بحسابات صغيرة هنا أو هناك، بل يجب أن يتم العمل على ترسيخ مناخ الأخوة في سوريا، مع الأخذ في الاعتبار أن ما حدث هناك هو ثورة قام بها شعب سوريا المسلم، وليس انتصارًا لأي مجموعة بعينها. ولضمان عدم تكرار مثل هذه المظالم مرة أخرى، يجب إنشاء نظام يمكن للجميع أن يجدوا فيه السلام والعدل، ويمكنهم الوثوق به، وهو النظام الذي يرضي الله تعالى. وهذا النظام ليس سوى الإسلام. لا يمكننا تحقيق العدالة الحقيقية إلا من خلال الإسلام. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للالتزام الكامل بالإسلام، وأن يُشرق نور عدالة الإسلام على أراضينا ونحن أحياء لنراه بأعيننا".
"إن الأخوة الإسلامية جعلتنا نعيش في سلام وأخوة على هذه الأراضي منذ ألف عام"
وقال يابيجي أوغلو، متطرقًا إلى الخطوات المتخذة مؤخرًا لإنهاء الإرهاب في تركيا، ما يلي:
"إن إنهاء الإرهاب في تركيا، وفهم الجميع أن السلاح والعمل الإرهابي ليسا وسيلة للمطالبة بالحقوق، هو خطوة جادة، وإن شاء الله يتحقق هذا الهدف في أقرب وقت ممكن. كل من يتحدث عن تعزيز الجبهة الداخلية، إلى جانب هدف تركيا الخالية من الإرهاب، يشير إلى الأخوة التي استمرت لألف عام، ولكن للأسف، كثيرون لا يذكرون أساس هذه الأخوة، أو ما الذي جعلنا إخوة، إما لا يقولون ذلك، أو لا يريدون قوله، أو يلتزمون الصمت تمامًا أو يلتفون حوله. لقد كان الإسلام هو الذي جعل التركي والكردي إخوة في هذه الأراضي على مدى ألف عام. إن الذي أعلننا إخوة هو الله ذاته، وأخوة الإسلام هي التي جعلتنا نعيش في هذه الأراضي أخوةً وفي سلام على مدى ألف عام. وما إن بدأ الذين استولوا على الحكم في هذه الأراضي يبتعدون عن الإسلام، وما إن ابتعدوا عن الإسلام، عندها تضررت أخوتنا، وأصابها الجرح، وتعاظمت تلك الجروح، والتقطت العدوى، ومنذ خمسين عامًا بدأت الجروح تفرز القيح. والآن، مجرد عصر القيح دون إغلاق الجرح لا يمكن أن يكون حلاً طويل الأمد. لذلك، لا بد من إجراء عملية جراحية لهذا الجرح، واتخاذ تدابير لمنعه من التقرح مرة أخرى. إن الشفاء التام للجروح، والتحقق الكامل للأخوة من جديد، لا يمكن إلا بأن نتمسك جميعًا بهذه الأخوة بقوة، ونجعلها ميزانًا لعلاقاتنا فيما بيننا. لا ينبغي لنا أن نقع في وهم أن هذه القضية قد حُلت تمامًا بمجرد إسكات الأسلحة، بل يجب أن نرسخ هذا الأساس من خلال تذكُّر أن كل هجوم يُشنّ على الإسلام هو في الواقع عمل يقوّض هذه الأخوة. علينا أن نكون إخوة كما يرضى الله، وأن نعامل إخوتنا بالعدل". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أحيا رئيس حزب الهدى في تركيا، زكريا يابيجي أوغلو، الذكرى الـ 37 لمجزرة حلبجة، التي ارتكبها نظام صدام حسين في 16 مارس 1988 باستخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدًا أن هذه الجريمة إبادة جماعية واضحة لم تلقَ الاعتراف الدولي الكافي، ولم يتم تعويض ضحاياها حتى اليوم.
حذر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي "جليك" من خطورة العداء المستمر للإسلام، والذي ينتشر بسرعة في الغرب.
الرئيس أردوغان: "المعارضة ترعى انحراف المثليين من خلال البلديات التي تديرها والنقابات الموالية لها. لقد خانوا مؤسسة الأسرة بدعمهم لحركات إلغاء الهوية الجنسية المخالفة للفطرة الإنسانية".