أكد رئيس العلاقات الخارجية في حزب الهدى "حسين أمير"، على ضرورة تأسيس تحالف استراتيجي وتوحيد قوى بين تركيا وإيران وباكستان، مشيراً إلى أن "هذا التحالف لن يقتصر على تحقيق الأمن الإقليمي فحسب، بل سيُظهر أيضاً إرادة العالم الإسلامي في تقرير مستقبله، وصون كرامته واستقلاله".

قال رئيس العلاقات الخارجية في حزب الهدى "حسين أمير"، في تصريح له: "إن الولايات المتحدة والعالم الغربي يلهون العالم بأسره بخطابات دبلوماسية فارغة".

وأوضح أمير أن سلسلة المجازر التي بدأت في غزة امتدت اليوم لتشمل سوريا ولبنان واليمن وإيران، وأن العالم الإسلامي كله ينزف في آن واحد، مضيفًا: "هذه الهجمات الهمجية لا تستهدف الأهداف العسكرية فحسب، بل تُوجَّه مباشرة نحو المدن والمدنيين الأبرياء. تُفرض على المنطقة بأكملها الدماء والدموع والفوضى بالقوة، ويُجبر الضمير الإنساني على مشاهدة هذا الخراب في صمت عميق. التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى: أولئك الذين احتلوا العراق سابقًا بحجة كاذبة هي 'أسلحة الدمار الشامل'، يعيدون اليوم نفس السيناريو تحت ذريعة 'التهديد الإيراني'. إن الذين يرون لأنفسهم الحق في كل شيء، لا يمنحون حتى أبسط حقوق الدفاع عن النفس للدول الإسلامية، ولا يتحملون رؤية العالم الإسلامي يزداد قوة. القنابل لا تستهدف غزة وطهران فقط، بل ستطال غدًا عواصم أخرى. لأن الهدف الحقيقي هو العالم الإسلامي بأسره".

"يجب عدم السماح بتموضع الولايات المتحدة في أراضي الإسلام"

وأضاف: "نرى أن المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، والتي لم يتم إيقافها بل تم التغاضي عنها والتعاون معها، قد تجاوزت حدودها وبدأت تصل إلى جميع الأبواب".

وتابع قائلًا: "نحن في حزب الهدى نحذر منذ شهور: إذا لم يتم إيقاف هذا الكيان الدموي في غزة، فلن يكون هدفه فلسطين فقط، بل ستكون جميع مدن وعواصم الأمة هدفًا له. أصل هذا الوحشية واضح: أمريكا والكيان الإرهابي الصهيوني. ما دامت القواعد الأمريكية موجودة في هذه المنطقة، فسيواصل الكيان الإرهابي الصهيوني الاستناد إلى هذا النظام الظالم. نحن نُعبّر عن هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح: ما دامت هجمات الكيان الإسرائيلي المحتل ضد جارتنا إيران مستمرة، فيجب إغلاق جميع القواعد الأمريكية في منطقتنا بشكل عاجل، وعلى رأسها قاعدة إنجرليك ورادار كوريجيك في تركيا. يجب الكشف عن البنية الصهيونية التي تُعد أكبر تهديد لتركيا، واتخاذ جميع التدابير السياسية والعسكرية والاستراتيجية اللازمة ضد هذا التهديد على الفور. لا ينبغي بأي شكل من الأشكال السماح بتموضع القوات الأمريكية في أراضي الإسلام أو استخدام المجالين الجوي والبري لها".

"إما أن نتوحد وندافع عن كرامتنا وأراضينا، أو نتفرق ونسير نحو الزوال"

وأكد أمير على ضرورة طرد الولايات المتحدة والكيان الإرهابي من المنطقة، قائلاً: "على العالم الإسلامي أن يتوحد الآن ويقف فعليًا ضد هذا العدوان الصهيوني والإمبريالي. على الدول الإسلامية التي تلتزم الصمت اليوم أن تعلم: كما لم تبقَ المجازر التي تم التغاضي عنها بالأمس محصورة في غزة، فإن ما يحدث اليوم لن يقتصر على طهران، بل سيمتد غدًا إلى عواصم أخرى. لأن الهدف ليس إيران أو فلسطين فقط، بل هو كل جغرافيا الإسلام. إما أن نتوحد وندافع عن كرامتنا وأراضينا، أو نتفرق ونسير نحو الزوال. رسالتنا في حزب الهدى واضحة: ما لم يتم وقف هذا النظام الاحتلالي الإمبريالي والصهيوني، فلن يتوقف نزف الدماء، ولن تنعم الأمة بالسلام".

"يجب تأسيس ميثاق وتحالف استراتيجي بين تركيا وإيران وباكستان"

ودعا أمير البرلمان التركي إلى اجتماع طارئ، وقال: "يجب تأسيس ميثاق وتحالف استراتيجي بين تركيا وإيران وباكستان! هذا التحالف لن يوفر فقط الأمن الإقليمي، بل سيُظهر أيضًا إرادة العالم الإسلامي في تقرير مستقبله، وكرامته، واستقلاله".

"وجود الصهاينة بيننا تهديد كبير لأمن تركيا"

وأشار أمير إلى مشروع القانون الذي قدمه حزب الهدى إلى البرلمان، وتابع: "يجب تقديم مشروع قانوننا المتعلق بالجنسية المزدوجة لأولئك الذين شاركوا في جرائم الإبادة الجماعية إلى الجمعية العامة للبرلمان وإقراره فورًا. أظهرت الاغتيالات والهجمات الداخلية في الهجوم الذي شنه الكيان المحتل ضد إيران مرة أخرى أن وجود الصهاينة بيننا يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن تركيا".

"اتحدوا لحماية كرامة وشرف ومستقبل الأمة!"

واختتم أمير حديثه موجهًا نداءً إلى الدول الإسلامية، قال فيه: "اتركوا جميع الخلافات، والنزاعات المذهبية، والجدالات الحدودية، والحسابات الشخصية جانبًا! تخلوا عن حب المال والمناصب! اتحدوا لحماية كرامة وشرف ومستقبل هذه الأمة! اقتلعوا هذا الفيروس الصهيوني والإمبريالي من منطقتنا من جذوره. إذا لم نتحد اليوم، فلن يبقى لأي منا غدًا لا منصب، ولا حدود، ولا دولة".