الاحتفال بالذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزب الهدى في ديار بكر وسط أجواء حماسية
شارك ممثلو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب عدد كبير من أعضاء حزب الهدى، في البرنامج الذي أُقيم في مدينة ديار بكر بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب.
أُقيم برنامج بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزب الهدى في قاعة المؤتمرات التابعة لمجمع مسجد صلاح الدين الأيوبي، الواقع في قضاء يني شهير بوسط مدينة ديار بكر. وشارك في البرنامج ممثلو أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني، إلى جانب عدد كبير من أعضاء الحزب، حيث استُهلّ بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمد أمين يلدز.
وشهد البرنامج، الذي قدّمه فاتح طاش، لحظات حماسية مع فقرات موسيقية حيّة، فيما ألقى الشاعر أمين غُلصَفَر قصيدة تركت أثراً عاطفياً واضحاً لدى الحضور. كما أسهم العرض المرئي، الذي أعدّه أعضاء الحزب في زيادة أجواء الحماس داخل القاعة.
وألقى الكلمة الافتتاحية للبرنامج الأمين العام لحزب الهدى، حسين يلماز، حيث تطرق في كلمته إلى قضايا اللغة الأم، وفهم الحزب للعمل السياسي، إضافة إلى تقييمات تتعلق بنظام الحكم في تركيا.
وفي تقييمه لمسيرة الحزب خلال 13 عاماً، قال يلماز: "إن الزمن أثبت صواب مواقف حزب الهدى"، مؤكداً أن "البلاد بحاجة إلى مقترحات حلول الهدى، وإلى فهمه للسياسة النظيفة، وإلى مبدأ العدالة الحقيقية".
"يجب أن نوجّه أبناءنا إلى دروس اللغة الأم الاختيارية في المدارس"
وبدأ يلماز كلمته بتوجيه الشكر للمشاركين في البرنامج، مشيراً إلى أن من القضايا التي ركّز عليها حزبهم منذ تأسيسه قضية اللغة الأم.
وقال يلماز: "إن اللغات الأم تواجه خطر الاندثار"، مضيفاً: "لغاتنا الأم على وشك الزوال. لقد أصبح أبناؤنا غير قادرين على التحدث بلغتهم الأم، بل إن الجيل الجديد بات غير قادر على فهم حديث والديه بلغتهما الأم. ووفقاً لتقديرات منظمة اليونسكو، فإن لغتنا الأم الزازاكية تُعد من بين اللغات المهددة بالانقراض. وإذا لم نحافظ عليها فستُنسى وتندثر. ولكيلا تُنسى لغتنا، يجب أن نتحدث بها في البيت، وفي السوق، وفي أماكن العمل. أي إن لغتنا في الحياة اليومية يجب أن تكون لغتنا الأم. كما يجب أن نوجّه أبناءنا إلى دروس اللغة الأم الاختيارية في المدارس".
وذكّر يلماز بأن حزب الهدى تأسس قبل 13 عاماً، في 19 كانون الأول/ديسمبر 2012، موضحاً أنه في تلك الفترة كانت الأحزاب السياسية القائمة تمارس العمل السياسي ضمن الحدود التي رسمها النظام، ولم تكن هناك بنية سياسية تعبّر عن أفكارهم.
"كسرنا المحرّمات بلمس ما قيل إنه غير قابل للمساس"
وأوضح يلماز أن حزب الهدى تأسس في هذا المناخ السياسي، وأنهم كسروا القوالب الجاهزة في السياسة من خلال البرنامج الحزبي الذي أعدّوه، قائلاً:
"عندما أسسنا حزب الهدى، كانت هناك العديد من الأحزاب، قريبة منا فكرياً أو بعيدة، لكنها متشابهة فيما بينها. جميعها كانت تمارس السياسة ضمن الحدود التي رسمها لها النظام. ولم يكن بينها حزب قادر على التعبير عن أفكارنا. بل كانت هناك أحزاب لا تجرؤ حتى على التفكير فيما كنا نقوله ونطرحه. في مثل هذا المناخ السياسي أسسنا حزبنا. وبالبرنامج الحزبي الذي أعددناه كسرنا المسلّمات السائدة في السياسة. ومن دون أن نخشى لوم أي لائم، عبّرنا عن أخطاء النظام. ولمسنا ما قيل إنه غير قابل للمساس فكسرنا المحرّمات. وفتحنا للنقاش قضايا كان الحديث عنها محرّماً. وصرخنا من على منابر البرلمان، من دون مواربة أو تلاعب، بأن السبب الحقيقي لجراح المجتمع النازفة هو النظام الكمالي، وأن الكمالية سمّ. وقلنا في كل مكان إن الحل يكمن في التخلي عن دستور الانقلاب المفروض على الدولة، وعن مبادئ الأسهم الستة لحزب الشعب الجمهوري التي حُوّلت إلى صفة من صفات الجمهورية. إن مصدر المشكلات التي عشناها حتى اليوم هو الأيديولوجيا الكمالية التي أُلبست للدولة كقميص ضيّق. وإذا تخلّصت الدولة من الأيديولوجيا الكمالية، فسيُفتح الطريق أمام الحريات في البلاد، ويزول عائق كبير أمام حلّ المشكلات المتجذّرة".
وتطرق يلماز أيضاً إلى القضية الكردية، مشيراً إلى أن سياسات الإنكار والصهر القسري في عهد الحزب الواحد قد انتهت، غير أن أوجه القصور ما زالت قائمة فيما يتعلق بهوية الأكراد وحقوقهم. وقال: "الحل ليس في تزيين الأيديولوجيات والاستمرار بها، بل في تخليص الدولة كلياً من فرض الأيديولوجيات. فالدول الأيديولوجية هي نموذج دولة يعود إلى أربعينيات القرن الماضي ولم يعد متداولاً اليوم. لقد انتهى زمن نماذج دولة ألمانيا النازية وإيطاليا موسوليني. وفي المرحلة التي وصلنا إليها اليوم في القضية الكردية، انتهى عهد الإنكار الصارم والصهر القسري لفترة الحزب الواحد. واليوم بات للكرد اسم ووجود، حتى وإن قيل ‘ذو أصل’. ورغم أن هويتهم وحقوقهم الكردية لم تُمنح بالكامل، فإن وجودهم لم يعد يُنكر".

"يجب تحرير الدولة من هيمنة الأيديولوجيا الكمالية"
وقال يلماز: "أكبر مصيبة وكارثة حلّت بهذا البلد هي عقلية حزب الشعب الجمهوري (CHP) والكمالية التي فرضها"، مختتماً كلمته بالعبارات التالية:
"إن التاريخ الممتد لمئة عام لحزب الشعب الجمهوري هو تاريخ التبعية للغرب ومعاداة الأمة، أما التاريخ الممتد لمئة عام للكمالية فهو تاريخ الظلم الواقع على المسلمين والموت الذي لحق بالأكراد. لقد عشنا قرناً ضائعاً في ظل الأيديولوجيا الكمالية. ولكيلا نضيّع قرناً جديداً، يجب تحرير الدولة من هيمنة الأيديولوجيا الكمالية. إن الدولة بحاجة إلى إعادة ضبط (إعادة تشغيل) من أجل قرن جديد".
وأضاف يلماز قائلاً: "عندما ننظر إلى مسيرة الثلاثة عشر عاماً منذ تأسيس الحزب، نرى أن الزمن أظهر مدى صواب مواقفنا. وأصبح يُفهم اليوم بشكل أفضل كم كان قرار تأسيس حزب الهدى صائباً. إن البلاد بحاجة إلى مقترحات الحلول التي يقدمها حزب الهدى. والسياسة بحاجة إلى فهم حزب الهدى للسياسة الصادقة. والدولة بحاجة إلى مبدأ حزب الهدى في العدالة الحقيقية. والبلاد بحاجة إلى وصول حزب الهدى إلى السلطة".
وخلال البرنامج، ألقى كلٌّ من رئيسة الجناح النسائي في حزب الهدى سيما يارار، ورئيس الجناح الشبابي مراد غونايدن، كلمتين تطرقا فيهما إلى تقييم أعمال الحزب المتعلقة بالمرأة والشباب.
أما الكلمة الرئيسية في البرنامج فقد ألقاها رئيس حزب الهدى، زكريا يابيجي أوغلو، حيث استعرض الأعمال السياسية التي قام بها الحزب منذ تأسيسه، وشارك الحضور أهدافه ورسائله للمرحلة المقبلة.
واختُتم برنامج الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزب الهدى بالدعاء بعد انتهاء الكلمات. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
حذّر رئيس حزب الهدى في قضاء دجلة من تفاقم مشاكل المياه والبنية التحتية والمواصلات، منتقدًا غياب التخطيط وتقصير الجهات المعنية، وداعيًا إلى حلول عاجلة ومنظمة تضمن توفير مياه صالحة للشرب، وتحسين البنية التحتية، وزيادة خدمات النقل لتلبية احتياجات السكان.
شهدت غازي عنتاب افتتاح مشروع استراتيجي بقيمة 120 مليون دولار لنقل مياه الفرات إلى المنطقة الصناعية المنظمة، بما يضمن استدامة القطاع الصناعي ويمنع أزمات المياه مستقبلًا، وسط تأكيد رسمي على أهمية إدارة الموارد المائية في ظل التغير المناخي ودورها في دعم تنافسية الاقتصاد والصناعة.
أكد رئيس حزب الهدى، زكريا يابيجي أوغلو، خلال حديثه بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب، تمسكهم بالمبادئ في كل قضايا الوطن وتقديمهم حلولاً ملموسة وقابلة للتنفيذ.
أصدرت محكمة باكستانية حكمًا بالسجن 17 عامًا على رئيس الوزراء السابق عمران خان وزوجته بعد إدانتهم بتهم فساد.