أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، "محمد فتيح كاجير"، خلال حفل إطلاق القمر الصناعي "توركسات 6A" بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستعزز مكانتها في الفضاء من خلال أقمارها الصناعية الجديدة "إيمجه-2" و"إيمجه-3" إلى جانب قمر "توركسات 7A ".

قال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فتيح كاجير: "إن بلاده ستعزز طموحها في الفضاء من خلال الأقمار الصناعية الجديدة من الجيل التالي"، مشيراً إلى أن تركيا ستستفيد من الإنجازات المحققة في مشروع "توركسات 6A" لتطوير "توركسات 7A" وأقمار "إيمجه-2" و"إيمجه-3" التي ستُستخدم للمراقبة عالية الدقة.

جاء ذلك خلال كلمته في حفل تسليم قمر "توركسات 6A" للاستخدام في منشأة توركسات بمنطقة "غولباشي"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح "كاجير" أن تركيا تمكنت خلال السنوات الـ22 الأخيرة من رفع إنفاقها السنوي على البحث والتطوير من 1.2 مليار دولار إلى 16.1 مليار دولار، وزادت عدد العاملين في هذا القطاع من 29 ألف إلى 291 ألف شخص.
كما أشار إلى وجود أكثر من 11,500 شركة تقنية ناشئة تعمل حالياً في 106 مناطق تكنولوجية بأنحاء تركيا.

وفي إطار "الرؤية الوطنية للتكنولوجيا"، أكد "كاجير" أن بلاده تتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف "تركيا المستقلة بالكامل في التقنيات الحرجة"، لافتاً إلى أن النجاحات التي حققتها تركيا في مجال الطائرات بدون طيار تُعد مثالاً واضحاً على قدرتها في تجاوز تكنولوجيا الدول الكبرى في فترات زمنية قصيرة.

وأضاف أن الفضاء لم يعد حكراً على الدول العظمى، بل أصبح ساحة تنافسية مفتوحة بفضل انخفاض تكاليف الإطلاق في العقدين الأخيرين.
وأوضح أن الأقمار الصناعية أصبحت تخدم مجالات متعددة مثل الزراعة، والصحة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات.

وتابع كاجير: "بفضل جهودنا في تطوير الأقمار الصناعية، أصبحنا دولة قادرة على تصميمها واختبارها وتصنيعها محلياً. القمر الصناعي للمراقبة (غوكتورك-2) الذي يعمل منذ 12 عاماً يمثل إنجازاً كبيراً، وقد عززنا هذه القدرات بإطلاق قمر (إيمجه) عالي الدقة، والذي يمكّننا من التقاط صور من أي نقطة في العالم دون قيود".

وأشار إلى أن القمر الصناعي "توركسات 6A"، الذي يبلغ وزنه 4,250 كغم وسيعمل على ارتفاع 36,000 كم في المدار الثابت، يُعد إنجازاً جديداً يُضاف إلى سلسلة نجاحات تركيا في الفضاء.
وشارك في تطويره نحو 500 خبير من عدة مؤسسات مثل "توبيتاك"، و"أسيلسان"، و"توساش"، و"CTech"، حيث تم إنتاج 84 مكوناً من أصل 24 فئة محلياً، بنسبة توطين تتجاوز 80% .

وأكد الوزير أن تركيا أصبحت واحدة من 11 دولة في العالم قادرة على تصنيع أقمار اتصالاتها بنفسها، مضيفاً: "سنستثمر النجاحات التي حققناها في مشروع توركسات 6A في تطوير القمر الصناعي توركسات 7A، إلى جانب إطلاق أقمار (إيمجه-2) و(إيمجه-3) للمراقبة عالية الدقة".

وتطرق "كاجير" إلى مستقبل برنامج الفضاء التركي قائلاً: "نحن نستعد للوصول إلى القمر بمركبة فضائية محلية مزودة بنظام دفع وطني، وسنواصل تصدير الأنظمة ذات القيمة المضافة العالية مثل الكاميرات البصرية والاتصالات".

وأعلن أن تركيا ستفتتح أول مدينة تقنية فضائية في العاصمة أنقرة، والتي ستسهم في تسريع نمو الشركات الناشئة العاملة في مجال الفضاء، كما سيتم إنشاء ميناء فضائي يضمن الوصول المستقل إلى الفضاء، وتنفيذ نظام التحديد والتموقع الزمني الإقليمي لضمان الاستقلال التكنولوجي.

وختم كلمته بالإشارة إلى أن أول رائد فضاء تركي "ألبر غيزيرافجي" نفذ 13 تجربة علمية ناجحة في محطة الفضاء الدولية، وأن زميله "توفا جهانغير أطا سيفر" أجرى 7 تجارب خلال رحلته شبه المدارية.
وأكد أن هذه الإنجازات ألهمت ملايين الشباب الأتراك، وستجعل تركيا مورداً للتكنولوجيا في مجال رحلات الفضاء المأهولة مستقبلاً. (İLKHA)