أكد الأستاذ "إسلام الغمري"، نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن العلاقات المصرية مع حركة حماس لم تكن معادية بشكل مطلق، لكن القيادة المصرية تبنت موقفًا أكثر تشددًا تجاه الحركة، نظرًا لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.
جاء في المقالة الدورية للأستاذ "إسلام الغمري"، نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، والتي خصها لوكالة إيلكا للأنباء، مايلي:
منذ تولي عبد الفتاح السيسي السلطة في مصر عام 2014، شهدت العلاقات المصرية-الأمريكية تطورات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني. وتناولت تقارير عديدة اتصالات سرية بين القاهرة وواشنطن تهدف إلى تقويض المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس. في الوقت ذاته، لا يمكن إنكار أن الموقف المصري لم يكن دائمًا معاديًا لحماس، بل شهد مراحل من التعاون والتنسيق، خاصة في الملفات الإنسانية والسياسية.
الضغوط المصرية على حماس: العوامل والدوافع
منذ 2013، تبنت القيادة المصرية موقفًا أكثر تشددًا تجاه حركة حماس، نظرًا لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها الحكومة المصرية كمنظمة إرهابية. ترتب على ذلك عدة إجراءات كان أبرزها:
1. تدمير الأنفاق بين غزة وسيناء: حيث نفذت مصر عمليات واسعة للقضاء على شبكة الأنفاق التي كانت تستخدم لتهريب البضائع والأسلحة.
2. القيود على معبر رفح: فرضت مصر قيودًا مشددة على المعبر الحدودي الوحيد الذي يربط غزة بالعالم دون المرور عبر إسرائيل، ما أثر على حركة الأفراد والمواد الأساسية.
3. التعاون الأمني مع إسرائيل: عززت القاهرة تنسيقها الأمني مع تل أبيب والولايات المتحدة لمنع أي أنشطة تهدد الأمن المصري في سيناء، وهو ما انعكس على التعامل مع حماس.
التنسيق المصري-الأمريكي ضد المقاومة
تشير تقارير إلى أن هناك مستوى من التنسيق بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بحركة حماس، خاصة في المجالات الاستخباراتية ومكافحة التهديدات الأمنية. يهدف هذا التعاون إلى تقويض المقاومة الفلسطينية، عبر فرض مزيد من العزلة السياسية والاقتصادية عليها، والضغط على الدول الداعمة لها لوقف التمويل.
الدور المصري الإيجابي تجاه حماس
ورغم هذه السياسات، لم يكن الموقف المصري معاديًا لحماس بشكل مطلق، بل كان هناك تنسيق وتعاون في عدة ملفات، منها:
1. دور الوساطة في وقف الحروب: لعبت مصر دورًا رئيسيًا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة في عدة جولات تصعيد، أبرزها خلال معركة “سيف القدس” عام 2021، حيث قادت جهود التهدئة بين حماس وإسرائيل.
2. المساعدات الإنسانية: سمحت مصر بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، وساهمت في تسهيل علاج الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية.
3. ملف المصالحة الفلسطينية: استضافت مصر مرارًا محادثات بين حماس وفتح لتقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحة الفلسطينية، رغم التحديات الكبيرة التي واجهت هذا المسار.
مستقبل العلاقات المصرية-الفلسطينية
يبقى الدور المصري محوريًا في القضية الفلسطينية، سواء من حيث الضغوط على المقاومة، أو من خلال تقديم الدعم في الأوقات الحرجة. ومع استمرار التغيرات الإقليمية، قد تلعب القاهرة دورًا أكبر في تحقيق توازن بين مصالحها الأمنية والسياسية، وبين الحفاظ على دورها كوسيط فاعل في الملف الفلسطيني.
في النهاية، لا يمكن اختزال السياسة المصرية تجاه حماس في سياق واحد، إذ أنها تتأرجح بين الضغوط والتعاون، وفقًا للظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية. ويبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى تستطيع مصر الحفاظ على هذا التوازن في ظل التحولات الجارية في المنطقة؟
بقلم: إسلام الغمري
نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
حركة المقاومة الإسلامية حماس تدعو جميع الأمة الإسلامية إلى أداء صلاة الجنازة الغيابية على روح رئيس أركان كتائب القسام، محمد الضيف، والقادة الآخرين الذين استشهدوا.
اعترف جيش الاحتلال الصهيوني بمقتل أحد جنوده وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال عملية عسكرية مستمرة في مخيم جنين، في إطار العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال على المدينة والمخيم تحت مسمى "السور الحديدي" لليوم العاشر على التوالي.
أفادت مصادر سودانية بدخول قوات الجيش مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
استبعد رئيس بنما "خوسيه راؤول مولينو"، مناقشة تهديدات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بالسيطرة على قناة بنما، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو"، والذي من المفترض أن يزور البلاد في أول رحلة رسمية له إلى الخارج.