بدأت وفود من الولايات المتحدة وروسيا محادثات جديدة في المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن تشمل هذه المحادثات قضايا متعلقة بحل النزاع في أوكرانيا ومبادرة البحر الأسود.

أفادت المصادر  المحلية في السعودية بأنه قد بدأت في الرياض محادثات بين خبراء أمريكيين وروس، حيث يمثل روسيا رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، جريجوري كاراسين، ومستشار رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "سيرغي بيسيدا".

ومن المتوقع أن تركز المحادثات على إمكانية إعادة إطلاق مبادرة البحر الأسود أو ما يُعرف بـ "اتفاقية الحبوب" التي كانت سارية من يوليو 2022 حتى يوليو 2023.

وكانت قد جرت محادثات في الرياض بين مسؤولين أمريكيين وممثلين أوكرانيين قبل يومين، حيث كان المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، قد صرح سابقًا في برنامج "ذا غلين بيك" بأن واشنطن تخطط لعقد محادثات غير مباشرة بين ممثلي روسيا وأوكرانيا في السعودية من أجل حل النزاع.

وكان مستشار الرئيس الروسي "يوري أوشاكوف" قد صرح في وقت سابق بأن الخبراء سيجتمعون في المرحلة الأولى لتحديد احتمالات تنفيذ المبادرة المعروفة المتعلقة بأمن النقل في البحر الأسود.

وقال "كاراسين" في حديثه لوكالة إنترفاكس: "إن المحادثات في الرياض ستستمر على مستوى رؤساء الدول، وستكون بمثابة استكمال للاتصالات الروسية الأمريكية على مستوى القمة، مع عقد اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظرائه الأمريكيين في العاصمة السعودية".

من جانبه، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "مايكل والتز" في حديث لقناة CBS أن الولايات المتحدة وروسيا ستبحثان في المحادثات في السعودية إمكانية التوصل إلى هدنة بين موسكو وكييف في البحر الأسود، وهو ما سيؤثر إيجابيًا على التجارة.

وقال والتز: "الآن سنتحدث عن وقف إطلاق النار في البحر الأسود، بحيث يتمكن الطرفان من شحن الحبوب والوقود، والبدء من جديد في التجارة في البحر الأسود."

وتوقع "والتز" أنه من الممكن أن يتم التطرق إلى جوانب أخرى من حل النزاع الأوكراني في المستقبل، ووفقًا للجانب الأمريكي، فإن الأطراف أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى حل النزاع.

بدوره، ذكر المتحدث باسم الرئيس الروسي "ديمتري بيسكوف" أن هناك العديد من النقاط الدقيقة المتعلقة بإعادة إطلاق مبادرة البحر الأسود، وأن روسيا مستعدة لمناقشتها في المشاورات القادمة بين الطرفين الروسي والأمريكي في الرياض.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم توقيع اتفاقية الحبوب (مبادرة البحر الأسود) في يوليو 2022، بمشاركة الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وأوكرانيا، والتي تم بموجبها إنشاء ممرات لتصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية (تشيرنومورسك وأوديسا ويوجني)، بالإضافة إلى رفع القيود عن صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية.

وكانت موسكو تأمل في استعادة وصول بنك "روسيلخوزبنك" إلى نظام "SWIFT"، وكذلك استئناف تشغيل خط أنابيب الأمونيا من تولياتي إلى أوديسا، وقد تم تمديد المبادرة في نوفمبر 2022 لمدة 120 يومًا، ثم حتى مارس، وبعدها تم تمديدها مرتين لفترة شهرين، ومع ذلك، توقفت المبادرة بعد أن أكدت موسكو أن الاتفاقيات المتعلقة بروسيا لم تُنفذ، مما أدى إلى عدم تمديد الاتفاق. (İLKHA)