نُظم في إسطنبول مؤتمر صحفي لتسليط الضوء على الهجوم الذي تعرضت له "سفينة الضمير" من قِبل الكيان الصهيوني في الأول من أيار قبالة سواحل مالطا، والذي تم بطائرات مسيّرة مفخخة.

وعُقد المؤتمر في أحد فنادق منطقة الفاتح، بحضور ممثل ائتلاف أسطول الحرية في تركيا، ورئيس جمعية سفينة مرمرة، "بهجت إسماعيل سونغور"، إلى جانب دعم من منظمات مثل "محامو الأرض"، و"أوزغور دير"، و"مازلومدر".

سونغور: "حيثما يكون هناك إبادة، فلا بد من المخاطرة"

وفي كلمته، أكد "سونغور" أن الكيان الصهيوني يمارس منذ عام 1948 سياسة ممنهجة من القتل والدمار ضد الفلسطينيين، مضيفاً: "الكيان ارتكب مجازر بحق الأطفال وكبار السن والنساء أمام أعين العالم، وفرض مجاعة جماعية في غزة". وأشار إلى أنهم منذ سنوات يعملون بالتعاون مع 12 دولة لكسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات، مؤكداً أن المنظمات الدولية أثبتت فشلها في وقف المجازر.

وقال: "في زمن الإبادة الجماعية، لا تعود الاتفاقيات الدولية أو الحسابات السياسية ذات قيمة. في مثل هذه الظروف، يجب اتخاذ المخاطر. على الدول وقف علاقاتها التجارية والسياسية، وعلى الشعوب ممارسة الضغط على حكوماتها".

"لن يتوقف القتل إلا إذا نزل الغضب الشعبي إلى المتوسط"

وأوضح "سونغور" أنهم جهزوا "سفينة الضمير" بعد جهد طويل، والهدف الوحيد منها هو فتح ممرات إلى غزة. وقال: "نحن نعرف إسرائيل جيداً. بعد 7 أكتوبر، ومع خروج الأجانب من غزة، زادت المجازر. لا نعتقد أن هذه المذبحة ستتوقف إلا إذا تحرك الغضب الشعبي حتى شواطئ فلسطين".

وأشار إلى أن السفينة تعرّضت للتشويش وانقطاع الكهرباء قبل استهدافها، وتم قطع إشارات الاستغاثة، وأضاف أن طائرة عسكرية انطلقت من تل أبيب وحلّقت على ارتفاع منخفض فوق منطقة الحادث، في وقت ظهرت فيه سفينة عسكرية سريعة مجهولة قرب السفينة، قبل أن تختفي بعد إطفاء إشاراتها.

وختم "سونغور" طلامه قائلاً: "الهجوم على سفينة مدنية في عمق أوروبا بدعم أمريكي يظهر أن إرهاب إسرائيل لم يعد شأناً فلسطينياً فقط، بل تهديداً مباشراً للأمن العالمي".

دعوة لتحقيق دولي مستقل

من جانبه، قال المستشار القانوني لائتلاف أسطول الحرية المحامي "حسين ديشلي" إنهم طالبوا منذ اللحظة الأولى بفتح تحقيق دولي محايد بمشاركة مراقبين مستقلين، متهماً السلطات المالطية بعدم التعاون.

 وأضاف: "وجهنا دعوة علنية إلى الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، واليوم سيتوجه عدد من البرلمانيين الأوروبيين إلى مالطا لمراقبة الوضع".

"إسرائيل تهدد كل سفينة مدنية"

بدوره، قال المتحدث باسم ائتلاف أسطول الحرية "أكرم كُبِلاي كاردنيز" في كلمته: "إن الدول والمنظمات الدولية تواصل لعب دور الأعمى والأصم تجاه مشاهد نقل جثامين الأطفال في أكياس سوداء". وأضاف: "الهجوم على سفينة الضمير جريمة دولية، ولن نتوقف حتى كسر الحصار المفروض على غزة".

وأوضح أن "ائتلاف أسطول الحرية"، الذي انطلق عام 2006، نفذ 16 مهمة إنسانية لكسر الحصار، مشدداً على أن الهجوم الأخير لن يوقف جهودهم، وقال: "ما دام الحصار قائماً، سنواصل الإبحار". (İLKHA)