أدى منع النظام الصهيوني دخول الخيام ومواد الإيواء والغاز إلى تفاقم كارثة إنسانية كبيرة في غزة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يعيش حوالي مليون ونصف شخص بلا مأوى، ويواصل آلاف الطلاب تعليمهم في فصول مؤقتة أقيمت بدل المدارس المدمرة.

حذر مدير المكتب الإعلامي لحكومة غزة، الدكتور إسماعيل الثوابتة، من أن غزة على شفا كارثة إنسانية مع اقتراب فصل الشتاء، مشيراً إلى استمرار النظام الصهيوني في منع دخول الخيام والأغطية والوقود وغاز الطهي إلى القطاع، واصفاً ذلك بأنه "جريمة إنسانية جسيمة تؤثر مباشرة على مليون ونصف مليون نازح".

وأكد الثوابتة أن "حرمان المدنيين من الاحتياجات الأساسية للإيواء والتدفئة يعد جريمة حرب واضحة مخالفة لاتفاقيات جنيف"، مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من العائلات يعيشون في خيام مثقوبة أو في العراء، بينما يحرم مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم.

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم في غزة تعمل رغم الصعوبات على إعادة تشغيل العملية التعليمية، حيث أُقيمت فصول مؤقتة في بعض المناطق لتعويض المدارس المدمرة، ويواصل المعلمون المتطوعون تقديم التعليم الأساسي للأطفال.

ووفق بيانات المكتب الإعلامي، فإن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة بعد التهدئة لا تتجاوز 28٪ من الكمية المقررة، حيث دخل القطاع حتى الآن 4,453 شاحنة مساعدات فقط، بينما كان من المقرر دخول 15,600 شاحنة. ويُسمح يومياً بدخول متوسط 171 شاحنة، في حين أن الحاجة الفعلية لا تقل عن 600 شاحنة يومياً.

وأشار البيان إلى أن هذه القيود تأتي ضمن سياسة النظام الصهيوني لـ"خنق غزة، وإخضاع سكانها، واستخدام المساعدات الإنسانية أداة للضغط السياسي".

ودعت الأمم المتحدة إلى تسريع تقديم المساعدات قبل حلول الشتاء، حيث أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن "دعم الإيواء أصبح أمراً بالغ الأهمية قبل موجة البرد والأمطار"، مشيراً إلى تكثيف المنظمات الإنسانية أعمالها في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وطالبت السلطات المحلية في غزة المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الإسلامية، بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبدون ربطها بأي شروط سياسية. (İLKHA)