استمرت قوات الاحتلال الصهيوني باختراقه للهدنة المبرمة في قطاع غزة، حيث شنّ سلسلة غارات جديدة على مناطق متفرقة جنوب القطاع ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين شرق خان يونس.

شنّ جيش الاحتلال الصهيوني صباح الاثنين سلسلة غارات جديدة على مناطق متفرقة من جنوب قطاع غزة، في خرقٍ جديدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، وفق ما أكدته مصادر طبية ودفاع مدني في غزة.

وأوضحت فرق الدفاع المدني أن الغارة استهدفت منطقة مدنية مكتظة بالسكان، فيما تزامنت الهجمات مع قصفٍ مدفعي مكثف طال أحياء في رفح وبني سهيلا وعبسان، إضافة إلى منطقتي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، ما تسبب بأضرار مادية جسيمة.

وشهدت مدينة رفح صباح اليوم انفجارات عنيفة عقب عمليات تدمير نفذها جيش الاحتلال. كما سلّمت سلطات الاحتلال عبر الصليب الأحمر جثامين 15 شهيداً فلسطينياً مقابل جثامين عدد من الأسرى الصهاينة، ليرتفع عدد الجثامين التي أعيدت إلى الجانب الفلسطيني منذ بداية العدوان إلى 315.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 38 شهيداً مجهولي الهوية سيتم دفنهم خلال الأيام المقبلة.

تحركات دبلوماسية

أفادت مصادر فلسطينية بأن المباحثات الجارية بين الوسطاء وحركة حماس تتركز حول مصير مقاتلي كتائب القسام المتواجدين في رفح، مؤكدة أن خيار "إخراجهم إلى الخارج" مرفوض تماماً، وأن الجهود تتجه نحو صيغة تضمن بقاءهم في غزة تحت إشراف وضمانات دولية.

وفي هذا السياق، كشفت تقارير عن لقاءات أجراها مستشار الرئيس الأمريكي وصهره "جاريد كوشنر" مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في إطار خطة أمريكية تُعرف باسم "خطة غزة"، تهدف إلى حل ملف رفح والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويشترط الاحتلال التقدم في الاتفاق بتسليم ما تبقّى من جثامين الأسرى الصهاينة، بينما تؤكد حماس أن الدمار الواسع في القطاع يجعل عملية البحث والتسليم تستغرق وقتاً طويلاً.

أزمة إنسانية متفاقمة

حذّرت بلدية غزة من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرة إلى أن الدمار الواسع في البنية التحتية وقطاعي الإسكان والصحة ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

من جهته، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن نحو مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فيما دعا سكان حي الشيخ رضوان السلطات إلى المساعدة في استخراج جثامين الشهداء من مقبرة جماعية دمّرها الاحتلال خلال هجماته الأخيرة.

وأشارت منظمة المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الاحتلال يواصل مجازره بحق المدنيين في ظل غياب الرقابة الدولية، مستغلاً الهدنة كغطاء لتدمير ما تبقّى من مظاهر الحياة في غزة، موضحة أن متوسط عدد الشهداء اليومي خلال الأسابيع الأربعة الماضية بلغ ثمانية فلسطينيين، مؤكدة أن الاحتلال يواصل سياساته الإجرامية المستمرة منذ أكثر من 25 شهراً بوسائل مختلفة. (İLKHA)