تشهد السودان في ظل المرحلة الانتقالية الراهنة عودة لافتة للجماعات الإسلامية إلى مواقع التأثير داخل مؤسسات الدولة والمجتمع، في تطور يراه خبراء بأنه بداية لمرحلة توازن جديدة في الحياة السياسية والاجتماعية بالبلاد.

وأفاد تقرير موقع "تغيير" السوداني بأنه قد مهّدت الحرب المندلعة منذ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (RSF) الطريق أمام هذه الجماعات لتعود بقوة إلى الساحة. ولم تقتصر عودتها على المجال العسكري فحسب، بل امتدت إلى المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني.

خلال الحرب، لعبت هذه المجموعات دوراً داعماً للجيش وساهمت في حماية وحدة البلاد، حيث شارك آلاف المتطوعين ضمن ما يُعرف بـ"الوحدات النخبوية" في خطوط الدفاع، مما جعلها عنصراً مكملاً في المنظومة الأمنية.

من جانبه، أكد القيادي في حزب المؤتمر الوطني أحمد هارون أن البلاد ستشهد انتخابات بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن “مستقبل السودان سيتحدد عبر صناديق الاقتراع”.

إعادة هيكلة مؤسسات الدولة

تشهد مؤسسات الدولة، ولا سيما الخارجية والقضاء والإدارة العامة، عملية إعادة هيكلة واسعة، شملت عودة شخصيات من حقبة الرئيس الأسبق عمر البشير إلى مواقعهم السابقة، في خطوة اعتبرها محللون ضرورية لاستعادة الخبرة المؤسسية وضمان الاستقرار الإداري.

كما طالت التغييرات القطاعين المالي والإعلامي الرسمي بهدف تحسين الكفاءة الاقتصادية والإدارية، بينما شُكلت على المستوى المحلي "لجان الكرامة والخدمة" للمساهمة في استمرار الخدمات العامة وتعزيز التضامن الاجتماعي.

التعليم ودور المبادرات الشعبية

في مدينة مدني، نظمت مجموعات تُعرف باسم "براءون" حملات تطوعية لدعم العملية التعليمية في ظل الحرب، خاصة في فترة الامتحانات، مما ساعد على استمرار التعليم في المناطق المتضررة.

وفي سياق متصل، أصدر مجلس السيادة قراراً بإعفاء 65 أكاديمياً بينهم رؤساء جامعات، وتعيين شخصيات محسوبة على الحركة الإسلامية بدلاً منهم، في خطوة وصفها مراقبون بأنها إعادة هيكلة للجامعات لخدمة عملية إعادة الإعمار الوطني.

الأمن والنظام العام

ومع استمرار التحديات الأمنية، فتحت السلطات تحقيقات بشأن مزاعم التعاون مع قوات الدعم السريع، مؤكدة أن الهدف هو حماية الأمن القومي والنظام العام. كما دعا مسؤولون إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الصحفيين، بعد تزايد الاعتداءات ضد الإعلاميين في الآونة الأخيرة.

نحو مرحلة جديدة

يرى مراقبون أن السودان يدخل مرحلة إعادة تشكل سياسي وإداري تشمل الجيش، المؤسسات المدنية، والقوى الاجتماعية المختلفة. ويعتقد الخبراء أن هذه التطورات قد تمهد الطريق نحو الاستقرار والوحدة والتنمية في البلاد.

ويشير محللون إلى أن الحركة الإسلامية السودانية، التي تراجعت منذ سقوط نظام عمر البشير عام 2019، تستعيد اليوم نفوذها بشكل غير مسبوق في ظل ظروف الحرب والتحولات السياسية الجارية. (İLKHA)