الشهيد محمود أبو هنود… القائد الأسطوري الذي حيّر الاحتلال وألهم الفلسطينيين
يُعدّ القائد العسكري في كتائب القسّام محمود أبو هنود أحد أبرز الرموز المقاومة في تاريخ الضفة الغربية، إذ اكتسب مكانته الأسطورية بفضل تخطيطه لعمليات موجعة ضد الاحتلال ونجاته من محاولتَي اغتيال قبل استشهاده عام 2001.
يحتلّ الشهيد محمود أبو هنود مكانة فريدة في الذاكرة الفلسطينية، ليس فقط بصفته أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، بل لكونه شخصية مثيرة للإعجاب بين الفلسطينيين ومقلقة بشدة للكيان الصهيوني، الذي اعتبره واحدًا من أخطر المطلوبين لديه طوال سنوات التسعينيات وبداية الألفية.
وُلد أبو هنود عام 1967 في قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس، حيث نشأ وتلقى تعليمه المدرسي، قبل أن يلتحق عام 1995 بكلية الدعوة وأصول الدين في القدس ويحصل على بكالوريوس الشريعة الإسلامية.
ومع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، انخرط مباشرة في أعمال المقاومة، ليُصاب بعد عام واحد بجروح خطيرة خلال اشتباك مع قوات الاحتلال، ثم يُعتقل عدة أشهر في سجن مجدو.
بعد خروجه من السجن، أصبح أبو هنود أحد أنشط عناصر حركة حماس في نابلس. وفي ديسمبر 1992، كان ضمن 400 مبعد من كوادر حماس والجهاد الذين نُفوا إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.
استمرار المطاردة ومحاولات الاغتيال
أدرج الاحتلال أبو هنود في رأس قائمة المطلوبين، واتّهمه بتخطيط عمليات كبرى، من بينها عمليتان في القدس عام 1997 أسفرتا عن مقتل 21 إسرائيليًا. ونظرًا لدوره العسكري المتصاعد، تعرض القائد القسامي لسلسلة من محاولات الاغتيال:
1. المحاولة الأولى – أغسطس 2000
حاصرت قوة خاصة إحدى البنايات في عصيرة الشمالية في محاولة لاعتقاله أو اغتياله. اندلع اشتباك عنيف قُتل خلاله ثلاثة من عناصر الوحدة الخاصة، فيما نجا أبو هنود رغم إصابته.
2. المحاولة الثانية – 2001
في حادثة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في الضفة الغربية، استخدمت طائرات F-16 لقصف سجن نابلس المركزي بينما كان أبو هنود محتجزًا لدى السلطة الفلسطينية، نجا من الهجوم وهو يمسك بمصحفه، في حدث زاد من رمزيته لدى الفلسطينيين.
هذه النجاحات المتتالية في الإفلات من الاغتيال دفعت الاحتلال إلى تكثيف جهوده للتخلص منه، باعتباره "خنجرًا مغروسًا في خاصرة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية".
الاغتيال – 23 نوفمبر 2001
مساء السبت 24 نوفمبر 2001، حلّقت مروحيات الأباتشي فوق منطقة بالقرب من نابلس وأطلقت خمسة صواريخ باتجاه السيارة التي كان يستقلها. أدى الهجوم إلى استشهاد أبو هنود واثنين من مرافقيه. نُقلت أشلاؤه إلى مدينة جنين حيث شيّعه آلاف الفلسطينيين وسط حالة غضب شديد.
تأثيره في الوعي الفلسطيني
تحولت شخصية أبو هنود إلى أسطورة حيّة بين الفلسطينيين، إذ يُنظر إليه بوصفه رجلًا شديد البأس، ماهرًا في التخفي وتنظيم العمليات، ومن الشخصيات التي أرّقت الاحتلال لسنوات طويلة. ويرى قادة حماس أن اغتياله كان "حدثًا كبيرًا" في سجل المواجهة.
وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قد علّق على اغتياله بالقول إن العملية "لن تمر دون رد موجع"، مؤكدًا أن كتائب القسام قادرة على موازنة كفّة الردع أمام الاحتلال.
إرث عسكري مستمر
يُنسب لأبو هنود تأسيس شبكات مقاومة قوية في شمال الضفة، وتدريب مجموعات من المقاومين، إلى جانب دوره في توجيه عمليات نوعية نفّذها مقاومون من بلدته عصيرة الشمالية عام 1997. كما أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أنه كان بارعًا في التخفي مستفيدًا من ملامح وجهه الأوروبية.
بعد استشهاده، تحوّل اسمه إلى رمز من رموز المقاومة في الضفة الغربية، وظلّ حاضرًا في وجدان الفلسطينيين بوصفه القائد الذي هزم الموت مرتين قبل أن ينال شرف الشهادة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
قدّمت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاي""، عقب اجتماعها مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن الخطة الأميركية لحلّ الأزمة الأوكرانية، ملخّصًا للشروط التي يضعها الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق السلام في أوكرانيا.
أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ 23 شهيدًا و83 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة استمرار هجمات قوات الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
أفادت إسرائيل بأنها نفذت غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت خلالها القائم بأعمال رئيس أركان "حزب الله" اللبناني، أبو علي الطبطبائي.
وصفت الصين تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي حول احتمال تدخل طوكيو عسكريًا إذا هاجمت الصين تايوان بأنها "إشارة خاطئة وصادمة"، معتبرة أنها تمس خطًا أحمر يتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها.