أ. د. وصفي عاشور: أسطورة مبنية على عصا وشجاعة تهز التاريخ، يحيى السنوار
قام الأستاذ الجامعي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة ماردين أرتوكلو، الأستاذ الدكتور، وصفي عاشور أبو زيد، بتوثيق حياة، يحيى السنوار، في السجون، والمعاناة التي تكبدها، وصموده ومقاومته من خلال كتاباته.
روح غزة، نبض المقاومة، والمشهور في ذاكرة شعبها، الشهيد يحيى السنوار، كتب عنه الأستاذ الجامعي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة ماردين أرتوكلو، البروفيسور، وصفي عاشور أبو زيد، فصولًا محددة من حياته.
وقال أبو زيد عن الشهيد السنوار: "عصاه ليست مجرد عصا بسيطة، بل هي رمز لا نهائي للحقيقة والمقاومة والالتزام بالقانون الإلهي".
وأكد أبو زيد أن الشهيد السنوار لم يكن يومًا قائد مكتب، بل كان رجلًا يحمل غبار الشوارع وصبر الأنفاق وألم وأمل شعبه، وأنه بعصاه التي رماها في آخر أنفاسه أرسل رسالة عظيمة للعالم.
"رمز وُلد بين الظلام والنور"
وأشار أبو زيد إلى أن العصا التي رمى بها الشهيد السنوار على المحتلين تحولت إلى رمز قلب حسابات الأعداء، وقال: "الحكايات العظيمة ليست مجرد جمل تقال على الألسنة، بل تولد من اللحظات التي تجمد الزمن، التي توقف الإنسانية في لقطة واحدة. وإحدى أكثر المشاهد إثارة لعصرنا، هي تحول عصا عادية في لحظة واحدة إلى رمز يهز القلوب ويقلب حسابات المحتلين. هذه العصا ارتفعت في يد يحيى السنوار. الرجل الذي خرج من جراح غزة العميقة ليصبح واحدًا من قادة عملية طوفان الأقصى… وهذا الطوفان سُيسجّل كنقطة تحول رئيسية في التاريخ، ليس لفلسطين فقط، بل كزلزال يغير مصير العالم كله".
ولم يكن السنوار يقاتل من وراء مكتبه أبدًا، وقال أبو زيد: "لم يكن السنوار يومًا قائد مكتب، بل كان يحمل غبار الشوارع وصبر الأنفاق وألم وأمل شعبه. رأيناه في صور الإعلام يتقدم بين الركام، مسلحًا، يلمس أعصاب العدو في كل خطوة، ويخترق السماء بعزيمته؛ لم يكن مجرد قائد، بل روح غزة ونبض المقاومة، أسطورة تمشي في ذاكرة شعبها. كل صورة منه كانت تطرح سؤالاً: كيف عاد رجل قضى عقودًا في الزنازين واقفًا شامخًا؟ كيف تحولت روحه إلى صلب بينما تنهار جسده تحت التعذيب؟ وكيف أصبحت عصا رمزًا لعزيمة تهز الجيوش؟"
"العصا التي هزت الطائرة"
وتابع أبو زيد: "ثم جاء ذلك اللحظة… المشهد الذي لا يُنسى، الذي لا يُمحى، المحفور في قلب التاريخ. طائرة عدو تحمل الموت في السماء، تهدد رأسه، ويحيى السنوار، دون التراجع أو التهرب، يرفع عصاه. ثم فجأة رماها بكل قوته. أثناء تحليقها نحو السماء، بدت كأنها سهم من النار، وكأنها تصرخ للعالم: 'أنا هنا'. كان الجميع يعرف أن العصا لن تسقط الطائرة، لكنها أهانت كبرياء العدو، وسقوط أسطورة القوة التكنولوجية والجيوش التي لا تُقهر. هذا المشهد أعلن أن السنوار، مهما بدا بلا سلاح، كان قويًا كجيش مؤمن. العصا التي رمى بها الشهيد لم تكن حركة عادية، بل كانت تعبيرًا عن الانسجام الكامل مع القوانين الإلهية. وضع الله نظامه الثابت في الكون، 'تمسك بالسبب، والباقي الله يُكمله'، كما فعلت مريم وهي تهتز تحت ضعفها عند أمر 'اهز جذع النخلة'… لم يكن المسألة القوة أو النتيجة، بل الطاعة والوفاء بالأمانة. رمي السنوار للعصا كان وفق هذا السر: 'افعل ما بوسعك، حتى لو كانت عصا صغيرة، ودع قوة الله تصل إلى ما لا تقدر عليه'."
"العالم الذي تغيّره الطوفان"
وتطرق أبو زيد إلى دوره في عملية طوفان الأقصى، وقال: "لم تكن طوفان الأقصى عملية عادية، بل كانت نقطة تحول تغير مجرى التاريخ. كسر كل المعادلات التي حفظها الاحتلال، وأعاد كتابة مصير فلسطين. وكان السنوار أحد أقوى معماري هذا التغيير. عزيمته وصبره وإصراره علمت العالم أن شعبًا لم يستسلم لا يُهزم. دبابات الاحتلال وطائراته وأمطار صواريخه لا يمكن أن تكسر إرادة شعب. شاهد العالم، ارتجف، فكر: الأبواب المغلقة على غزة، في الحقيقة كانت تتحول إلى قبر للعدو. لأن نار غزة التي لا تنطفئ أيقظت ضمير العالم مجددًا. السنوار لم يمتلك طائرات ولا جيوشاً مزودة بالتكنولوجيا، بل إيمان لا يتزعزع، عصا، شعب، أرض، وقضية عمره كله خدمها. الإعلام أظهره يمشي بين الركام؛ أحيانًا عند فوهة نفق، وأحيانًا خلف جدار مكسور، وأحيانًا حتى ظله يرعب المحتل… لأن العدو لم يرَ السلاح فقط، بل روح شعب يقاوم".
"إرسال رسالة للعالم بعصا واحدة"
وأكد أبو زيد على أن المجتمع المقاوم يقترب حتمًا من الحرية، وقال: "رسالة السنوار كانت واضحة: 'نقاتل حتى الرمق الأخير، حتى لو كان السبب عصا'. هذه كانت درسًا ليس فقط لفلسطين، بل للعالم كله. ما يجعل شعبًا لا يُقهر ليس السلاح، بل الالتزام بالقوانين الإلهية، أي التمسك بالسبب. العصا رمز عالمي: من مريم إلى موسى، ومن ثم إلى السنوار. في القرآن، العصا ظهرت في لحظات الحسم: عصا موسى التي قسمت البحر، لمسة مريم الرمزية على النخلة، عصا الرجل في سورة يس، واليوم عصا السنوار للطائرة… العصا لا تصنع المعجزة، لكنها تعمل كإشارة أمام قدرة الله. لحظة رمي السنوار للعصا لم تكن مجرد شجاعة فردية، بل رسالة أمة تسير في انسجام كامل مع القوانين الإلهية. حين يُبنى الجسر الخفي بين السبب والنتيجة، كل خطوة نحو الحرية تكتسب معنى. قانون الله واضح: من يتمسك بالسبب يقترب من الرحمة، ومن يتحمل المسؤولية يقترب من النصر، ومن يقاوم يقترب من الحرية. كما اهتزت النخلة لمريم، وضرب موسى البحر بعصاه، وسار أصحاب الكهف في مغارتهم، واجتاز إبراهيم النار… لم يغيروا النتيجة، لكنهم أبرموا عقد إيمان. عصا السنوار كانت التوقيع المعاصر على هذا العقد".
"يمشي في الظل ولكن ظله أطول من جدران الاحتلال"
وختم أبو زيد بالتأكيد على حياة السنوار في السجن، قائلاً: "بعد أن قضى 30 عامًا في الزنازين، لم يخرج السنوار ضعيفًا؛ بل بإرادة فولاذية وروح ولدت من جديد. اليوم مشيه لا يرن في شوارع غزة فقط، بل يرن في قلوب الأمة كلها. الحقيقة خلف العصا. التاريخ لن يسجل تلك العصا مجرد عصا، بل سيقول: 'كان هناك رجل، بعصاه، وطائرة فوق رأسه، لكنه قلبه لم يتراجع…' أُرسلت رسالة للعالم. لا يمكن لأي جيش أن يوقف مسيرة شعب نحو الحرية. ما يجعل القائد أسطورة غالبًا جملة، رصاصة، أو لحظة موقف. بالنسبة للسنوار، كانت لحظة رمي العصا. في تلك اللحظة، انهارت نفسية الاحتلال. في تلك اللحظة، كُتبت ملحمة. في تلك اللحظة، ارتفعت صرخة من صدر غزة لا تتسع لعصر كامل. يومًا ما ستكتب كتب التاريخ: 'في غزة، تحدى رجل بعصاه طائرة، وفي تلك اللحظة تغير العالم.' المسألة ليست سقوط العصا، بل هل قامت الروح أم لا. والروح قامت، ولا قوة قادرة على هزيمتها. السنوار، حتى لو مشى في الظل، ظله أطول من جدران الاحتلال. عصاه ليست عصا بسيطة، بل رمز لا نهائي للحقيقة والمقاومة والالتزام بالقوانين الإلهية". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أفادت تقارير بأن ياسر أبو شباب، زعيم ميليشيات تتعاون مع الاحتلال في قطاع غزة، قُتل على يد مجاهدي كتائب القسام.
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" عن بدء غارات جوية استهدفت قريتين في جنوبي لبنان، بعد نشره خريطة تُظهر المواقع التي قال إنها ستكون هدفاً للهجوم.
صرّح الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" بأن الاحتلال الصهيوني يرتكب جريمة حرب في غزة، مؤكداً وجود مبررات قوية للاعتقاد بأن الهجمات الصهيونية على القطاع تنتهك القانون الدولي.
قدّم وقف الأيتام مساعدات شتوية للأطفال المحتاجين في أفغانستان، شملت معاطف وأحذية وملابس متنوعة استعداداً لفصل الشتاء.