واصل الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" خطاباته الإقصائية والعنصرية، مستهدفاً هذه المرة المهاجرين من أصول صومالية.

وتكرّست هذه اللغة المتطرفة في خطاب "ترامب" السياسي، وباتت أكثر علنية ومقبولة داخل حزبه منذ ولايته الأولى عندما تحدث عن عدم رغبته باستقبال مهاجرين من "دول حُفر القذارة" في هايتي وإفريقيا،.

ووصف "ترامب"، خلال حديثه عن ادعاءات فساد طالت بعض أفراد الجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا، المهاجرين من أصل صومالي بـ"القمامة"، مطالباً بإعادتهم إلى بلدانهم.

وأثارت تصريحات ترامب موجة غضب في عموم الولايات المتحدة، بينما لفت صمت عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين الأنظار.

كما أظهر نائب الرئيس "جي دي فانس" تأييده بتوجيه ضربة على الطاولة، في حين وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارولاين ليفيت" تلك اللحظة بأنها "مذهلة وملحمية"، ما يعكس تطبيع هذه اللغة داخل الحزب الجمهوري.

واعتبرت منظمات الحقوق المدنية المشهد “مخيفاً وخطيراً”، حيث قالت "لطاشا براون"، المشاركة في تأسيس منظمة " Black Voters Matter " إن العنصرية في أميركا لم تعد تلميحاً… الناس يُستهدفون الآن بشكل علني ويُجرَّدون من قيمتهم الإنسانية.

وفي تعليق آخر باسم البيت الأبيض، جرى الدفاع عن تصريحات ترامب باعتبارها “إثارة لقضايا يسببها مهاجرون صوماليون متطرفون”، إلا أن خبراء أشاروا إلى أن مثل هذه الخطابات تغذي التمييز وتمنح الجماعات المتطرفة مادة ترويجية.

وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطية "جين شاهين"، وعدد من المشرّعين تصريحات ترامب بأنها خطاب كراهية وعنصرية ومعاداة للأجانب ولا يمكن قبولها.

من جانبه، اعتبر أستاذ الاتصال السياسي "ألفين تيليري" أن خطاب ترامب الأكثر عنصرية وتحريضاً في التاريخ الأميركي الحديث، مؤكداً أن رؤساء جمهوريين سابقين واجهوا اتهامات باستخدام رسائل مبطّنة، "لكن أياً منهم لم يصل إلى هذا المستوى من خطاب الكراهية العلني".

ولم تتوقف سياسات ترامب عند حدود الكلام، إذ رافقتها إجراءات معادية للمهاجرين، من بينها قرارات حظر السفر التي استهدفت دولاً مسلمة ودولاً ذات غالبية سكانية من ذوي البشرة السوداء.

كما أفادت تقارير بأن البيت الأبيض يعمل على إعداد قائمة جديدة لحظر السفر تشمل أكثر من 30 دولة، معظمها بلدان ذات أغلبية مسلمة.

ووصل "ترامب" إلى مهاجمة النائبة من أصل صومالي "إلهان عمر"، واصفاً إياها بـ"القمامة" أيضاً، ومطالباً بـ"طردها من البلاد".

ويذكر أن "عمر"، وهي لاجئة سابقة، ردّت بأن تصريحات ترامب "عنصرية ومعادية للأجانب وإسلاموفوبية كما كانت دائماً".

وتصاعدت لهجة "ترامب" المتشددة وسياساته المناهضة للمهاجرين يفاقمان التوتر في الولايات المتحدة، فيما تُظهر استطلاعات الرأي أن دعم الناخبين لسياساته المتعلقة بالهجرة تراجع من الإيجابي إلى السلبي خلال العام الجاري، ويرى خبراء أن ترامب يحاول من خلال ذلك تحويل المهاجرين إلى "كبش فداء" لتعويض خسارته الشعبية.  (İLKHA)