وزير الداخلية التركي: القضية الفلسطينية لم تعد مسألة قابلة للتأجيل أو المماطلة
نظمت السفارة الفلسطينية في أنقرة فعالية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث أكد وزير الداخلية علي ييرلي كايا في كلمته أن العلاقات التاريخية والدينية العميقة التي تجمع تركيا بفلسطين تحتم الالتزام بمتطلبات هذه الروابط وأداء الواجب تجاهها.
نظمت الحكومة التركية، بالتعاون مع سفارة فلسطين وجامعة الدول العربية ومكتب الأمم المتحدة في تركيا، فعالية في أنقرة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وشهد الحدث حضور وزير الداخلية، علي ييرلي كايا، ورئيس حزب الهدى ،زكريا يابيجي أوغلو، ونواب حزب العدالة والتنمية، عبد الرحيم دوساك، وحسن توران، ونائب حزب الرفاء من جديد، دوغان بيكين، بالإضافة إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية وكبار المسؤولين وعدد كبير من المدعوين.
ويُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها الصادر في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977، حددت هذا التاريخ لدعم حل القضية الفلسطينية، ومنذ عام 1978 يُحتفل سنوياً في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر بـ اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
"الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية تختبر ضمير الإنسانية وإحساسها بالقانون والعدالة"
وأكد وزير الداخلية التركي، علي ييرلي كايا، في كلمة له، أن الفترة الحالية تتطلب من المجتمع الدولي تعزيز أقصى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأشار ييرلي كايا إلى أن الأحداث الجارية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة تختبر ضمير الإنسانية وإحساسها بالقانون والعدالة، موضحاً أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ أكثر من عامين من واحدة من أكبر المجازر التي شهدتها الإنسانية.
وقال الوزير: "إن أكثر من 70 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، استشهدوا في هذه الإبادة الجماعية في غزة"، معبراً عن تمنياته برحمة الله للشهداء، وأن يجعلهم أعزاء، وأن يجعلنا أوفياء لقضيتهم.
وأضاف: "إن إسرائيل أصابت وتسبب بالعجز لعشرات آلاف الفلسطينيين، وتركت آلاف الأطفال أيتاماً أو فاقدي الوالدين، كما تم تهجير ما يقارب مليوني شخص من بيوتهم وأوطانهم، وأشار إلى أن أكثر من 80% من البنية التحتية في غزة قد دُمرت.
"سياسات إسرائيل التوسعية تهدد أمن وسلامة منطقتنا، والسلام العالمي"
وشدد ييرلي كايا، على أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على غزة فقط، مشيراً إلى أن القدس تمثل إرث عدل الخليفة عمر، ووصية صلاح الدين الأيوبي، ومدينة مقدسة اعتبرها الأسلاف على مر العصور أمانة وعزيزة عليهم.
وأضاف ييرلي كايا: "إن العدوان والاستيطان في الضفة الغربية ما زال مستمراً، وأن الحكومة الإسرائيلية تدعم المستوطنات غير الشرعية بشكل مخالف للقانون الدولي وتزيد من هجماتها ضد الشعب الفلسطيني".
ولفت الوزير إلى أن عدوانية إسرائيل امتدت لتشمل لبنان وسوريا وإيران وقطر، محذراً من أن سياسات إسرائيل التوسعية لا تهدد فلسطين فحسب، بل تمس أمن واستقرار المنطقة والسلام العالمي أيضاً.
"القضية الفلسطينية لم تعد مسألة قابلة للتأجيل أو المماطلة"
وأكد الوزير التركي أن منطقتنا تمثل عبر القرون حوض حضاري جمع بين أديان ولغات وثقافات مختلفة تعايشت سوياً.
وأشار ييرلي كايا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني أمام كل الهجمات والوحشية والضغوط ومحاولات القمع يمثل مثالاً يحتذى به للعالم بأسره.
وأضاف: "إن المجتمع الدولي الذي لم يتمكن من منع الإبادة الجماعية في غزة عليه دين كبير تجاه الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن العالم يجب أن يظهر إرادة أقوى وأكثر صدقاً لتحقيق السلام الدائم وإعادة إعمار غزة.
ودعا الوزير إلى معارضة الاحتلال والإلحاق الإسرائيلي في فلسطين، وزيادة الجهود الصادقة لتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على حريته في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أن قضية فلسطين لم تعد مسألة قابلة للتأجيل أو المماطلة.
"تركيا ستواصل قيادة جميع المبادرات لتخفيف معاناة شعب غزة"
وأكد ييرلي كايا، أن تركيا مستمرة بجهودها المتواصلة على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف لدعم القضية الفلسطينية وحماية أمن ورفاهية الشعب الفلسطيني.
وأشار ييرلي كايا إلى أن قيادة الرئيس التركي في جهود وقف إطلاق النار تمثل التعبير الأوضح عن موقف تركيا، موضحاً أن اجتماع ثمانية قادة من الدول الإسلامية مع الرئيس الأمريكي في 24 أيلول/ سبتمبر في نيويورك شكل الخطوة الأولى نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأضاف أن تركيا أعلنت استعدادها لتحمل المسؤولية من أجل تحقيق السلام الدائم في فلسطين من خلال التوقيع على إعلان شرم الشيخ، مشيراً إلى أهمية استمرار وقف إطلاق النار رغم الانتهاكات الإسرائيلية، لكنه شدد على ضرورة تنفيذ جميع بنود الاتفاق بشكل كامل وصادق.
وأكد ييرلي كايا أن تركيا ستواصل قيادة جميع المبادرات التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وتحمي حقوقه، وتخفف معاناة شعب غزة، لافتاً إلى أن تركيا كانت في الصفوف الأمامية ضمن أنشطة منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وعملية التحالف العالمي، ومؤتمر نيويورك.
كما أشار الوزير إلى أن اعتراف 11 دولة إضافية بفلسطين، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، شكل خطوة دبلوماسية مهمة، مؤكداً أن تركيا ستواصل جهودها الحثيثة لضمان العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، بما يُكمل النضال الميداني الفلسطيني.
"تم إرسال أكثر من 103 آلاف طن من المساعدات الإنسانية منذ 7 أكتوبر"
وأشار ييرلي كايا، إلى أن الأنشطة الإنسانية لتقديم المساعدات إلى غزة مستمرة بلا انقطاع، وأن آخر سفينة مساعدات، وهي السفينة الثامنة عشرة، وصلت إلى ميناء العريش.
وأوضح الوزير التركي أن أكثر من 103 آلاف طن من المساعدات الإنسانية أُرسلت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وكل قطعة من هذه المساعدات تحمل دعاء الأمة التركية ويد الأخوة. وأضاف أن إمكانيات الدولة وقلوب المواطنين المتعاطفة والخيرية تتضافر لتقوية جسور الخير الممتدة إلى غزة يومياً.
كما أشار الوزير إلى أن تركيا تواصل دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مواجهة الحملات الإسرائيلية الرامية إلى تصفيتها، مؤكداً أهمية تقوية كل مؤسسة تقف إلى جانب المظلوم والحفاظ على كل آلية تصمد ضد الظلم.
"حل عادل في فلسطين سيفتح باب الاستقرار والسلام والازدهار في منطقتنا"
وشدد الوزير التركي، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، على أن تركيا ستظل إلى جانب الشعب الفلسطيني كما كانت في الأمس واليوم وغداً.
وأوضح ييرلي كايا أن الشعب الفلسطيني سيواصل طريقه بالصبر والمثابرة حتى ينال حريته ويُنشأ دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتّصلة الأراضي ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس مجرد خيار في السياسة الخارجية، بل هو واجب تجاه التاريخ والإيمان والضمير.
وأضاف أن تركيا ستواصل التعبير بقوة عن دعواتها للسلام والاستقرار والازدهار، مؤكداً أن تحقيق حل عادل في فلسطين سيفتح باب الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة، وأن دعم حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية سيظل على رأس أولويات البلاد.
واختتم ييرلي كايا حديثه بالتأكيد على أن رسائل الحب والدعاء التي تصل من عيون الأيتام في غزة، ومن دعاء الأمهات في القدس، ومن روح المقاومة لدى الشباب في الضفة الغربية، تعكس صدى التضامن العميق، ويحرص الشعب التركي على إيصال محبته وتحياته إلى إخوته الفلسطينيين.
بدوره، قال السفير الفلسطيني في أنقرة، نصري أبو جيش، في كلمة الافتتاح: "اليوم، نجتمع في هذه المناسبة المهمة على أرض تركيا الشقيقة لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. هذا اليوم يُعد مناسبة لإعادة المطالبة بحقوق شعبنا في الحرية والعدالة. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1977 يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر كيوم دولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، واليوم ما زال يُعلن لتذكير العالم بوجود شعب يعيش تحت الاحتلال". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني إلى "70 ألف و354 شهيداً" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
أكدت مجلة Responsible Statecraft الإلكترونية التابعة لمعهد كوينسي في واشنطن، في تقرير نشرته، أن الهدنة في غزة موجودة على الورق فقط.
هبطت طائرة أمريكية تحمل 172 مهاجراً فنزويلياً مُرحلين في كاراكاس، رغم إعلان إدارة ترامب أن المجال الجوي الفنزويلي مغلق بالكامل، ليصل بذلك عدد الفنزويليين الذين أعيدوا إلى بلادهم عبر "رحلات العودة" إلى 18 ألفاً و260 شخصاً.
أعلن وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أن الإدارة الجديدة أعادت هيكلة الأجهزة الأمنية بالكامل، كما تم التحقيق في الانتهاكات التي وقعت في منطقة الساحل، وجرى اعتقال شخصيات بارزة ضمن العمليات ضد عناصر تنظيم داعش.