حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الحصار الصهيوني والظروف الجوية القاسية حوّلا فصل الشتاء إلى كارثة إنسانية.

وقال المتحدث باسم الاتحاد "توماسو ديلا لونغا" إن الأمطار الغزيرة تسببت بفيضانات، فيما زاد الطقس البارد من معاناة ملايين السكان في القطاع.

وأوضح "لونغا" أن الرياح والأمطار دمّرت آلاف الخيام التي تؤوي النازحين وأغرقتها بالمياه، واصفًا المشهد بأنه «غير محتمل على الإطلاق».

وجاءت تصريحاته في حديث لوكالة الأناضول حول تأثير ظروف الشتاء القاسية على النازحين، وعدم وصول المساعدات الإنسانية الكافية بسبب القيود الإسرائيلية.

وأشار لونغا إلى أن الوضع في غزة لا يزال معقّدًا للغاية، لافتًا إلى أن الصور الواردة من زملائه في الهلال الأحمر الفلسطيني تُظهر حجم الدمار الذي ألحقته العواصف بمساكن النازحين.

 وأضاف أن البرد القارس والأمطار والرياح تجعل معاناة سكان غزة تتجدد بصورة لا تُطاق.

ودعا المتحدث باسم IFRC إلى وقف الهجمات والاشتباكات، مشيرًا إلى أن وصول بعض المساعدات خلال فترات التهدئة أمر إيجابي، لكنه شدد على أن ذلك لا يلبّي الاحتياجات الهائلة. وقال:"نطالب بفتح جميع معابر إدخال المساعدات لإيصال كميات أكبر وأنواع مختلفة من الدعم. المأوى يُعد أولوية قصوى إلى جانب باقي الاحتياجات الأساسية، فنحن نتحدث عن أكثر من 1.5 مليون شخص فقدوا كل شيء وتعرّضوا للنزوح مرات عديدة".

كما أكد لونغا أن النظام الصحي في غزة يواجه صعوبات جسيمة منذ تشرين الأول 2023، مشيرًا إلى أن استمرار عمل سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة والمستشفيات في ظل هذه الظروف أمر "مذهل بحق"، لكنه يتطلب دعمًا أكبر وعمليات إغاثة واسعة النطاق.

وشدّد على أن الأزمة لن تُحل خلال أسابيع أو أشهر، داعيًا المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم الدعم والتضامن مع سكان غزة على مدى السنوات المقبلة، ومثمّنًا تضحيات العاملين في المجالين الإنساني والصحي الذين يعرّضون حياتهم للخطر لمساعدة المحتاجين.

وفي ختام تصريحاته، لفت لونغا إلى أن الاحتياجات الغذائية في غزة كبيرة جدًا، موضحًا أن تحسّن الوصول لا يعني توفر ما يكفي من الماء والغذاء والرعاية الصحية للجميع. وأضاف: "التعليم والمدارس وسبل العيش الأساسية باتت شبه معدومة. حتى إن غابت غزة عن عناوين الأخبار، فهذا لا يعني أن سكانها لم يعودوا بحاجة إلى المساعدة".

ودعا إلى توفير دعم مستدام ودائم للفلسطينيين خلال السنوات القادمة. (İLKHA)