الأستاذ محمد كوكطاش: إرهاب صامت بلا تفجير ولا أسلحة

يعلن الأستاذ محمد كوكطاش أن أخطر أنواع الإرهاب في تركيا هو "الإرهاب الصامت" الذي يستهدف القيم الإسلامية والاجتماعية دون سلاح أو تفجير، مؤكدًا أن الكمالية والتنظيمات الماركسية لعبت الدور الأكبر في هذا الانحراف، فيما يواصل العلماء والمصلحون جهودهم لإحياء الإسلام في المجتمع.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
منذ فترة طويلة ونحن نركز على شعار "تركيا بلا إرهاب"، وبعد أحداث غزة، أصبح هذا العنوان محورًا لما يُكتب ويُقال ويُناقش في وسائل الإعلام.
ورغم أن هذا الشعار لا يعبّر بدقة عن جوهر المشكلة في البلاد، إلا أنه يُعد خطوة إيجابية نأمل أن تُستكمل بخطوات أعمق وأشمل.
نعم، للإرهاب وجه آخر غير التفجيرات والرصاص والمعارك، وجه صامت بلا سلاح ولا ضجيج، لكنه أكثر تدميرًا من الإرهاب المسلح، ومع ذلك نادرًا ما يُلتفت إليه. فالاهتمام العام كان دائمًا منصبًّا على الإرهاب الدموي والعمليات الانفجارية وما تخلّفه من قتلى وصدامات.
يُروى أن رجلًا كان يقطع قفل متجر في منتصف الليل بمنشار حديدي، فرآه أحد المارة وسأله:
– ماذا تفعل؟
فأجابه: أقرع الطبل.
فقال له الرجل: لكن لا يُسمع له صوت
فقال السارق: صوته سيُسمع غدًا صباحًا.
وهكذا هو "الإرهاب الصامت"؛ نتائجه لا تُرى فورًا، لكن أثره يُفصح عن نفسه لاحقًا، وغالبًا ما يكون منفذوه هم أنفسهم الذين مارسوا الإرهاب العنيف يومًا ما.
لقد قلنا مرارًا إن تركيا تلوّثت بالكمَالية (الكمالية/الكماليزم). ورغم أن جذور الابتعاد عن الإسلام تعود إلى ما قبل تأسيس الجمهورية، فإن الكمالية جعلت من هذا الابتعاد مشروعًا للدولة، إذ خاضت السلطة حربًا شاملة على الإسلام مستخدمة كل أدواتها.
لكن في شرق البلاد وجنوبها الشرقي، أي في المناطق الكردية، فشلت الكمالية في تحقيق النجاح الذي حققته في الغرب، فعلى الرغم من الدماء التي أُريقت باسم القومية التركية، لم تتمكن من القضاء على التعليم الديني في المدارس الشرعية (المدارس الكردية التقليدية).
فقد كانت تلك المدارس والزوايا، في الماضي وما بعده، مصدرًا يغذي تركيا كلها بالعلم الشرعي والإيمان، إذ تعود جذور الحياة الإسلامية في البلاد إلى تلك البيئات العلمية.
والمؤلم أن ما عجزت الكمالية عن تحقيقه خلال ثمانين عامًا، تمكّن التنظيم الماركسي من إنجازه في فترة وجيزة، إذ شنّ حربًا شرسة على القيم الإسلامية، أشدّ عنفًا من حرب الكمالية نفسها.
كما وجّه التنظيم الماركسي هجومًا قاسيًا على القيم العائلية التقليدية للأكراد، فوجد الشعب الكردي المسلم نفسه في صدمة أمام محاولات فرض أكثر البنى الاجتماعية انحلالًا على مجتمعه المحافظ.
والأخطر أن هذا المشروع الماركسي لقي دعمًا واسعًا من الغرب، وتحالف مع تيارات فكرية مشابهة في غرب تركيا، ما زاده قوة ونفوذًا.
أما المؤسف حقًا، فهو أن المتدينين الأتراك في وسط وغرب البلاد لم يدركوا هذه الحقيقة، ولم يتناولوا الأمر إلا من زاويته الأمنية، فاختزلوا "حزب العمال الكردستاني" في كونه قاتل الجنود والشرطة ومجرد تنظيم انفصالي، واستمروا في هذا التصور الضيق.
لكن بحمد الله، فإن المسلمين الذين وعوا مبكرًا خطر التلوث الكمالي والاختراق الماركسي، حافظوا على التزامهم بالتعليم الشرعي، وسعوا بجدّ لترسيخ الإسلام في مختلف مجالات الحياة.
وفي هذا الإطار، قامت "هيئة اتحاد العلماء" ( بدور محوري، إذ جمعت العلماء والأكاديميين من مختلف مناطق تركيا والمنطقة، لتأسيس حياة إسلامية أصيلة في الفكر والممارسة.
نسأل الله أن يوفق كل من يعمل في شرق البلاد وغربها لإحياء قيم الإسلام وحماية المجتمع من هذا "الإرهاب الصامت" الذي يفتك بالأمة دون صوت ولا سلاح. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن كواليس قمة شرم الشيخ تكشف عن مساعٍ أمريكية لفرض تسوية جديدة تُقصي المقاومة وتعيد إنتاج "صفقة القرن" بصيغة ناعمة، مشيراً إلى أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق، بين تهدئة مشروطة أو تصعيد جديد ترسمه سيناريوهات متضاربة.
يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن صمود حماس وشعب غزة يمثل رمزًا للمقاومة والكرامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وأن حماس تظل الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فيما يتحتم على المجتمع الدولي حماية الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين لضمان سلام عادل وحقيقي.
يرى الأستاذ حسن ساباز أن جائزة نوبل للسلام تحوّلت إلى أداة بيد القوى الغربية تُمنح لمن يخدم مشروعها لا من يصنع السلام، معتبرًا أن منحها لماريا كورينا ماتشادو مثال واضح على ذلك، وأن ترامب حُرم منها فقط لأنه لم يكن بعدُ الأداة الأكثر طواعية.