الأستاذ حسن ساباز: جائزة نوبل السلام

يرى الأستاذ حسن ساباز أن جائزة نوبل للسلام تحوّلت إلى أداة بيد القوى الغربية تُمنح لمن يخدم مشروعها لا من يصنع السلام، معتبرًا أن منحها لماريا كورينا ماتشادو مثال واضح على ذلك، وأن ترامب حُرم منها فقط لأنه لم يكن بعدُ الأداة الأكثر طواعية.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
منحت جائزة نوبل للسلام هذا العام للسياسية الفنزويلية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، في خطوة أثارت مجددًا الجدل حول المعايير التي تُمنح بها هذه الجائزة، والتي كثيرًا ما بدت بعيدة كل البعد عن روح السلام الحقيقية.
اللافت أن بعض الأصوات كانت قد رشحت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لنيل الجائزة، بل إن ترامب نفسه أبدى رغبة ضمنية في الحصول عليها، زاعمًا أنه "أنهى الحروب"، غير أن الواقع يكشف وجهًا آخر تمامًا، إذ لم يكن الرجل سوى أداة في منظومة ابتزاز واستغلال عالمية.
ترامب لم يُنهِ حربًا، بل حوّلها إلى صفقات اقتصادية، ابتزّ أوكرانيا مقابل الدعم العسكري واللوجستي، ورهن مواردها الطبيعية لصالح شركات أميركية، وملأ الإعلام بصور لقاءاته الاستعراضية مع الرئيس الروسي دون أن يلوح في الأفق أي أمل بالسلام، في الوقت ذاته كان يخوّف بولندا من "الخطر الروسي" ليبيع لها السلاح، ويزور الخليج ليعقد صفقات بمئات المليارات من الدولارات، ثم يصرّح أمام الكاميرات للأمراء والملوك: "أنتم تملكون أموالًا أكثر مما تستحقون".
أما في الشرق الأوسط، فقد كان انحياز ترامب للصهيونية مطلقًا، تجاهل حقيقة امتلاك "إسرائيل" للسلاح النووي، وتجاوزها لكل المعاهدات الدولية، وبدلًا من الضغط عليها، لوّح بقصف إيران لمجرد احتمال تطويرها برنامجًا نوويًا.
وعندما مارس الشعب الفلسطيني حقه المشروع في الدفاع عن نفسه ضد الاحتلال، وصف ترامب المقاومة بـ "الإرهاب"، بينما لزم الصمت حيال جرائم الإبادة التي ارتكبها الاحتلال في غزة، حيث دُمرت مئات المساجد واستُشهد عشرات الآلاف من الأطفال، بل وحتى عندما حاولت سفن الإغاثة كسر الحصار اللا إنساني عن القطاع، لم يُصدر ترامب أي موقف داعم أو إنساني.
لكن الموقف تغيّر حين قُتل أحد مؤيديه، تشارلي كيرك، المعروف بدعمه لعدوان الاحتلال على غزة. سارع ترامب لتقديم التعازي وإصدار بيانات التضامن، إلا أن صمته عاد بمجرد انتشار معلومات تفيد بأن كيرك أدلى مؤخرًا بتصريحات تنتقد نتنياهو، وأصبح هدفًا للوبيات الصهيونية.
هكذا يتحول ترامب، الذي يدّعي القوة والهيمنة، إلى قطة وديعة أمام الصهاينة، رئيس أميركي وقعت خيوطه بيد الموساد بسبب فضيحة إبستين، فبات أسيرًا لإسرائيل ومصالحها.
وفي حين يحاول الظهور بمظهر "العاقل" الذي ينصح نتنياهو بالتوقف عن القتل قائلاً: "العالم انقلب ضدكم"، نجده بعدها يتحدث ببرود عن "إفراغ غزة من سكانها" وتحويلها إلى "مدينة سياحية" أي سلام هذا الذي ينادي به من لا يملك ذرة إنسانية؟
كان على ترامب أن يدرك أن "المنظومة الليبرالية الصهيونية" التي تهيمن على المؤسسات العالمية، لن تمنحه جائزة نوبل للسلام. فالجائزة التي منحت من قبل لشخصيات مثل هنري كيسنجر وشمعون بيريز وآل غور، لم تكن يومًا وسامًا للسلام بقدر ما كانت أداة لإعادة إنتاج الخطاب الغربي وهيمنته.
أما منح الجائزة هذا العام لماريا كورينا ماتشادو المعارضة الفنزويلية التي دعت علنًا إلى التدخل الأميركي في بلادها ودعمت سياسات الاحتلال الصهيوني فليس إلا تأكيدًا على أن هذه الجائزة تُستخدم لتكريم من يخدم المشروع الغربي لا من يخدم السلام الإنساني.
إن جائزة نوبل للسلام، التي وُلدت لتكريم صانعي السلم، تحوّلت اليوم إلى سلاح ناعم في يد القوى الكبرى، تمنحه لمن يطيع، وتحجبه عمن يعصي. أما ترامب، وبرغم جنونه السياسي وانحيازه المطلق، فقد حُرم منها فقط لأنه لم يكن بعدُ الأداة الأكثر طواعية. وربما، إن أحسن الدور في المستقبل، يجد اسمه على القائمة في العام القادم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن كواليس قمة شرم الشيخ تكشف عن مساعٍ أمريكية لفرض تسوية جديدة تُقصي المقاومة وتعيد إنتاج "صفقة القرن" بصيغة ناعمة، مشيراً إلى أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق، بين تهدئة مشروطة أو تصعيد جديد ترسمه سيناريوهات متضاربة.
يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن صمود حماس وشعب غزة يمثل رمزًا للمقاومة والكرامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وأن حماس تظل الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فيما يتحتم على المجتمع الدولي حماية الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين لضمان سلام عادل وحقيقي.
يعلن الأستاذ محمد كوكطاش أن أخطر أنواع الإرهاب في تركيا هو "الإرهاب الصامت" الذي يستهدف القيم الإسلامية والاجتماعية دون سلاح أو تفجير، مؤكدًا أن الكمالية والتنظيمات الماركسية لعبت الدور الأكبر في هذا الانحراف، فيما يواصل العلماء والمصلحون جهودهم لإحياء الإسلام في المجتمع.