الأستاذ محمد كوكطاش: دعونا نلزم أنفسنا ببعض القواعد
يدعو الأستاذ محمد كوكطاش إلى إعادة توجيه الخطاب الديني عبر ضبط الجدل المستهلك والامتناع عن الخوض في القضايا الخلافية التي استنزفت طاقة المسلمين دون أثر إصلاحي، ويؤكد أن الأولى هو التركيز على القضايا الجامعة والأعمال الصالحة التي تعزز وحدة الأمة وتخدم قضاياها الكبرى.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
قد يكون من الضروري أن نعيد ضبط بوصلتنا، عبر وضع قيود ذاتية واعية، والامتناع عن الخوض أو الإصغاء إلى قضايا دينية طال استهلاكها نقاشًا، من غير أن تنتج أثرًا إيجابيًا في واقع المسلمين.
كثيرًا ما راودتني فكرة بسيطة في ظاهرها، عميقة في دلالتها: أن أضع خلف مكتبي لوحة واضحة، أو أعلّق ورقة مكتوبة، تتضمن بنودًا محددة، من قبيل:
هنا لا يُتحدث عن البدع والخرافات.
هنا لا يُفتح النقاش حول وجود «الأشهر الثلاثة» في الإسلام من عدمها، ولا حول ليلة الرغائب، أو ليلة الإسراء والمعراج، أو ليلة البراءة.
هنا لا يُخاض في مسألة عذاب القبر.
هنا لا يُناقش موضوع القدر.
هنا لا يُتحدث عن المذاهب.
هنا لا تُثار القضايا التي عجزت الأمة عن حسمها على امتداد ألفٍ وأربعمئة عام، ولا يُصغى إليها.
وإن كان لا بد من الحديث، فليكن عن قضايا كبرى تمسّ واقع الأمة ووعيها، من قبيل: كيف يمكن لهذا الشعب أن يتحرر من عبادة الكمالية؟ أو لماذا نعجز حتى اللحظة، عن أن نفعل شيئًا حقيقيًا من أجل غزة؟
حين طرحتُ هذه الفكرة على أحد الأصدقاء، علّق قائلًا: «أستاذي، معذرة، لكنك بذلك تشبه من يُسقط قشر البطيخ في ذهن الحمار؛ إن لم تكن هذه المسائل حاضرة في أذهان الناس، فإنك بإثارتها ستدفعهم إليها، وسيسعون حتمًا إلى معرفة موقفك ورأيك»، وجدتُ في هذا الرأي قدرًا كبيرًا من الصواب، ومع ذلك ما زلت أحاول، قدر الإمكان، الالتزام بهذه القيود التي وضعتها لنفسي.
فلنتأمل الأمر بإنصاف: بينما توجد أعمال صالحة متفق عليها يمكن أداؤها، وميادين واسعة يمكن أن تُبذل فيها الجهود لجمع المسلمين وتقريبهم من بعضهم، لماذا نصرّ على إحياء قضايا ميتة، وجدالات عقيمة، لا تزيد حياتنا إلا توترًا واحتقانًا؟
لا نتحدث نحن في هذه المسائل، ولا نُصغي لمن يُصرّ على الخوض فيها، وليقل من يشاء عنا إننا جهلة أو جبناء، فذلك أهون من أن نبدد أعمارنا في معارك لفظية لا ثمرة لها.
أحقًا نظن أنه إن تركنا هذه القضايا فلن يبقى ما يستحق أن يُناقش؟ أبهذا القدر ضاقت ميادين الفكر والعمل؟
دعوا الناس، بالله عليكم، يعبدون ربهم في بعض الليالي إن شاءوا، ويدعوا إلى الصيام في أيام غير رمضان إن أحبّوا، فما الذي سيعود عليكم حين تقولون: «لا وجود لمثل هذه الليالي أو الأيام في الإسلام»، فتكون النتيجة أن تصرفوا الناس عن نوافل الصلاة والصيام؟ أي مكسب يُرجى من حرمان الناس من أبواب خيرٍ يتقربون بها إلى الله؟
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في أيامنا وليالينا جميعًا، وأن يجعلها أيام خير وبركة، وأن يهدينا إلى ما يجمع ولا يفرق، ويُصلح ولا يُفسد. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يناقش الأستاذ حسن ساباز تصاعد التوتر في سوريا والمنطقة على خلفية ملف قسد والتدخلات الخارجية، بالتوازي مع الجدل السياسي داخل تركيا حول تقارير لجنة «تركيا بلا إرهاب»، ويبرز في مقاله تقرير حزب الهدى بوصفه الأكثر توازنًا وواقعية في معالجة المسألة الكردية والفصل بينها وبين ملف العنف، والدعوة إلى حل عادل ومستدام.
يسلّط الأستاذ نشأت توتار الضوء على مكانة الأشهر الثلاثة المباركةالتي تمثل دعوة صامتة لإيقاظ القلب، ومراجعة الذات، وترميم الروح في خضم تسارع الحياة وضجيجها، مؤكدًا أن جوهرها الحقيقي يكمن في إصلاح الداخل بالأخلاق والعبادة معًا، وصولًا إلى ذروة التزكية في شهر رمضان.
يناقش الأستاذ محمد كوكطاش ظاهرة الإدمان من زاويتين متباينتين: إدمان الفقر واليأس في الأحياء الشعبية، وإدمان الترف والانفلات لدى فئات أخرى تحوّل إلى فساد علني، ويحذّر من صمت المجتمع أمام هذا التحلل القيمي، مع الإشارة إلى تدخل الدولة وضرورة استعادة مشروع أخلاقي جامع.