الأستاذ محمد أوزجان: لن ننسى أبداً

يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن صمود حماس وشعب غزة يمثل رمزًا للمقاومة والكرامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وأن حماس تظل الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فيما يتحتم على المجتمع الدولي حماية الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين لضمان سلام عادل وحقيقي.
كتب الأستاذ محمد أوزجان مقالاً جاء فيه:
بعد عامين من الإبادة الجماعية الوحشية تم أخيراً التوصّل إلى وقف إطلاق نار.
نعلم أن حركة حماس لولا ما تكبده أهل غزة من معاناة وآلام تفوق الوصف لما كانت لتقبل هذا الاتفاق بهذه الصيغة، غير أن الحركة رغم فقدانها خيرة قادتها الذين رووا أرض فلسطين بدمائهم الزكية، هنية والسنوار والضيف والعروري وأبو عبيدة وغيرهم من الأبطال، ما زالت ثابتة على عهدها، تقاتل حتى آخر قطرة من دمها، ولن تتراجع عن طريق المقاومة الذي اختارته سبيلا للكرامة والحرية.
وشعب غزة الذي ودّع أحبّاءه ودفن أقرباءه، يستقبل وقف إطلاق النار بفرح ممزوج بالمرارة، فصبرهم وثباتهم رغم ما ذاقوه من ألم، ورغم بيوتهم وأرزاقهم ومدينتهم التي دُمرت، وعدم استسلامهم لليأس، يجعل من شعب غزة الأبيّ مصدر إلهامٍ وأملٍ للعالم بأسره.
ومن جهة أخرى، فشلت محاولات الإمبرياليين الصهاينة في انتزاع نصرٍ سياسي يعوض هزيمتهم الميدانية، والحمد لله الذي خيّب ظنونهم.
صرحت حماس أمس بأن «الكيان الإسرائيلي الإرهابي اضطر إلى الرضوخ لشروط المقاومة»، وهذا القول دقيق تمامًا، فبعد عامين كاملين من الحرب، ورغم ما تلقته إسرائيل من دعم عسكري أميركي ضخم جعل غزة غارقة في الدمار، لم تستطع كسر إرادة حماس ولا استعادة أسراها من قبضتها، بل إنها بلغت من الارتباك وسوء الكفاءة حد أنها قتلت أسراها بأيديها أثناء قصفها للمدنيين.
في المرحلة الأولى من الاتفاق، أُفرج تدريجيًا عن ألفي أسير فلسطيني مقابل عشرين أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة، وبدأت شاحنات المساعدات بالدخول إلى المدينة يوميًا بفضل الله، وسنرى قريبًا بإذن الله، انسحاب جنود الاحتلال إلى الخط الأصفر من جميع مناطق غزة.
ومن المفيد أن نذكّر أولئك الذين يرددون عبارة «لو أن حماس لم تُقدم على هذه الخطوة لما حدث ما حدث» بأنهم وقعوا في فخ الدعاية الصهيونية، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث في التاريخ الحقيقي لفلسطين.
فالقضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر، بل إن الإرهاب الصهيوني يمارس جرائمه على أرض فلسطين منذ أكثر من قرن. فبعد وعد بلفور عام 1917 وتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ظهرت تنظيمات صهيونية مسلّحة مثل «الهاغاناه» و«الإرغون»، شكلت عصابات إرهابية بثّت الرعب في القرى الفلسطينية حتى عام 1948. ثم مع قيام الكيان الصهيوني في ذلك العام، تواصلت جرائم القتل والاقتلاع في دير ياسين وصفصاف والدوايمة وكيبيا وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين وغيرها وصولًا إلى غزة، حيث استمر الاحتلال والإبادة إلى يومنا هذا.
رغم أن عدد القتلى الذين وصلت جثامينهم إلى المستشفيات خلال عامي الإبادة الوحشية قُدّر بنحو سبعين ألفًا، فإن أعداد المفقودين والمختطفين والموجودين تحت الأنقاض قد ترفع هذا الرقم إلى مئات الآلاف، يشكّل النساء والأطفال أكثر من نصفهم.
هل سيستمر وقف النار حقا ام سينتهك؟ في الحقيقة ان الاحتلال الاسرائيلي الارهابي لن يتخلى عن سياساته التوسعية التي انتهجها عبر احتلال بطيء ومتدرج على مدى سنوات ولن يتردد في خرق وقف النار كما فعل مرارا في السابق.
إن قول الراحل علي عزت بيغوفيتش، حين كان يقاتل من أجل استقلال البوسنة: «افعلوا ما شئتم لكن لا تنسوا الإبادة، لأن الإبادة التي تُنسى تتكرر»، يبدو أن الدول الإسلامية قد نسيتها، لذا نعيد اليوم قولها بشأن غزة.
نعم لن ننسى أبداً ما حدث، وبالأخص لن نغفر لنتنياهو المجرم، ولن نغفل عن وحشية الصهاينة اليهود، وسنسعى بكل ما أوتينا من قوة لمحاسبة حكومات الولايات المتحدة والدول الأوروبية الغربية أمام المحاكم، كما لن ننسى حكومات الدول الإسلامية التي صمتت عن الجرائم، باستثناء بعض الحالات القليلة التي أبدت موقفاً.
في المرحلة الثانية من الاتفاق، وبالنظر إلى الشروط المفروضة، تفكر حماس — حرصًا على تخفيف معاناة أهل غزة — في قبول إدارة مؤقتة للقطاع عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية. أما فكرة نزع سلاح حماس فقد رفضها قادتها، كما عبّر عن ذلك موسى أبو مرزوق وأوسامة حمدان، معتبرين أنها غير مقبولة لأنها تمس بحق الشعب في الدفاع عن أرضه.
حماس هي القوة الوطنية الفلسطينية التي تدافع عن أراضي بلدها. ورغم كونها حركة سياسية، فقد أدارت غزة بنهج إداري يُحتذى به عالميًا، ودافعت عن شعبها وأرضها. وحتى خصومها يعترفون بعدالتها والتزامها بمبادئ الحق في القول والفعل، مما أكسبها احترامًا وقبولًا دوليًا واسعًا. وبناءً على ذلك، تُعد حماس الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
إذا أراد زعماء العالم المشاركون في «قمة السلام» بشرم الشيخ تحقيق سلام حقيقي، فعليهم من اليوم فصاعدًا أن يركّزوا على الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. وإذا وُجدت هذه الانتهاكات وهذا أمر شبه مؤكّد فعليهم أن يتوحدوا ويتخذوا خطوات فعّالة، بما في ذلك التدخل العسكري إذا اقتضت الضرورة، لمواجهة النظام الإرهابي الصهيوني وحماية الشعب الفلسطيني. فلا خداع هنا: لا حل آخر، فالقضية لم تعد مجرد مسألة فلسطينية، بل مسألة عدل وإنسانية على مستوى العالم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن كواليس قمة شرم الشيخ تكشف عن مساعٍ أمريكية لفرض تسوية جديدة تُقصي المقاومة وتعيد إنتاج "صفقة القرن" بصيغة ناعمة، مشيراً إلى أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق، بين تهدئة مشروطة أو تصعيد جديد ترسمه سيناريوهات متضاربة.
يرى الأستاذ حسن ساباز أن جائزة نوبل للسلام تحوّلت إلى أداة بيد القوى الغربية تُمنح لمن يخدم مشروعها لا من يصنع السلام، معتبرًا أن منحها لماريا كورينا ماتشادو مثال واضح على ذلك، وأن ترامب حُرم منها فقط لأنه لم يكن بعدُ الأداة الأكثر طواعية.
يعلن الأستاذ محمد كوكطاش أن أخطر أنواع الإرهاب في تركيا هو "الإرهاب الصامت" الذي يستهدف القيم الإسلامية والاجتماعية دون سلاح أو تفجير، مؤكدًا أن الكمالية والتنظيمات الماركسية لعبت الدور الأكبر في هذا الانحراف، فيما يواصل العلماء والمصلحون جهودهم لإحياء الإسلام في المجتمع.