الأستاذ نشأت توتار: التقليل من شأن الرموز الدينية.. درس من زيارة البابا إلى تركيا
ينتقد الأستاذ نشأت توتار زيارة البابا الرابع عشر ليون إلى تركيا باعتبارها مليئة بالرسائل الرمزية الحساسة، مثل أداء نشيد "طلع البدر علينا" وزيارة نيقية، ما يعكس تداخل الرموز الدينية مع السياسة ويستدعي الحذر في التعامل معها، ويؤكد أن الرموز الدينية قوة تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي، وتفرض الحفاظ على الهوية الدينية واحترام المعاني العميقة في كل خطوة رسمية.
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
على مدى الأيام الماضية، أثارت زيارة البابا الرابع عشر ليون إلى تركيا جدلًا واسعًا، ليس بسبب وجوده الدبلوماسي فحسب، بل لما حملته خطوات الاستقبال والبرامج الرمزية من رسائل عميقة، فقد تم استقباله في المجمع الرئاسي بأداء النشيد الإسلامي الشهير "طلع البدر علينا"، وهو نشيد مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمحبة المسلمين للنبي ﷺ وتاريخهم الديني، ما يجعل استخدامه في هذا السياق لزعيم مسيحي أعلى من مجرد استقبال رسمي، ويكتسب دلالات رمزية حساسة جدًا.
النشيد ليس مجرد ترحيب، بل تعبير عن إخلاص وولاء ومحبة امتدت من القلوب إلى الكلمات، وقد أدى تقديمه للبابا إلى ما يمكن وصفه بـ"تداخل رمزي حساس"، فقد يمثل تكريمًا غير مقصود لقائد ديني غربي على أرض إسلامية، ويثير تساؤلات عن حدود التعامل بين الرموز الدينية والسياسة.
أما الجولة في نيقية (إزنيك)، فتمثل بعدًا آخر مهمًا، فهي المدينة التي أُقرّ فيها مجمع نيقية الأول عام 325 ميلادي عقيدة الثالوث، وبدأت عندها المسيحية تتحول إلى الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، وتصبح القرارات العقائدية موضوعًا سياسيًا رسميًا، زيارة البابا لهذا المكان في الذكرى 1700 للمجمع لا يمكن اعتبارها مجرد جولة تاريخية، بل إعادة لتأكيد الأسس العقائدية، وإحياء الذاكرة الدينية والسياسية، ومحاولة لجذب اهتمام الكاثوليك والأرثوذكس وإظهار حضور مرئي في المنطقة.
الدروس المستخلصة واضحة: الرموز الدينية تحمل قوة تتجاوز أي بروتوكول دبلوماسي، وأي خطوة تجاهها يجب أن تراعي الحساسية الدينية والثقافية، فكل اختيار، سواء كان نشيدًا أو مكانًا، يمكن أن يتحول إلى رسالة رمزية ذات دلالات عميقة، ولذا يتطلب الحفاظ على الهوية الدينية واحترام الرموز، مع المحافظة على اللباقة الدبلوماسية.
في عصر الرموز القوية، تبدو الزيارات الرسمية مجرد مظهر، بينما المعاني العميقة تكشف عن التوازن الدقيق بين السياسة والدين، وتجعل كل خطوة رمزية محل مراقبة وفهم دقيق. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ينتقد الأستاذ محمد كوكطاش زيارةَ البابا لتركيا وما رافقها من مظاهر الخضوع الرسمي، معتبرًا أنها فرصة كان ينبغي استثمارها لطرح أسئلة عقائدية وتاريخية جوهرية حول المسيحية والانحرافات اللاهوتية في مؤسستها الكنسية.
يسلط الأستاذ محمد علي كونول الضوء على أن زيارة البابا ليون الرابع عشر إلى إزنيك تبدو رمزية أكثر منها عملية، موضحًا ضعف الكنيسة الغربية في تحقيق وحدة حقيقية أو التحرك تجاه القضايا الكبرى مثل غزة.
يحذر الأستاذ محمد غوكطاش من تراجع قضية غزة في وعي الرأي العام التركي، حيث غابت الفعاليات الجادة وغابت التضامن الحقيقي، بينما يبقى الوعي الظاهري أو الافتراضي مجرد وهم، ويرى أن دعم القضية الحقيقي يتطلب جهودًا ملموسة بعيدًا عن السياسة الرسمية والمظاهر الرمزية.