الأستاذ محمد علي كونول: التصورات والأوهام الخاطئة
يكشف الأستاذ محمد علي كونول نفاق الثقافة المهيمنة، ويفضح آليات تزييف الوعي وتشريع المحرّمات تحت غطاء الحداثة والدين المُؤدلَج، يربط بعمق بين العدوان السياسي والتشويه الثقافي، مؤكّدًا أن الوعي المتيقّظ هو خط الدفاع الأول عن ثوابت الإيمان في زمن الإفساد المعاصر.
كتب الأستاذ محمد علي كونول مقالاً جاء فيه:
لستُ من أولئك الذين يتساءلون عمّا يمكن أن يحمله "بابا نويل" لأطفال غزة، بل من الذين يدركون ذلك تمام الإدراك، فمنذ زمن طويل لم يحمل من يُسمَّون ترامب ونتنياهو – بوصفهم "بابا نويل المتوحشين" – في أكياسهم لغزة سوى الأسلحة والقنابل، ومن غير المتوقع والحال هذه أن يكون مستقبل هداياهم لأطفال غزة مختلفًا؛ إذ لم يعرفوا طريقًا سوى السلاح والموت، كما فعلوا في مناطق عديدة من هذا العالم.
ولا ينبغي في هذا السياق، تعليق آمال كبيرة على نفاق هذه الثقافة المهيمنة، فمحاولة النفاذ إلى سوسيولوجيا الثقافة الغالبة بغية صناعة وعيٍ ضعيفٍ تابع لها، ليست سوى مسعى عبثي، أما تهيئة الأرضية للتبرير والتمرير، فلا تمثل إلا جهلًا مركبًا، وهل يوجد جهل أبلغ من أن يصف رئيس حزبٍ مقامرةً ترعاها الدولة، كاليانصيب الوطني، بأنها "حكمة الأناضول"، ثم يبررها بزعم أنها تُقام مرة واحدة في السنة فلا ضرر منها؟ إنها صورة فاقعة لإحلال البشر ما حرّمه الله، وفتوى صريحة صادرة عن إيمانٍ علماني منزوع القداسة.
وفي فضاء وسائل التواصل الاجتماعي، تتعدد أشكال هندسة الوعي المُدار، وتزداد تعقيدًا، وحين يكون الإسلام هو محور النقاش، تتكاثر المقاربات الإفسادية التي تتلوّن بألوان إسلامية شتى، حتى يبدو الأمر وكأنه دين جديد. فمنهم من يؤسس ما يشبه "طرقًا صوفية علمانية"، ويجعل المشيخة لامرأة، فيقوّض بذلك مفاهيم الحياء والخصوصية. ومنهم من يحاول إذابة تصوره المشوّه لما يسميه "الإسلام الديمقراطي" داخل أطر اشتراكية. ولعل إيجاد خصم صريح وواضح للإسلام بات أمرًا نادرًا في هذه البلاد، إذ تجاوز النفاق حدوده التقليدية إلى حالة من التلوّن والانتهازية. وهؤلاء لا يقل عداؤهم للإسلام عن السياسات التي رافقت تأسيس الجمهورية، بل إن هذا العداء المتخفي بلباس إسلامي لا يزيد إلا في الإفساد، ولا يمكنه أن يحل محل العداء الصريح الأصيل.
ومع ذلك، فإن هذا الواقع يفرض قدرًا أكبر من اليقظة والحذر في عصر الإفساد الحديث. فبعض “الحقائق” التي تُقال على ألسنة من يسعون إلى إطفاء نور الله، لا تمثل دليلًا على صدقهم، بل شاهدًا إضافيًا على حجم تخريبهم وإفسادهم.
إن محاولات تبييض صورة بابا نويل، وتطهير مظاهر رأس السنة، وتشريع اليانصيب بوصفه حلالًا مدعومًا من الدولة، فضلًا عن التصريحات التي تحجب حقائق الإيمان والقرآن، كلّها ينبغي أن تُقرأ ضمن هذا الإطار النقدي الشامل.
لقد سبقكم، في التاريخ، كثير من الفراعنة والنماردة، وكثير من المنافقين الذين تزيّنوا بثوب الحق في الأزمنة القريبة، ولم ينجحوا في زعزعة هذا الدين، فهل يستطيع ثلاثة أو أربعة مهرجين أن ينالوا من دين الإسلام الحق؟ إن من تتخذونهم اليوم أساتذةً وقدوات لم يحققوا ذلك، فكيف بكم وأنتم مجرد مبتدئين؟ إن جيلًا متيقظًا وواعيًا سيكون خصمكم الحقيقي والأكبر.
﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
سورة الصف، الآية 8. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السخرية من الصلاة ليست استهزاءً بشعيرة فحسب، بل تشويهٌ لمفهوم العبودية ذاته، ومظهرٌ لانحراف يقود الفرد والمجتمع إلى الضياع، كما يدعو إلى إحياء الصلاة والتمسّك بها باعتبارها عماد الدين وأساس الحرية الحقيقية في مواجهة الانحراف.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن ثمانين عامًا من "السلام الأوروبي" لم تكن ثمرة وعي أخلاقي، بل نتيجة تصدير الحروب إلى خارج القارة ودفع العالم الإسلامي ثمنها دمًا ودمارًا، ويحذّر من أن هذا الاستثناء التاريخي يقترب من نهايته، مع مؤشرات على عودة أوروبا إلى مسار الصراع الذي شكّل تاريخها.
يرى الأستاذ عبد الله أصلان أن ما يُقدَّم اليوم بوصفه “حرية شخصية” هو في جوهره منظومة منظمة تفرض الحرام وتُنتج شبكات فساد وانحلال تهزّ المجتمع بأكمله، ويحذّر من أن التطبيع مع الشر والصمت عنه يفتح الباب لكوارث أكبر، في وقت يُهمَّش فيه أهل القيم وتُحارب الفضيلة علنًا.