حذّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أنّ مجموعة بريكس «ستنهار سريعاً» إذا تحوّلت إلى كيان فعّال، وهدّد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الدول المنحازة لسياساتها، فيما وصف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا هذه التهديدات بـ«الابتزاز المرفوض».

جدّد دونالد ترامب، في تصريحات الجمعة، هجومه على مجموعة بريكس، قائلاً إنّها إذا حاولت يوماً تشكيل كيان مؤثّر فإنّها «ستنهار بسرعة كبيرة».

 وأكد عزمه فرض رسوم جمركية إضافية اعتباراً من 6 يوليو/تموز على أي دولة تتبنّى ما سمّاه «السياسات المعادية لأميركا» التي تتبعها المجموعة.

 كما شدّد على تمسّكه بدور الدولار كعملة احتياط عالمية، متعهّداً بعدم السماح بتأسيس بنوك مركزية للعملات الرقمية داخل الولايات المتحدة.

يأتي تهديد ترامب بينما تحاول بريكس – التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا والإمارات وإيران – الدفع بنظام دفع عابر للحدود يُعرف باسم «بريكس باي» لتسهيل التجارة بالعملات المحلية.

ورغم تأكيد قادة بريكس أنّ المجموعة ليست معادية للولايات المتحدة، يكرّر ترامب دون أدلّة أنّ هدفها تقويض مكانة واشنطن ودولارها.

في المقابل، وصف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في خطاب متلفز الخميس، تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على صادرات بلاده بـ«الابتزاز المرفوض»، مستنكراً دعم بعض الساسة البرازيليين لهذه التهديدات وواصفاً إياهم بـ«خونة الوطن».

وكان ترامب قد اشترط تراجع برازيليا عن محاكمة حليفه اليميني جايير بولسونارو، المتهم بتدبير محاولة انقلاب، ملوّحاً برسوم قدرها 50%.

وشهد بولسونارو تصعيداً قضائياً أخيراً؛ إذ فُرض عليه سوار إلكتروني ومنع من استخدام منصّات التواصل الاجتماعي بعدما اعتبر القضاء أنّه يحضّ على «أعمال عدائية» ضد الدولة ويعرقل سير العدالة.

وجّه ترامب رسالة عبر منصّته «تروث سوشيال» مطالباً بوقف «الهجمات» على بولسونارو.

في خضم هذه التوترات، يرى مراقبون أنّ تهديدات الرسوم الجمركية تمثّل استمراراً لنهج «أميركا أولاً» الذي تبناه ترامب سابقاً، بينما تُقدّم بريكس نفسها كمنصة متعددة الأطراف في وقت تتعثّر فيه مجموعة السبع والعشرين بسبب انقسامات داخلية.

ومع استمرار تبادل الاتهامات بين واشنطن وبعض عواصم بريكس، يظل مستقبل التعاون الاقتصادي العالمي معلّقاً على توازنات دقيقة بين القوة الاقتصادية والضغوط السياسية.  (İLKHA)