الأستاذ محمد كوكطاش: الشهادة لكم والتجارة لنا

يسلّط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على مفارقة دامغة بين دماء الشهداء في غزة وتورّط الأمة بتجارة ملوّثة مع جلاديهم، حتى غدونا خصومًا لا أنصارًا.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
لقد بات واضحًا تمامًا الآن يا أبا عبيدة، أن الشهادة كانت من نصيبكم، أما نصيبنا فكان التجارة.
أنتم تمضـون في درب الشهادة دون توقف، تذوقون كل صنوف الموت؛ تُقصفون من السماء، تُدفنون تحت ركام البيوت وتموتون حرقًا، ومن نجا منكم، مات من الجوع والعطش والأوبئة وانعدام الدواء، الموت يُطبق عليكم من كل اتجاه، قد نكون نسينا ما مضى من سنوات مأساتكم، لكن العامين الأخيرين كانا شاهدين على أن كل أيامكم كانت مفعمة بالشهادة.
بينما أنتم تسيرون إلى الشهادة، وقع علينا – في البداية – عبء الخطابة، فتحدثنا عن شهادتكم، وكتبنا، وألقينا الخطب… لكننا نكتشف اليوم أن ما كنا نفعله لم يكن سوى تجارة، نعم كانت التجارة، بعينها يا أبا عبيدة!
وماذا عسانا أن نفعل؟ لقد كنا بارعين فيها، ونُتقن كل أشكالها، كبارنا وصغارنا أغنياؤنا وفقراؤنا، كلنا نقوم بأداء هذه الوظيفة التجارية على أكمل وجه، بأساطيلنا وشاحناتنا، وصهاريجنا، لم نتوقف يومًا عن التجارة مع من يقتلونكم، حتى فقراؤنا لم يتخلفوا كلٌ حسب قدرته، نملأ الأكياس، ونحملها إلى بيوتنا ومطابخنا، بمنتجات أولئك القتلة.
يا أبا عبيدة، لقد هزّنا حقًا نداءك الأخير، لا نعرف ماذا نفعل، لقد أعلنتنا خصومًا، ووالله إنك محق، فقد استحققنا ذلك. ارتعدنا قليلًا من فكرة أن نُستدعى خصومًا يوم القيامة، أمام مظلومي غزة، لكن وكما هو الحال دائمًا… بدأ التأثير بالتلاشي، وها نحن ننسى شيئًا فشيئًا، ونعود إلى تجارتنا التي نجيدها.
يا لها من مأساة! بالأمس فقط كنا نظن أنفسنا مجرد عاجزين، لا حول لنا ولا قوة، فإذا بنا اليوم خصومًا لأهل غزة، أولئك الذين سيمسكون بتلابيبنا يوم القيامة، ويشكُون أمرنا إلى الله.
اللهم، دلّنا على طريق النجاة من هذا الحال! أرِنا في هذه الدنيا هول الموقف بين يديك إن قدمنا عليك على هذه الصورة، ونجّنا من هذا الذلّ، وامنحنا التوبة والنجاة، يا أرحم الراحمين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندّد الأستاذ حسن ساباز بصمت العالم المخزي تجاه مجاعة غزة، منتقدًا الانشغال بالصراعات الطائفية والولاءات السياسية الزائفة، في وقت يُترك فيه الأطفال يموتون جوعًا تحت القصف والحصار.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة الخامسة من سلسلة (5 - 10) من سلسلة: من الأزمة إلى النهضة… رؤية إنقاذ وطن، ما يلي:
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" حلال مقالة لوكالة إلكا للأنباء أن أي مشروع لإنقاذ القرار المصري من التبعية لا يمكن أن يبدأ دون استعادة هذه السيادة المهدورة ، وذلك عبر جهد وطني جامع يتجاوز منطق التبعية، ويفرض كلمته في الداخل والخارج.