حماية الأسرة هي حماية للأمة!

أكد العلماء المشاركون في "الملتقى العاشر للعلماء" الذي نظمته هيئة اتحاد العلماء في ديار بكر، أن الحفاظ على كيان الأسرة واجب على كل مكلّف، تمامًا كأداء العبادات، مشددين على أن حماية الأسرة تُعدّ نوعًا من الجهاد لما لها من دور محوري في صون الأمة وثوابها العظيم.
شدّد العلماء المشاركون في "الملتقى العاشر للعلماء" الذي نظمه وقف اتحاد العلماء في مدينة ديار بكر، على أن شياطين الإنس والجن يستهدفون الأسرة أولًا بهدف تدمير المجتمع، مؤكدين أن حماية الأسرة ضرورة حيوية من أجل سلامة المجتمع والأمة.
وأوضح العلماء أن الإسلام منح الأسرة مكانة عظيمة، حيث تبدأ تربية الأبناء وفق الأحكام الشرعية منذ أن يكونوا في رحم أمهاتهم، وأن الروابط الأسرية السليمة تُشكّل الأساس في بناء مجتمع متماسك ومزدهر. وأكدوا أن صون الأسرة هو الضمان الحقيقي لاستقرار المجتمع واستمراره.
وتوقف العلماء عند دلالة بدء النبي محمد ﷺ دعوته من أسرته، معتبرين أن ذلك يبيّن أهمية البدء بإصلاح الأسرة قبل التوسع في التبليغ والدعوة، وأن على كل مكلّف بالعبادة أن يُحكم دعائم أسرته أولًا، ليكون الانطلاق بعد ذلك نحو بناء دولة قوية وأمة موحدة ممكنًا وفعّالًا.
كما لم يغفل العلماء عن الإشارة إلى ما يجري في غزة، حيث أكدوا أن قضية غزة ليست مسؤولية أهلها وحدهم، بل هي قضية جميع المسلمين، وتتطلب من الأمة بأسرها أن تتحمّل مسؤولياتها الدينية والإنسانية تجاه ما يتعرض له أهل غزة من عدوان وحصار.
أكد الأكاديمي في جامعة صلاح الدين بأربيل وإمام جامع الفردوس في أربيل، الدكتور "صدر الدين باليساني"، أن شياطين الإنس والجن يضعون الأسرة في مقدمة أهدافهم لتدميرها، مشددًا على أن حماية الأسرة أمر بالغ الأهمية لسلامة المجتمع.
"شياطين الإنس والجن هدفهم الأول تدمير الأسرة قبل كل شيء"
وأوضح باليساني أن للعلماء مهمة إحياء الأرض، مشيرًا إلى ضرورة الاتعاظ مما يجري في غزة، وقال:
"نحن سعداء جدًا بما حققه إخوتنا في غزة من نصر، وتحررهم من أيدي الصهاينة. في جهودهم وسعيهم عبرة عظيمة للأمة. وعلينا أن نأخذ الدروس منهم، وندافع عن ديننا، وبلادنا، وأراضينا، وأخلاقنا. أول هدف لنا هو نيل رضا الله تعالى، ومن بعده لدينا مهمة إحياء الأرض، وهذه المهمة تقع على عاتق العلماء قبل الجميع. علينا أن نحذر الناس في هذه الأمور. وأثناء القيام بذلك، علينا أولًا أن نعطي أهمية للأسرة، لأن شياطين الإنس والجن هدفهم الأول هو تدمير الأسرة. وإذا فسدت الأسرة، فإن المجتمع كله سيفسد، وسيتخلف عن العلم والتطور".
"الإسلام يُعلي من شأن الجهاد، ويُعلي كذلك من شأن الحفاظ على الأسرة"
وتابع باليساني قائلًا:
"الإسلام أعطى الأسرة أهمية عظيمة. فأحكام الإسلام تبدأ منذ أن يكون الطفل في بطن أمه، وتستمر بعد ولادته. يُذبح عنه العقيقة وهو طفل، وتُبيّن له الأحكام منذ شبابه وحتى كبره. وعندما يكبر ويتزوج، يُكوِّن أسرة جديدة. ومن خلال الأسرة يجد الأُنس، وتقوى الروابط الأسرية، ويكتسب مكاسب معنوية. وأهم من ذلك كله، يتعلم الفرق بين الحلال والحرام. والابتعاد عن الحرام مسألة بالغة الأهمية. وثبات الإنسان على فطرته الأصلية أمر مهم جدًا. يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه)".
وتابع: "وفي زماننا يمكن أن نضيف الإلحاد والعلمانية كذلك. فجميع الأفكار الموجودة في العالم تنتشر أولًا من داخل الأسرة. ولهذا، فإن الإسلام يُعلي من شأن الجهاد كما هو الحال اليوم في غزة، ويُعلي كذلك من شأن الحفاظ على الأسرة. ويحثّ على أن تتكاثر هذه الأسر، وأن تنشأ أسر جديدة. وعلينا أن نتمسك بأرضنا بعلم وجِدّ واجتهاد. يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ}، واختلاف الشعوب والقبائل يجب أن يكون سببًا في تعارفنا وتقاربنا، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ }. فكلما زاد تقوانا، اقتربنا من الله أكثر".
"قضية غزة هي قضية كل المسلمين وكل البشر"
وأكد الدكتور "صدقي محمد أمين عيسى" أن قضية غزة هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع المسلمين، وقال:
"الحمد لله، حتى وإن كان مؤقتًا، فإن الحرب في غزة قد توقفت. نسأل الله أن تنتهي الحرب بشكل كامل، وأن ينال إخواننا في غزة حقوقهم المشروعة. فهذه الحقوق تهمّ كل المسلمين، فقضية غزة هي قضية كل المسلمين وقضية كل إنسان. وعلى الجميع أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذه القضية. وبإذن الله، فإن النجاحات والانتصارات ستتواصل".
"كل مكلّف بالعبادة يجب أن يبدأ بحماية أسرته، ثم يمكن التقدم كدولة وأمة"
وشدّد الدكتور أمين عيسى على أن حماية الأسرة هي أساس لسلامة المجتمع والأمة، وقال:
"القضية الأخرى التي يجب التوقف عندها هي قضية الأسرة. في الحقيقة، قضية الأسرة هي قضية قديمة وحديثة في آنٍ واحد، وهي من القضايا التي تحتل مكانة كبيرة في حياتنا. الأسرة هي ضمان المجتمع. فإذا انهارت الأسرة، انهار المجتمع كله، وظهرت المشاكل والصعوبات. أما إذا كانت الأسرة متماسكة وسليمة، فإن المجتمع سينعم بالسلامة والنجاح. لذا فإن تناول هذا الموضوع والحديث عنه في هذا الملتقى يُعدّ خطوة مهمة. وكما قلنا، إذا لم تُحمَ الأسرة، فلن يُحمى المجتمع أيضًا.
وقد بدأ نبينا ﷺ دعوته من أسرته. وعندما ننظر في سيرته، ندرك هذه الحقيقة. فعندما نزل الوحي وأُمر بالتبليغ، كانت أولى خطواته أن يبدأ بأسرته. قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، ونحن أيضًا يجب أن نسير على نهج النبي ﷺ. فإذا سَلِمت الأسرة، سَلِم المجتمع. ومن هنا تتكوّن أمة الإسلام، بإذن الله. كما قال الله تعالى: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}.
فكل من هو مكلّف بالعبادة يجب أن يبدأ أولًا بأسرته. ومن ثم، يمكن أن نتقدم كدولة وأمة. وهكذا تتحقق العبودية الحقيقية لله تعالى". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
نظّم «حزب الهدى» عبر رئاسته لشؤون الأسرة ندوة بعنوان «القلعة الأخيرة: الأسرة» في ولاية إيلازيغ التركية، ناقش خلالها الخبراء التهديدات التي تواجه الأسرة المسلمة وسبل حمايتها من التفكك والتأثيرات الفكرية والإعلامي.
أعلنت شركة ميتا (Meta) عن إدخال ضوابط أبوية جديدة على محادثات الذكاء الاصطناعي في منصّتي فيسبوك وإنستغرام، بعد تصاعد الانتقادات حول سلامة الأطفال والمراهقين، إذ سيتمكن الأهل من منع أطفالهم من الدردشة مع شخصيات الذكاء الاصطناعي ابتداءً من العام المقبل.
تنطلق هذا العام مجددًا مسابقة السيرة النبوية بجائزة العمرة، التي اعتاد على تنظيمها وقف "محبي النبي"، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالحماس. ويشارك في هذه الفعالية مئات الآلاف من مختلف أنحاء تركيا، بهدف ترسيخ محبة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بسيرته العطرة في نفوس الأجيال الجديدة.