نظّم «حزب الهدى» عبر رئاسته لشؤون الأسرة ندوة بعنوان «القلعة الأخيرة: الأسرة» في ولاية إيلازيغ التركية، ناقش خلالها الخبراء التهديدات التي تواجه الأسرة المسلمة وسبل حمايتها من التفكك والتأثيرات الفكرية والإعلامي.

شهدت قاعة أحمد توفيق أوزان للمعارض والمؤتمرات في مدينة إيلازيغ  انعقاد ندوة نظمها رئاسة شؤون الأسرة في حزب الهدى تحت عنوان «القلعة الأخيرة: الأسرة»، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمختصين في علم الاجتماع والتربية والإرشاد الأسري، لمناقشة المخاطر التي تهدد كيان الأسرة المعاصرة وسبل تعزيز تماسكها.

افتُتحت الندوة بتلاوة من القرآن الكريم، تلتها كلمة لرئيسة شؤون الأسرة في الحزب أينور سُلُن، ثم كلمة ترحيبية لعضو المجلس الإداري العام محمود شاهين، قبل أن يبدأ المحور الرئيسي بإدارة المستشارة الأسرية إبرو ألالما.

شارك في الندوة كل من الدكتور ياسين كروتشاي، الذي تحدث عن تأثير وسائل الإعلام على بنية الأسرة، والباحثة الاجتماعية شُهَداء دِريا تَرزي، التي تناولت موضوع التواصل الأسري والحفاظ على وحدة العائلة، والمربي جودت يانılmaz، الذي سلط الضوء على أهمية الأسرة والتهديدات الداخلية والخارجية التي تواجهها.

أكد الدكتور كروتشاي أن أخطر ما يواجه العالم اليوم هو السعي لتأسيس «مجتمع بلا أسرة وبلا هوية جنسية»، مشيراً إلى أن الإعلام الرقمي أدى إلى عزلة اجتماعية لدى الأطفال وحرمانهم من التواصل الواقعي، ما انعكس سلباً على نموهم النفسي والعاطفي، ودعا إلى تخصيص أيام خالية من الشاشات في البيوت لتعزيز التواصل بين الوالدين والأبناء.

من جهتها، شددت ترزي على أن الصراع في الأدوار بين الرجل والمرأة أحد أسباب تزعزع الأسرة الحديثة، موضحةً أن تمسك كل من الزوجين بدوره الفطري وفق القيم الإسلامية كفيل بحل كثير من المشكلات.
كما دعت إلى تعزيز لغة العاطفة في الحوار الأسري وتجنّب التنافس والكمال المفرط في العلاقات.

أما يانلماز فلفت إلى أن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع المؤمن، وأن القرآن والسنة جعلا الزواج نصف الإيمان. وأكد أن الأسرة المؤمنة القوية، كما في غزة، هي التي تربي أبناءها على الصبر والعقيدة والثبات، مشيراً إلى أن السعادة الحقيقية لا تتحقق بالمال بل بالإيمان والإخلاص.

واختُتمت الندوة بدعوات إلى إعادة بناء الوعي الأسري على أسس إيمانية وأخلاقية، وتعزيز دور الأبوين في التربية المباشرة، والتمسك بالقيم الإسلامية بوصفها الحصن الأخير في مواجهة التفكك الاجتماعي والفكري. (İLKHA)