قال رئيس حزب الهدى زكريا يابيجي أوغلو: "إن الاقتراحات التي تقدم بها حزبه في كانون الأول/ ديسمبر 2023 لمجلس النواب بشأن "محاكمة الصهاينة ذوي الجنسية المزدوجة الذين يدعمون الإبادة الجماعية" يمكن إضافتها إلى الحزمة القضائية العاشرة، وإذا لم يحدث ذلك، فسيبذل الحزب جهودًا لعرضها على الجمعية العامة للمجلس".

زار وفد من حزب السعادة برئاسة رئيس الحزب "محمود أريكان"، وعضو المكتب التنفيذي المسؤول عن العلاقات العامة "مسعود دوغان"، والأمين العام "جعفر غنّيش"، ورئيس مجموعة البرلمان التركي "بلال كايا"، المقر الرئيسي لحزب الهدى.

واستقبل الوفد من قبل رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو" والمتحدث الرسمي للحزب "سيركان رامانلي"، ونائب الرئيس إيشاك صاغلام، ونائب الرئيس "حسين أمير"، وبعد تبادل الهدايا والتقاط صور قصيرة في المكتب، تم عقد اجتماع مغلق مع الصحافة.

بعد الاجتماع، وقف رئيسا الحزبين أمام الكاميرات وأجريا بيانًا صحفيًا مشتركًا.

وقال أريكان: "إنه قام بزيارة مقر حزب الهدى الجديد لتهنئتهم بمناسبة الانتقال إلى المبنى الجديد، وشكر رئيس الحزب يابيجي أوغلو والوفد المرافق له على حسن ضيافتهم.

وأضاف أريكان: "أدعو الله أن يوفقهم في هذا المبنى لخدمة بلادنا والبشرية بأفضل الطرق".

وأشار أريكان إلى أن هذه اللقاءات بين الأحزاب السياسية مثمرة للغاية، وأنه يعتقد أن الزيارات المتكررة ستجلب الخير للبلاد وللبشرية. كما أضاف: "أود أن أؤكد مرة أخرى أنني أُولي أهمية كبيرة لهذه الزيارات، خاصة في ظل الأحداث العنيفة التي شهدتها السياسة في تركيا مؤخرًا، وآمل أن تنتهي الخطابات القاسية بين الأحزاب السياسية".

بدوره، أكد رئيس حزب الهدى زكريا يابيجي أوغلو على أهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الأحزاب السياسية والتبادل الفكري حول قضايا البلاد.

وقال يابيجي أوغلو: "من الطبيعي أن يعبر كل حزب سياسي عن وجهة نظره عبر وسائل الإعلام. في بعض الأحيان، قد تكون الآراء بشأن قضايا البلد متناقضة تمامًا، لكن هذا لا يجب أن يدفعنا أبدًا إلى الانقسام أو إطلاق تصريحات تساهم في التفرقة".

وأضاف: "إنه أجرى لقاءً مثمرًا مع أريكان، قائلاً: "أشكرهم مرة أخرى على زيارتهم. بعد المؤتمر الذي تم فيه انتخابهم كقادة، قمنا بزيارة تهنئة. من جهة، كانت زيارة تبادل الزيارات، ومن جهة أخرى، كانت تهنئة بمناسبة انتقالنا إلى المقر العام الجديد، بالطبع، تحدثنا أيضًا عن أعمال البرلمان والقضايا التي تخص البلاد. لدينا بعض مشاريع القوانين وطلبنا منهم دعمها. تحدثنا عن قضايا الشباب، الأسرة، وغزة. نأمل أن تستمر هذه التبادلات الفكرية والمشاورات".

وأشار يابيجي أوغلو إلى أن هناك دعاء دائم يردده الحزب عند لقاء الأحزاب السياسية الأخرى، وقال: "ندعو الله أن نكون من الذين يتعاونون على الخير والتقوى. وأكرر هذا الدعاء هنا، إن شاء الله، بين حزبينا سنستمر في التعاون والتضامن لما فيه مصلحة البلاد والمنفعة الوطنية في كل القضايا التي نراها ضرورية".

اقتراح قانون حزب الهدى بشأن محاكمة الصهاينة ذوي الجنسية المزدوجة الذين يدعمون الإبادة الجماعية

وبعد التصريحات، تم الانتقال إلى أسئلة الصحفيين. وعندما ذكر أحد الصحفيين اقتراح قانون حزب الهدى بشأن "محاكمة الصهاينة ذوي الجنسية المزدوجة الذين يدعمون الإبادة الجماعية"، قال يابيجي أوغلو:

"في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، قدمنا اقتراحًا إلى رئاسة البرلمان. كان لدينا اقتراح قانون يتضمن محاكمة الصهاينة ذوي الجنسية المزدوجة الذين شاركوا في جريمة الإبادة الجماعية، على الأقل أولئك الذين يحملون الجنسية التركية، في تركيا. وإذا لم يوافقوا على الإدلاء بشهاداتهم أمام السلطات القضائية حين يتم استدعاؤهم للمحاكمة، فإننا اقترحنا إلغاء جنسياتهم ومصادرة ممتلكاتهم. ربما شهدنا شيئًا لم يحدث من قبل في تاريخ البرلمان لفترة طويلة. تم قبول اقتراح من حزب من المعارضة لعرض اقتراح قانون دون مناقشته في اللجان، مباشرة في جدول أعمال الجمعية العامة بدعم من 8 أحزاب. لكن لم يتم مناقشته حتى الآن.

كانت لدينا عدة اتصالات مع حزب الحكومة في الشهر الماضي. قالوا لنا إن "الحزمة القضائية العاشرة" ستصل قريبًا إلى البرلمان. وذكروا أنه قد يتم إضافة اقتراحات قانوننا إلى هذه الحزمة، ونحن في انتظار ذلك. وإذا لم يحدث ذلك، سنبذل بعض الجهود لكي يصل هذا الاقتراح إلى الجمعية العامة للبرلمان في أقرب وقت. نأمل أن يصبح قانونًا.

في الواقع، هناك بعض الآراء القانونية التي تقول إنه لا يوجد أي مانع أمام محاكمة مواطنينا، أي المواطنين الأتراك. ولكن بالنسبة لنا، الفقرة الثانية التي أضيفت لاحقًا إلى المادة 13 وضعت حاجزًا أمام ذلك، لأنه أصبح من الضروري أن يكون الطلب من وزارة العدل لإجراء المحاكمة في حال ارتُكبت الجرائم في الخارج. نأمل أن يمر القانون، ولكننا لا زلنا ننتظر. ومع ذلك، هناك حد لهذا الانتظار".

وفيما يتعلق باقتراح قانون "الاعتراف بالانحراف كجريمة"، عندما سئل عن مدى تقدم هذا الاقتراح، قال يابيجي أوغلو: "قدمنا اقتراحنا في 17 نيسان/ أبريل إلى البرلمان وتم إحالته إلى اللجان في 18 نيسان/ أبريل. قدمنا نسخة مكتوبة من الاقتراح إلى السيد الرئيس خلال هذه الزيارة. سيتحققون منها، ومن الأفضل أن يعلنوا موقفهم بناءً على ذلك. نحن قدمنا اقتراحنا كتابيًا اليوم لهم".

"غزة ليست مشكلة المسلمين فقط، بل هي قضية كل من يقول 'أنا إنسان'"

وردًا على سؤال حول الإبادة الجماعية والحصار المستمر في غزة، قال رئيس حزب الهدى زكريا يابيجي أوغلو:

"منذ 2 آذار/ مارس، لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة. أكثر من 3000 شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر، لكن العالم كله يراقب فقط. نحن نطلب الرحمة من الصهاينة الذين لا يمتلكون ذرة من الإنسانية والرحمة. هم يقولون إنهم لن يسمحوا بإدخال هذه المساعدات، والوفيات بسبب الجوع قد اقتربت من 60 حالة. في الواقع، كما قال السيد الرئيس، هذه ليست مشكلة دول إسلامية فقط أو من يدعون أنهم مسلمون، بل هي قضية كل من يقول 'أنا إنسان'. هناك يتم قتل الإنسانية. ليس فقط البشر، بل كل القيم الإنسانية التي تمثلها، وكل ما قدمته الإنسانية طوال تاريخها يُداس عليه. جميع القواعد القانونية الدولية تُنتهك، والناس المدنيين هناك يموتون جوعًا. في أي حرب لا يتم ضرب مخازن المياه والغذاء أو قوافل المساعدات، لكن إسرائيل تضربها وتفعل ذلك بلا رحمة".

وأشار يابيجي أوغلو إلى أن سفينة كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار وتم استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي قبالة سواحل مالطا، قائلاً: "هناك مسافة تزيد عن ألف كيلومتر، ومع ذلك تم ضرب السفينة هناك. إذا لم تكن قد مرّت جريمة الوحشية والقرصنة التي ارتكبوها في "مافي مارمرا" دون عقاب، ربما لم يكونوا سيتمكنون من ضرب تلك السفينة في سواحل مالطا. لكن العالم صامت... معارضة الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي تحدث هناك ليست مسؤولية الناس الذين ينتمون إلى هذا أو ذاك العرق أو الدين، بل هي مسؤولية كل من يقول 'أنا إنسان'. أما أولئك الذين فقدوا صلتهم بالإنسانية، فإن قولهم 'لا يهمنا' هو أمر نتقبله بشكل طبيعي. لأننا نعتقد أنهم لا علاقة لهم بالإنسانية".

وقال يابيجي أوغلو: "إنه يجب على الجميع أن يفعلوا ما في وسعهم لفتح ممر إنساني إلى غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن: "كان أحد المواضيع التي تحدثنا عنها هو هذا. إن شاء الله، في الأيام القادمة، قد تتخذ بعض الخطوات أو حتى خطوات مشتركة في هذا الاتجاه. يجب على الجميع، بما في ذلك من يستطيعون، اتخاذ إجراء لتلبية الاحتياجات الإنسانية للناس هناك. لا يمكن أن يحدث هذا فقط من خلال التنديد أو الاحتجاجات. إذا كان الناس يموتون جوعًا هناك، فإن توصيل المواد الغذائية إلى هناك هو في الحقيقة مسؤولية رئيسية للمجتمع الدولي. لأن هناك إبادة جماعية واضحة تحدث، ومنع حدوث هذه الجريمة أو وقف موت الناس علنًا هو مسؤولية يفرضها القانون الدولي على جميع الدول والمؤسسات. ونحن نحث جميع الدول هنا شفهيًا على الوفاء بهذه المسؤولية. إن شاء الله، سنأخذ خطوات عملية قريبًا في هذا الموضوع أيضًا". (İLKHA)