الأستاذ محمد كوكطاش: أخاف أن يتولى الله ما أهملناه
أكد الأستاذ محمد كوكطاش أن المجتمع وصل إلى مرحلة خطيرة من التدهور الأخلاقي والقيمي، محذرًا من أن استمرار هذا الانحدار قد يؤدي إلى أن يستبدل الله هذا المجتمع بغيره إن لم يُصلح نفسه ويعود إلى طريق الحق.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
في ليلة مباركة، كان الدعاء يُتلى في أحد المساجد، وكان هناك شاب يجلس بجوار رجل مسنّ أخذ يتساءل في نفسه: يا ترى ماذا يسأل هذا الشيخ ربّه؟ فمال بأذنه ليستمع، فسمعه يقول:
"اللهم، رُكبتي لم تعد تقوى على حملي، امنحني قوة في ركبتي.
اللهم، يداي ترتعشان ولا أستطيع إيصال الملعقة إلى فمي، قوّني يا الله.
اللهم، بصري انطفأ ولم أعد أميّز شيئًا، أنر عينيّ بنورك.
اللهم، أذناي لم تعد تسمع، فارزقني قوة السمع..."
وكان الشيخ يعدد حاجاته واحدة تلو الأخرى، فما كان من الشاب إلا أن غضب وضرب بلطف على ذراع الرجل قائلاً:
"قم من هنا يا رجل هل فتح الله هنا ورشة صيانة؟! إن شاء خلق غيرك من جديد
لقد أصبح حالنا كحال هذا الشيخ تمامًا، كأمة تدهورنا من رؤوسنا حتى أخمص أقدامنا، غرقنا في الفساد والشرور، حتى أصبح من الصعب أن نجد فينا جهة صالحة أو جانبًا يمكن إصلاحه.
في زماننا كان يُقال: إذا دخلت الجامعة مدينة ما، فسدت أخلاقها، اليوم أصبح تعاطي المخدرات بين طلاب المرحلة المتوسطة يصل إلى 39%، ومن يتعاطى المخدرات لا يتورع عن ارتكاب أي أذى أو جريمة، يبدأ بأهله ثم بمن حوله.
حتى الروس باتوا يشكون من تأثير مسلسلاتنا التلفزيونية على أخلاق مجتمعهم! أليس هذا قمة المأساة؟!
أمة كانت تتباهى بأنها حملت دين الله والحق والعدل عبر القارات، صارت اليوم تُتهم بنشر الخيانة والانحلال في كل مكان.
الأدهى من ذلك أن نجوم الفن، والمشاهير، وأبطال كرة القدم الذين اختارهم أبناؤنا قدوات لهم، يغرقون في مستنقعات المخدرات والرشوة والانحراف.
نشرات الأخبار تُفتتح بقصص الرشاوى التي يتورط فيها المسؤولون، وتتوالى الأخبار المشابهة دون توقف. وليس الأمر مقتصرًا على كبار المسؤولين؛ ففضائح الأدوية، والغش، والاحتيال تتوالى من مختلف المستويات بلا انقطاع.
فأخبروني:
في مثل هذا الواقع، هل يُصلح الله هذا المجتمع ويهديه؟ أم يستبدله بغيره؟
وهل هناك احتمال أشد خطورة؟
ألا يمكن لله تعالى أن ينزع دينه من بين أظهرنا ويحمله إلى أمم أخرى؟
هل نحن حقًا شعب لا يمكن الاستغناء عنه؟
هل نحن ضرورة لله عز وجل؟!
اللهم بجاه يوم الجمعة، أصلح عاقبتنا، واجعل نهايتنا خيرًا، ولا تستبدل بنا غيرنا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يبرز الأستاذ عبد الله أصلان التدهور الأخلاقي المتسارع في المجتمع، ثم يلفت الانتباه إلى ضرورة تذكّر ذوي الإعاقة ومعاناتهم اليومية، ويؤكد أن بناء مجتمع عادل يبدأ من صون حقوقهم، وأن قوة أي مجتمع تُقاس بقدرته على حماية أضعف أفراده.
يسلّط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على حالة العجز التي يعيشها المسلمون تجاه المأساة السورية، مبينًا أن ما قُدّم لا يوازي حجم الكارثة، وأن الحقيقة لا تُعرف من بعيد، ويؤكد أن على الأفراد والدول مواجهة عجزهم بدل تبريره، لأن ما خفي من المجازر والمآسي أعظم مما ظهر.
يؤكد الأستاذ محمد أشين أن التاريخ هو ميدان الصراع بين الخيانة والبطولة، وأن غزة اليوم تقدم أوضح نماذج هذا الصراع. ويشدد على أن مصير الخائن كما حدث مع ياسر أبو شَبّاب هو السقوط في مزبلة التاريخ، بينما يبقى الأبطال خالدين ما دامت القيم تُحمى والتضحيات تُقدَّم.