قال الكاتب الدكتور "عبد القادر توران"، في مؤتمر أقيم في مدينة سيرت: "القدس هي رمز للهيمنة العالمية، عندما طردنا البيزنطيين من هناك، أصبحنا قوة عالمية، واليوم، تسعى بريطانية واليهود للهيمنة على القدس من أجل إتمام الدولة العالمية".

نظمت جماعة الفكر والحضارة في جامعة سيرت مؤتمراً بعنوان "محور المقاومة من صلاح الدين إلى غزة" وتوزيع جوائز مسابقة الشعر التي تتعلق بغزة.

وقد بدأ المؤتمر، الذي أقيم في الحرم الجامعي، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وألقى رئيس جماعة الفكر والحضارة عبد العزيز أكجان كلمة الافتتاح والترحيب.

وفي كلمته، أكد أكجان أن المؤتمر ليس حدثًا أكاديميًا عاديًا، قائلاً: "المؤتمر الذي نقيمه هنا اليوم ليس مجرد لقاء أكاديمي؛ بل هو دعوة تجمع بين التاريخ والحاضر، وبين الإيمان والمقاومة، وبين الضمير والمسؤولية. شعلة العدالة التي أشعلها صلاح الدين الأيوبي في القدس، ما زالت تضيء بين أنقاض غزة حتى اليوم. من خلال هذا المؤتمر، نعلن أننا على درب تلك الشعلة، وسنستمر في رفع صوتنا ضد الظلم".

وأشار أكجان إلى أنهم كجماعة لا يقفون مع غزة بالكلمات فقط، بل بالفعل أيضاً، قائلاً: "من خلال بياناتنا الصحفية حول غزة، نقلنا ما في قلوبنا إلى الساحات. من خلال مهرجان غزة، قمنا بتجسيد أخوتنا من خلال الدعم المادي. نحن نؤمن أن بناء المجتمع يتطلب الصمود ليس فقط في الفكر، بل في العمل أيضاً. لهذا السبب نحن مصممون على المضي قدمًا بالعلم والعمل معًا. يشرفنا ويسعدنا أن نكون معكم هنا اليوم، ونتمنى أن يضيف هذا المؤتمر الأمل إلى قلوبنا، والوعي إلى عقولنا، والقوة إلى وحدتنا".

الأستاذ الدكتور فوزي هانسو: "غزة هي نصب تذكاري للمقاومة التي لا يمكن الاستسلام لها"

وقال الأستاذ الدكتور فوزي هانسو، نائب رئيس جامعة سيرت والمسؤول عن دائرة الثقافة والصحة والرياضة في المؤتمر؛ إن غزة هي رمز للمقاومة، وأضاف ما يلي:

"غزة... فعلاً عندما تسمع هذا الاسم، يجب أن تتوقف وتفكر. على الخريطة قد تبدو كمساحة صغيرة، لكن من نافذة البطولة، غزة هي تمثال كبير جدًا. على الرغم من أنها تعرضت للقصف الحديث باستخدام أقوى الأسلحة من البر والجو لمدة 578 يومًا، إلا أنه لم يتم الاستسلام لها بعد. هذه المقاومة البطولية لا يمكن وصفها بالكلمات. أؤكد لكم كإدارة جامعة أننا سنواصل دعم أي فعالية تتعلق بغزة. فلسطين شيء، ولكن غزة بالتأكيد شيء آخر. هناك، من أصغر طفل إلى أقدم شخص، يوجد صبر هائل، قناعة ووعي عميق".

الدكتور توران: "علينا أن نربي صلاح الدين جديد"

وفي المؤتمر، تحدث الأكاديمي والكاتب الدكتور "عبد القادر توران"، وأوضح أن حياة ونضال صلاح الدين الأيوبي مرتبطة بمقاومة غزة، وقال في تقييمه:

"إن الحديث عن صلاح الدين وغزة هو قضية صعبة. نحن الآن بحاجة للانتقال من مرحلة التعرف على صلاح الدين إلى مرحلة فهمه. تذكروا، في غزة كان يُنادى من منابر المساجد 'أين صلاح الدين؟'. الجميع يعرف أن صلاح الدين لن يقوم من قبره ويأتي. ما يُنتظر هو أن يُربى صلاح الدين جديد. صلاح الدين لم يُرسل، بل كان شخصية مُعَلمة. هو ثمرة عائلة اعتنقت الإسلام، ومن حملة التعليم والعلم. الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُعِر القوة أهمية، لكنه أسس دولة بالحكمة والعدالة. يمكننا أن نسمي هذا 'دولة الخير'. كذلك، صلاح الدين أسس دولة الخير؛ وحد المسلمين، وأدفأ القلوب التي كانت قد انكسرت، وفتح القدس. عندما فتح القدس في عام 1187، قال لجميع الصليبيين 'لقد غفرت لكم'، بينما كان البطريرك يهرب مع كنوزه، لم يوقفه صلاح الدين. قال: 'لتكن له الذهب، ولكن القدس لنا'. قام بتنظيف المسجد الأقصى وهو يحمل المكنسة بيده. وأزال الصليب ووضع الهلال مكانه وهو يبكي".

"إذا نجحت غزة، فإن إسرائيل ستنفجر، والقدس هي رمز الهيمنة العالمية"

نقل توران عن أحد ممثلي حماس في تركيا "سامي أبو زهري، كيفية تحويل الشيخ أحمد ياسين لشباب غزة، والمعنى الاستراتيجي وراء كون القدس هدفًا دائمًا للقوى العالمية عبر التاريخ، قائلاً: "سألت سامي أبو زهري، أحد ممثلي حماس في تركيا: 'كيف نشأت هذه الأجيال؟' فقال: في 1983-1984 كنت طالبًا في المدرسة الثانوية. كان معظم الطلاب في المدرسة من اليساريين. الشيخ أحمد ياسين بدأ بتربيتنا من خلال دروس القرآن. وعندما وصلنا إلى عام 1987، لم يكن هناك شباب يقولون 'عاش ستالين'، بل كان هناك جيل يقول 'الله أكبر'. وفي 1991، تم تحرير غزة والضفة الغربية بإذن الله".

وأضاف توران: "نعم، هذه المرة المهمة صعبة. لأنه إذا نجحت غزة، فإن إسرائيل ستنفجر. حتى لو تم السلام، فإن اليهود سيرحلون. لهذا لا يزال لديهم احتمالية لقتل كل غزة. ليس لديهم حدود. يمكن أن تُستشهد غزة أمام أعيننا تمامًا. وهذه أيضًا محاولة لإهانتنا. القدس هي رمز الهيمنة العالمية. عندما طردنا البيزنطيين من هناك، أصبحنا قوة عالمية. وعندما ضعُفنا، حاول العالم الكاثوليكي أن يصبح قوة عالمية من خلال السيطرة على القدس، لكنه فشل. في عهد السلطان سليم، أصبحنا مرة أخرى قوة عالمية. واليوم، يحاول الحضارة البريطانية واليهود السيطرة على القدس لإتمام الدولة العالمية. أمامهم، لا يوجد سوى قلة من المسلمين. لكن بالنسبة لأولئك الذين يقولون الله أكبر، لا يوجد يأس".

عرض "أن تكون أبًا في غزة" أثر في الحضور

وضمن الفعالية، لاقى العرض المسرحي "أن تكون أبًا في غزة" الذي قدمه البروفيسور الدكتور "أرهان أكين" إعجابًا كبيرًا. في العرض، تم تناول جهود الأب لحماية عائلته في وسط الحرب والجانب الروحي للمقاومة بطريقة مؤثرة. شهدت القاعة لحظات عاطفية، حيث لم يتمكن بعض الحضور من كبح دموعهم.

واختتم البرنامج بتوزيع الجوائز على الطلاب الفائزين في مسابقة الشعر التي تمحورت حول غزة. تم منح الطلاب الذين حصلوا على المراتب الأولى ثلاث مجموعات من الكتب وهدايا متنوعة. وفي نهاية الفعالية، تم توزيع منشورات تحتوي على رسائل دعم لفلسطين على المشاركين. (İLKHA)