الرئيس أردوغان: إذا كان حزب الشعب الجمهوري يريد رؤية الجلاد فلينظر إلى ماضيه
قال الرئيس رجب طيب أردوغان: "إن الشعب يعرف جيداً من الذي سفك دماء الأكراد منذ تونجلي وحتى عهد حكومته تحت ذريعة مكافحة الإرهاب"، مشدداً على أن من يريد رؤية الجلاد فعليه أن ينظر إلى المرآة وإلى تاريخه، وإلى ماضي حزب الشعب الجمهوري.
شارك رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مجلس الأمة التركي الكبير (TBMM) وألقى كلمة هناك.
وتمنى الرئيس أردوغان أن يكون اجتماع الكتلة خيراً للبلاد وللشعب وللديمقراطية.
وترحّم الرئيس أردوغان على النائب عن حزب العدالة والتنمية في دورتيه الـ26 والـ27 عن ولاية غيرسون، جمال أوزتورك، سائلاً الله تعالى له الرحمة والمغفرة، مؤكداً أنهم سيذكرون، جمال أوزتورك، دائماً بأدبه واجتهاده وتواضعه وقلبه الصادق الذي كان ينبض لوطنه، وسيحيون ذكراه بكل خير.
وتقدّم الرئيس أردوغان بتعازيه لأسرة أوزتورك وذويه وأهالي غيرسون وتنظيم حزب العدالة والتنمية هناك، وقرأ سورة الفاتحة على روحه مع الحضور في القاعة.
"اتجاه النمو في اقتصادنا مستمر"
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن بيانات الربع الثالث من العام في الاقتصاد بدأت تُعلن منذ الشهر الماضي، قائلاً: "في الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، شارك TÜİK مع شعبنا إحصاءات السياحة للأشهر التسعة الأولى من العام. وبحسب ذلك، فإن عدد الزائرين لبلدنا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 ارتفع بنسبة 1.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 49 مليوناً و993 ألفاً. وقد بلغنا 50 مليار دولار من عائدات السياحة في الربع الأول من الأشهر الثلاثة، وبذلك حطمنا الرقم القياسي لأعلى إيرادات خلال ثلاثة أرباع العام في كل الأزمنة. كما جاءت أرقام النمو التي أُعلنت يوم الاثنين إيجابية للغاية. اقتصادنا واصل اتجاه النمو الذي حافظ عليه لـ21 ربعاً متتالياً، وذلك في الربع الثالث من عام 2025 أيضاً. وقد حقق الاقتصاد التركي نمواً بنسبة 3.7% على أساس سنوي في الربع الثالث، محافظاً على مساره المستقر. وبهذه النسبة احتللنا المرتبة الرابعة بين دول OECD، والمرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين. وقد شهدنا انكماشاً غير مرغوب فيه في القطاع الزراعي بسبب الصقيع الزراعي والجفاف. ونأمل مع وفرة الأمطار هذا العام أن يتعافى القطاع الزراعي. أما الزيادة في استثمارات الآلات والمعدات فقد عززت آمالنا المتعلقة بالإنتاج. وقد تجاوز ناتجنا القومي السنوي 1.5 تريليون دولار. فلتكن أرقام النمو مباركة لبلدنا وشعبنا".
"الهدف هو القضاء على بلاء الإرهاب والنهوض بالاقتصاد التركي"
ولفت الرئيس أردوغان إلى انخفاض مستوى المخاطر المتعلقة بتركيا، مشيراً إلى أن مخاطر الائتمان (CDS) تراجعت إلى 233 نقطة أساس، في أدنى مستوى لها منذ سبع سنوات.
وذكّر الرئيس أردوغان بأن أرقام التضخم لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر أُعلنت اليوم، مضيفاً: "لقد واجهنا أيضاً صورة تزيد آمالنا هناك. وبحسب ذلك، فقد بلغ التضخم في تشرين الثاني/ نوفمبر 0.87%. وانخفض تضخم السلع الأساسية إلى مستوى 18%. أما الانخفاض في تضخم الخدمات فهو مستمر. نتوقع انخفاضاً سريعاً في تضخم الإيجارات بفضل منازل الزلزال ومشاريع الإسكان الاجتماعي. نتمنى أن تكون هذه الأخبار السارة خيراً لبلدنا وشعبنا. وكما قلت دائماً، فإن هدف تركيا ومسارها وطريقها واضح. هذا الهدف هو الارتقاء بمستوى رفاه 86 مليوناً بشكل دائم. هذا الهدف هو الوصول إلى حجم اقتصادي قدره 1.9 تريليون دولار في عام 2028. وهذا الهدف هو رفع صادرات السلع إلى 375 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهذا الهدف أيضاً هو تحقيق 100 مليار دولار من عائدات السياحة بعد ثلاث سنوات. وهذا الهدف هو القضاء على بلاء الإرهاب الذي كلّف بلدنا 2 تريليون دولار، والنهوض بالاقتصاد التركي".
وقال الرئيس أردوغان: "على الرغم من الاشتباكات الساخنة في منطقتنا، وحالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، وحروب التجارة التي تتأجج عبر الرسوم الجمركية، ورغم الحقد واليأس لدى الأطراف التي تحيك شتى المؤامرات لعرقلة تركيا، فإننا بحمد الله لم ننحرف عن أهدافنا ولن نحيد".
وأضاف: "ما يجعلنا شجعاناً، وما يجعلنا أقوياء أمام كل المصاعب، هو إيماننا الراسخ بأننا سنصل إلى أهدافنا".
وأكّد الرئيس أردوغان أنهم سيصلون جميعاً إلى تركيا أكثر إشراقاً في كل المجالات وعلى رأسها الاقتصاد، قائلاً: "لن نسمح لهذه البلاد بأن تدفع أثماناً جديدة، ولن نتيح المجال لمن يريدون تحميلها أثماناً. لن نقع في شباك من يعكرون المياه لاصطياد الفرص في الماء العكر".
"نرفع الدعم المقدم لكل موظف في مؤسساتنا الصغيرة والمتوسطة إلى 3,500 ليرة"
وأكّد الرئيس أردوغان أن الأرقام والنسب والمقارنات مهمة في الاقتصاد، إلا أن الأهم هو رأي وموقف وتفكير الـ86 مليون مواطن بأكمله، مضيفاً: "الأهم هو ما يقوله ويشعر به التاجر والحرفي والمتقاعد والعامل. في هذه العملية، لا ننظر فقط إلى الأرقام والنسب، بل نستمع إلى الأسواق، الأسواق الشعبية، الحرفيين، التجار، وإلى مناطق الصناعة التي ينبض فيها قلب القطاع الحقيقي. دائماً نستمع بعناية لمطالب وشكاوى القطاع الحقيقي. واليوم شعورنا في أعلى مستوياته. بعد اجتماعنا لمجلس الوزراء، شاركنا بشرى جديدة تتعلق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. نواصل البرنامج الذي بدأناه العام الماضي في قطاعات الإنتاج كثيف العمالة مثل النسيج، الملابس الجاهزة، الجلود والأثاث. سنرفع الدعم الشهري المقدم لكل موظف في مؤسساتنا الصغيرة والمتوسطة التي تحافظ على التوظيف من 2,500 ليرة إلى 3,500 ليرة في عام 2026. ومع البرنامج الجديد الذي سيشمل شركات كبيرة أيضاً، سنقف إلى جانب مليون و100 ألف موظف وصناعي للحفاظ على توظيفهم. أتمنى أن يكون برنامجنا الجديد خيراً لاقتصادنا".
"قمة قادة مجموعة العشرين"
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تقوم بجهد مكثف في العلاقات الدولية، مبيناً أنه أجرى محادثات مهمة في قمة قادة مجموعة العشرين التي عُقدت في جنوب أفريقيا، وأضاف أن دول مجموعة العشرين تمثل 85% من الاقتصاد العالمي وثلثي سكان العالم.
وشدّد الرئيس أردوغان على أن دول مجموعة العشرين تتصدر الجهود العالمية لإيجاد حلول للمشاكل الدولية بفضل قوتها الاقتصادية وتأثيرها السياسي في العالم، مشيراً إلى أن تركيا، كعضو نشط في المجموعة، قدمت الدعم اللازم لهذه الجهود. وأوضح أردوغان أنه خلال رئاسة تركيا لدورة 2015 كانت صوت الدول منخفضة الدخل، وفي قمة جوهانسبرغ أُبرزت الحاجة إلى إعادة هيكلة النظام العالمي تحت شعار "عالم أكثر عدلاً ممكن".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن شخصاً واحداً من كل عشرة أشخاص حول العالم لا يزال يكافح الفقر المدقع، وقال: "عندما نزور العديد من دول العالم، نواجه مشهداً مريعاً، فهناك قلة من النخبة الغنية بعلاماتها التجارية الأغلى، وفي المقابل ملايين يحاولون البقاء على قيد الحياة بدولار واحد يومياً. ونؤكد في كل مناسبة أن النظام القائم الذي يجعل الأغنياء أغنى والفقراء أفقر غير مستدام".
وبيّن الرئيس أردوغان أن رسائل تركيا في قمة مجموعة العشرين قوبلت بالترحيب من الأفارقة، وأن موقف تركيا الصلب والواضح على الساحة الدولية حظي بتقدير أكبر، وأن دعواتها وجدت صدى أوسع، مشيراً إلى أن تعزيز العلاقات مع أفريقيا خلال العشرين سنة الماضية ساهم بشكل كبير في ذلك.
وأوضح الرئيس أردوغان أن عدد السفارات الكبرى التركية في أفريقيا ارتفع خلال 20 عاماً من 12 إلى 44، بينما ارتفع عدد بعثات الدول الأفريقية في أنقرة من 10 إلى 38.
"أفريقيا وشعوبها إخوتنا"
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن التجارة مع القارة الأفريقية ارتفعت خلال 20 عاماً من 5 مليارات دولار إلى 37 مليار دولار، مع تحديد هدف الوصول إلى 50 مليار دولار، وأن الاستثمارات المباشرة بلغت 10 مليارات دولار، وأن الشركات التركية نفذت أكثر من 2,000 مشروع بقيمة 97 مليار دولار.
وأضاف أن الخطوط الجوية التركية تصل إلى 64 وجهة في 41 دولة، لتكون واحدة من الشركات التي تمتلك أوسع شبكة رحلات في أفريقيا.
وذكر الرئيس أردوغان أن مدارس مؤسسة المعارف التركية تقدم التعليم لـ22,000 طالب، وأن خريجي تركيا في القارة يشغلون مناصب مهمة كوزراء وسفراء ومسؤولين ومهنيين وأكاديميين.
وتابع الرئيس أردوغان قائلاً: "أفريقيا وشعوبها إخوتنا. ومن واجبنا الوفاء بمتطلبات هذه الأخوة. لم نسمح على مدار 20 عاماً أن يُلقى أي ظل على هذه العلاقة، وبإذن الله لن نفعل. أود أيضاً أن أوضح أننا في المقام الأول أمة ودولة ذات ضمير. الوصول إلى كل مكان نستطيع الوصول إليه ضمن إمكانياتنا ليس أمراً نتردد فيه، بل على العكس، إن تحول تركيا من دولة تتلقى المساعدات إلى دولة تقدّمها خلال 23 عاماً الماضية يُعدّ مصدر فخر لبلدنا وشعبنا. كما أننا من بين الدول التي قدمت أكبر مساعدات لغزة بما يزيد عن 103 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، ونحن أيضاً أكثر الدول حساسية تجاه مأساة السودان التي شهدها العالم بصمت شبه كامل".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن إدارة الطوارئ والكوارث التركية، والهلال الأحمر التركي، ومؤسسة تركيا الدينية، والمؤسسات الإنسانية الأخرى تعمل بنفس الروح لتخفيف الكارثة الإنسانية في السودان كما فعلت في غزة.
وأكد الرئيس أردوغان أنهم يبذلون جهوداً مكثفة لوقف نزيف الدم ومنع السودان من الانزلاق أكثر نحو الفوضى، وأن تركيا ستتصرف داخلياً وخارجياً بما يقتضيه كونها دولة عظيمة وأمة عظيمة.
"سنعقِد قمة الناتو في العاصمة أنقرة"
وقال الرئيس أردوغان: "كما تابعتُم، سيكون عام 2026 بالنسبة لتركيا عاماً حافلاً بالقمم الدولية بمعنى الكلمة. بمناسبة قمة COP31 سنستضيف في أنطاليا ما يقارب 200 دولة. وفي شهر تموز/يوليو سنُعقِد قمة الناتو في عاصمتنا أنقرة. وسنستضيف في بلادنا القمة الثالثة عشرة لمنظمة الدول التركية. وخلال عام 2026 سنواصل تعزيز مكانة تركيا وسمعتها".
"نريد أن نسلّم شبابنا تركيا ذات معايير معيشية عالية جداً"
وشدّد الرئيس أردوغان على أنهم يعملون دون كلل من أجل أن يسلّموا للأجيال القادمة اقتصاداً أكثر تقدماً مما استلموه، وديمقراطية أقوى، وصناعة دفاعية أكثر ردعاً، وسياسة خارجية أكثر اعتباراً، وبيروقراطية تقدّم خدمات أفضل، وقال: "نريد ألا نترك غداً أو بعد غد، بل حتى بعد 40‑50 سنة أو حتى قرن كامل، إلا أعمالاً تُذكَر بالخير والامتنان والشكر. نريد أن نُورّث أبناءنا بلداً مزدهراً ومنتصراً في جميع المجالات. نريد أن نسلّم شبابنا تركيا ذات معايير عالية جداً على مستوى الديمقراطية والقانون والمعيشة. نريد أن نحلّ المشاكل التي جرى كنسها تحت السجادة لسنوات طويلة، وأن نزيل كل العقبات الكبيرة والصغيرة أمام بناء ‘قرن تركيا’. هذه هي نيتنا الوحيدة. وهذا هو سبب وجودنا في السياسة".
وقال الرئيس أردوغان: "إنهم حققوا قبل أيام نجاحاً عالمياً جديداً في مجال الصناعات الدفاعية: طائرتنا المقاتلة المسيّرة التي أسميناها KIZILELMA نجحت في إصابة طائرة حربية تم رصدها بواسطة رادارنا (مورات) بصاروخ GÖKDOĞAN جو‑جو، وبإصابة مباشرة من خارج مدى الرؤية، وهكذا أصبحت KIZILELMA أول طائرة مقاتلة مسيّرة تستطيع إصابة هدف جوّي خارج مدى الرؤية. وقد حققت تركيا تفوقاً كبيراً في طريق امتلاك قدرة استراتيجية جداً في مجال الدفاع الجوي. أتقدم بجزيل الشكر باسم بلدي وشعبي إلى جميع مؤسساتنا وعلمائنا والعاملين والقطاع الخاص الذين منحوا شعبنا هذا الفخر".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن هذه الاختبارات أُجريت في سينوب وأن هذا النجاح العالمي تحقق في هذه المدينة، ثم تابع قائلاً: "كما تعلمون، رئيس حزب الشعب الجمهوري انتقد هذه الاختبارات بقوله: ‘الأسماك في سينوب تتعرض للإزعاج’. فلنجبْه إذن بقول ديُوجينيس السينيوبي الشهير: ’لا تُلقِ بظلك، ولا نريد منك نعمة أخرى’. اذهبوا أنتم وأقيموا مؤتمراً حزبياً تلو الآخر. اذهبوا وانشغلوا بمشكلاتكم الداخلية. اذهبوا وتطهروا من الأوساخ التي غرقتم فيها حتى أعناقكم. اذهبوا ونقّوا صفوفكم أولاً من الفاسدين. لا تُلقوا بظلالكم علينا فهذا يكفينا. والآن خرج هذا السيد، وبدأ يتهم بعض الناس – مثل سلفه كليتشدار أوغلو الذي لم يعودوا قادرين حتى على تحمّل سماع اسمه – بأنهم ‘جلادون’. وما هو السبب؟ لأن مساهمة حزب الشعوب الديمقراطي في مسار تركيا بلا إرهاب هي بحسب رأيه ‘متلازمة ستوكهولم’، أي الوقوع في حب الجلاد. يا رجل قليل من الحياء! قليل من الخجل! لنفترض أنك لا تعرف تركيا. ولنقل إنك جاهل بالسياسة الخارجية. ولنقل إنك لو رأيت الألف لظننتها عصاً في الاقتصاد. لكن ألا تعرف على الأقل تاريخك؟ ألا تعرف السجل الأسود لحزب الشعب الجمهوري؟ يجب أن نسأل هذا السيد: ألم تقرأ طوال حياتك تاريخ حزب الشعب الجمهوري المليء بالبقع المخزية؟ ألم تعرف يوماً ما الذي فعله فاشيو الحزب الواحد بهذا الشعب؟ قد لا تعرف من هو الجلاد ومن هو المظلوم، لكن أخي الكردي يعرف جيداً من هو الجلاد. شعبي يعرف جيداً من الذي كان يُسقِط الكراسي تحت أرجل الناس على أعواد المشانق في محاكم الاستقلال في ميدان أولوصلأن. شعبي يعرف من الذي دفع المرحوم مندريس وبولاتكان وزورلو خطوة خطوة نحو المشنقة. وشعبي يعرف جيداً من الذي صمت ووافق ضمناً على إعدام دنيز غزمش ورفاقه الذين يذرفون عليهم اليوم دموع التماسيح. شعبي يعرف جيداً من الذي سفك دماء إخوتنا الكرد تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ابتداءً من تونجلي وحتى عهدنا. لا يحرّف السيد أوزَال الحقيقة. ولا يُتعب نفسه بلا فائدة. إن كان لديه الشجاعة ويريد أن يرى جلاداً فلينظر إلى المرآة. فلينظر إلى تاريخه. فلينظر إلى ماضي حزب الشعب الجمهوري. سيجد هناك الجلاد أصلاً".
"الوجه الخفي الذي يحاول حزب الشعب الجمهوري إخفاءه ينكشف"
وقال الرئيس أردوغان: "إن حزب الشعب الجمهوري لم يستطع التخلص من عقلية النظر إلى كل شيء من زاوية المصلحة رغم تغيّر قيادته.
وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري يعتبر نفسه “السيد”، بينما يُعدّ بقية الملايين “أتباعاً”، وأن الحزب يرى الأكراد مجرد "مخزن أصوات".
وتابع: "لكن الناس لم يعودوا يهضمون هذه الرواية. فالمعادلة واضحة: عندما تصوتون لهم دون مقابل فأنتم الأفضل، أما إن لم تفعلوا فأنتم الأسوأ. لقد رأينا ذلك في انتخابات 14‑28 أيار/ مايو في منطقة الزلزال. فقط لأن المنكوبين لم يصوتوا لمرشحهم الرئاسي، لم يتركوا شتيمة واحدة لم يقولوها بحقهم. من طردهم ليلاً من بيوت الضيافة إلى الوقاحة على وسائل التواصل، مارسوا كل أنواع اللؤم والفظاظة. واليوم يتكرر المشهد نفسه بالضبط. حزب الشعب الجمهوري يكشف النزعة الفاشية والنخبوية الكامنة في عقله".
وأكد الرئيس أردوغان أن موقف حزب العدالة والتنمية واضح: "مهما فعلوا، سنواصل احتضان تركيا كلها بكل مكوناتها: تركيها وكرديها وعربيها وشركسها ولازها. سنضمّ جميع أبناء الـ 86 مليوناً إلى صدورنا بالود نفسه والمحبة نفسها دون أي تمييز. وأريد اليوم أن أسجّل حقيقة تتعلق بجهودنا في مسار تركيا بلا إرهاب: قبل 24 سنة، في 14 آب 2001، كانت الإرادة التي أظهرناها عند تأسيس حزبنا هي ذاتها. والشجاعة التي أظهرناها في ديار بكر عام 2005 بقولنا ‘هذه المشكلة أيضاً مشكلتي’ هي ذاتها. والعزم الذي أظهرناه في 2013 حين قلنا: ‘إن كان لا بد من شرب سم الشوكران من أجل الحل فسنشربه، يكفي أن يعمّ هذا البلد السلام والرفاه’ هو نفسه اليوم. نحن في حزب العدالة والتنمية نحمل اليوم الإرادة نفسها والشجاعة نفسها والإخلاص نفسه. إن حزبنا وتحالفنا ودولتنا عازمون أولاً على ‘تركيا بلا إرهاب’ ثم على إنشاء منطقة بلا إرهاب تُزال فيها التهديدات الموجهة لبلدنا. إن تحالف الجمهور متفق في الهدف والفكر والرؤية. وكما أقول دائماً وأعيد اليوم التأكيد: بإذن الله، وبدعاء شعبنا، سننجح هذه المرة. وسنُسلّم أبناءنا تركيا لا يطولها ظِلّ الإرهاب. وإذا كنا نتحمّل مخاطرة سياسية في تحالف الجمهور ونضع ليس فقط أيدينا بل أجسادنا تحت الصخرة، فذلك من أجل هذا الهدف فقط.”
"نأمل أن يكتسب مسار ‘تركيا بلا إرهاب’ مزيداً من الزخم"
قال الرئيس أردوغان: "إنهم يبذلون جهوداً من أجل أن تتخلص تركيا بالكامل من نصف قرن من البلاء والمشكلات والمحن، وإن كل صراع تحالف الجمهور من أجل هذا الهدف".
وانتقد الرئيس أردوغان، تصريحات رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني حول تصريحات رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، قائلاً: "أود أن أعبر هنا أننا لا نوافق أبداً على التصريحات الوقحة والمتهورة التي صدرت أمس بحق شريك تحالفنا، رئيس حزب الحركة القومية السيد دولت باهتشلي، ونعتبرها غير مقبولة".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن المتحدث الرسمي باسم الحزب، عمر جيليك، ووزارة الخارجية أعربا عن استيائهما بوضوح، وأن الخطوات الدبلوماسية اللازمة اتُخذت وطلب تقديم توضيحات، وأضاف: "يجب التراجع عن هذا الخطأ الجسيم وتصحيحه في أسرع وقت ممكن".
وأضاف الرئيس أردوغان أنه يأمل أن يكتسب مسار “تركيا بلا إرهاب” مزيداً من الزخم، وقال: “بينما نتحدث بتفاؤل، لا نتجاهل بالطبع المخاطر استناداً إلى خبرتنا البالغة 23 سنة؛ فكلما اقتربنا من الهدف، ستزداد آليات الاستغلال نشاطاً. الذين سيصبحون بلا عمل بعد انتهاء الإرهاب سيعملون أكثر لإحباط ذلك. ومن لا يريد أن تتحرر تركيا من هذه القيود الصدئة لن يتراجع حتى اللحظة الأخيرة. نحن على دراية بكل هذه الأمور ومستعدون لها جميعاً. إيماني ودعائي المخلص هو أن جميع نوابنا الذين أرسلهم شعبنا إلى مجلسنا العظيم لحل المشكلات، سيشاطروننا نفس الشعور ويتحركون نحو نفس الهدف. وأؤمن أن لجنتنا، التي تحملت مسؤولية تاريخية وأنجزت أعمالها حتى الآن بنجاح، ستواصل عملها مستقبلاً وفق منظور يضع مصالح الشعب والوطن أولاً. وكمشروع العدالة والتنمية، سنواصل كما في السابق تحمل المسؤولية، وأن نكون بناءين وممهدين للسبل".
"وكلاء التأثير يبذلون جهوداً كبيرة لتعكير صفو شعبنا"
وأكد الرئيس أردوغان أنهم رأوا بوضوح كيف تحاول المعارضة الرئيسية، عبر تصادم بين الإدارة القديمة والجديدة والإدارة الموازية، تغطية صراعاتها، وإخفاء الفساد في البلديات، ونشر التشاؤم واليأس في المجتمع.
وأضاف الرئيس أردوغان أن المعارضة ليست وحيدة في هذا المجال، وقال: "هناك وكلاء تأثير داخليين وخارجيين يبذلون جهوداً كبيرة لتعكير صفو شعبنا، ولإشعال الانقسام بينه، ولإدخال شبابنا في اليأس والتشاؤم. نحن نداوي جراح أعنف زلزال في تاريخنا، ونشارك في افتتاحات المشاريع، وننمي الاقتصاد، ونحقق أرقاماً قياسية عالمية في صناعة الدفاع، أي أننا في كل المجالات نطلق حملة كبيرة للنهوض والتنمية. وبالطبع، من أين تنظر إلى تركيا مهم للغاية لرؤية هذه الإنجازات".
وشدد الرئيس أردوغان على أن من ينظر إلى تركيا من خلال نظارات فرضها الآخرون سيرى كل شيء ضبابياً، بينما من ينظر بعينه الخاصة سيرى تركيا واثقة بنفسها، تنمو وتتقدم، تمتلك طموحات وأسساً قوية. وأكد أن هذه الأرض خاضعة للحكم التركي المسلم لأكثر من ألف عام، وأنها أرض حرية يعتنق فيها كل شخص ما يريد، ويؤدي شعائره الدينية في مكان عبادته بحرية، وأنها أرض تسامح.
وأوضح الرئيس أردوغان أنهم دولة تابعة لإرث السلاجقة والعثمانيين، الذين حكموا ثلاث قارات، وأنهم يتحدثون بلغة الحب التي دعا إليها يونس أمره منذ سبعة قرون: "أحب الخلق من أجل الخالق"، ويتبعون حكم شيخ أدبالي: "أحيا الإنسان لتعيش الدولة".
وأضاف أن التاريخ والإرث يظهران لديهم فلسفة دولة تضع الإنسان في مركز اهتمامها.
"عشرات المعتقدات المختلفة عاشت في سلام لقرون على هذه الأرض"
وقال الرئيس أردوغان: "إن أوروبا تحاول أحياناً إعطاء دروس لتركيا والدول الإسلامية عبر الأقليات الدينية"، وأضاف: "لكن هذه الأرض تحت حكم الإسلام بلا انقطاع منذ 1400 عام، ووجود المسيحيين واليهود والأرمن والروم والكلدانيين والإيزيديين والسريان وغيرهم يعود 1400 سنة ويعيشون بحرية. في أوروبا، لن تجد مثيلاً لذلك حتى خمسينيات القرن العشرين، فهناك تاريخ طويل من سفك الدماء بسبب الطوائف والمذاهب، وملايين الضحايا. هذا هو الفرق العقلي الأساسي بيننا وبين الغرب. نحن واثقون بأنفسنا؛ وهم يهدمون المساجد ونحن نصلح الكنائس، لأننا لا نخاف. نحن واثقون من قوتنا، نحن دولة وشعب بعقيدتنا وهويتنا ومثلنا، وأسسنا النظام في ثلاث قارات وسبعة مناخات، نحن الأمة التركية. نحن الدولة التركية الكبرى ذات التاريخ والضمير والرحمة والعدل".
وأكد الرئيس أردوغان أنهم سيبدؤون بالثقة بالنفس وبناء الذات، وأن لا يوجد أي عقبة لا يمكن تجاوزها بإذن الله.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه بنى المستقبل على الأمل وليس الخوف، وقال: "على مدار 23 سنة، كلما حاولنا حل مشكلة، حاولوا منعه بدعوى ‘سوف ننقسم، سوف نتفتت’. كلما ألغينا قيوداً أو وسعنا الحريات، قالوا ‘سوف نتراجع’ وأشاعوا الخوف. وماذا حدث؟ هل انقسمت تركيا أو تفتتت أو تراجعت؟ بالطبع لا، بل على العكس، نمت تركيا، وتقوت، واتحدت، وتقدمت أكثر في كل المجالات".
وقال الرئيس أردوغان: "أخواني، تذكروا، أولاً سنكسر الأغلال في العقول، سنتخلص من القيود التي تربط أيدينا وأذرعنا، وتغطي أفقنا، وتضيق رؤيتنا. أولاً سنؤمن بأنفسنا، ونسير بثقة نحو المستقبل. وأحث شعبي على اليقظة ضد كل من ينشر اليأس والتشاؤم في الإعلام ووسائل التواصل والسياسة".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أنهم كشفوا بالتفصيل من أين ومن يقوم بالتحريض على شبابنا عبر العالم الرقمي، وقال: "أحدهم يقيم في دولة عربية وينشر العداء للعرب بين الشباب، وآخر في أمريكا يحاول تحريك شباب إسطنبول، وآخر من إسرائيل يحرض هنا. تحت أقنعة مختلفة، كلهم يخدمون نفس الهدف. لا تنخدعوا بهم ولا تمنحوهم قيمة. لا تقلقوا، سنتجاوز المشاكل القائمة، وسنوسع الاقتصاد، وسنزيد الخبز على موائدنا، وسنوسع الأمن والسلام والحريات والديمقراطية".
"سنبني معاً قرن تركيا"
وأكد الرئيس أردوغان أنهم يتقدمون بخطوات ثابتة نحو المستقبل، ويزيلون عوائق قرون، وقال: "إذا وثقنا بأنفسنا ووثقنا ببعضنا، وأصبحنا 86 مليون أخوة، فلن توجد عقبة لا يمكن تجاوزها ولا هدف لا يمكن الوصول إليه بإذن الله. من آمن فهو متفوق، ومن آمن فهو منتصر. بالإيمان والثقة بالنفس، سنبني معاً قرن تركيا، أسأل الله أن يكون معنا ويعيننا".
وختم الرئيس أردوغان بالإشارة إلى مشروع قانون موازنة الإدارة المركزية لعام 2026 في مجلس النواب، متمنياً التوفيق للنواب، ومشدداً على ضرورة إدارة عملية الميزانية بصبر وتحمل دون الاستسلام للاستفزازات والإهانات. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
طالب النائب عن ولاية مرسين في حزب الهدى فاروق دينتش بفرض قيود عمرية والتحقق من الهوية على وسائل التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال والشباب من الفخاخ الإلكترونية والعادات السيئة.
أفادت المتحدثة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، كانديس أردييل، بأن الأمم المتحدة شرعت في تقليص عدد عناصر قوات حفظ السلام في لبنان بنسبة 25%.
كشف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن استئناف كامل حركة الطيران بين كولومبيا وفنزويلا، في خطوة تُعد تحديًا مباشرًا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بإغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا.