قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن قطاع غزة تعرّض لتدمير شامل، مشيرًا إلى أن أكثر من 200 ألف طن من القنابل أُلقيت على منطقة سكنية صغيرة، أي ما يفوق القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما بأكثر من 14 مرة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال مشاركته في المؤتمر السادس عشر للسفراء، حيث تطرّق إلى التطورات في السياسة الخارجية التركية. وأوضح أن المؤتمر، الذي يُنظم منذ عام 2008، يُعقد هذا العام تحت عنوان "سياسة خارجية منتجة للسلام والاستقرار والرفاه"، معربًا عن شكره لوزارة الخارجية التركية ووزيرها وكوادرها على تنظيم المؤتمر.

وسلط أردوغان الضوء على ما وصفه بالإبادة الجماعية في غزة، قائلًا: "استُشهد في غزة أكثر من 70 ألفًا من أشقائنا الفلسطينيين، فيما تجاوز عدد الجرحى 170 ألفًا. ولا أحد يعلم عدد الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض. كثير من الأمهات والزوجات يبحثن عن أبنائهن وأزواجهن أو ينتظرن خبرًا عن مصيرهم. وعشرات الآلاف من الأطفال فقدوا أسرهم ومنازلهم ومدارسهم، ويكافحون اليوم من أجل البقاء بين الركام".

وأشار إلى أن مساحة قطاع غزة لا تتجاوز 365 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل مناطق محدودة في مدينتي إسطنبول وأنقرة، مضيفًا أن عدد سكان القطاع قبل الحرب كان نحو 2.3 مليون نسمة. وتابع: "أُلقي على هذه المنطقة السكنية أكثر من 200 ألف طن من القنابل، ودمّروا غزة بالكامل بقوة تفوق قنبلة هيروشيما بأكثر من 14 مرة. فكيف يمكن الحديث في مثل هذا الوضع عن نظام دولي عادل وقادر على حل الأزمات؟".

وفي سياق آخر، تطرق أردوغان إلى الحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا أن تركيا جمعت الطرفين ثلاث مرات في إطار مسار إسطنبول، وأن المبادرات التركية، مثل اتفاق الحبوب في البحر الأسود وتبادل الأسرى، حققت نتائج إنسانية ملموسة. وحذّر من أن الهجمات المتبادلة الأخيرة تهدد أمن الملاحة في البحر الأسود، مؤكدًا أن استهداف السفن التجارية والمدنية لا يخدم أحدًا، وأن أنقرة أوصلت تحذيراتها للطرفين بوضوح.

كما أشار إلى تطورات جنوب القوقاز، معتبرًا أن المنطقة تمر بمرحلة تاريخية، وأن أذربيجان وأرمينيا باتتا أقرب من أي وقت مضى إلى توقيع اتفاق سلام.

 وأضاف أن تركيا تواصل الحوار مع أذربيجان، إلى جانب العمل على مسار التطبيع مع أرمينيا، معربًا عن أمله في اتخاذ خطوات رمزية في هذا الاتجاه مع بداية العام المقبل. (İLKHA)