رئيس الفرع الشبابي في حزب الهدى: لا يمكن تجاهل الأزمة الأخلاقية والفكرية لدى الشباب
قال رئيس فرع الشباب في حزب الهدى، مراد غونايدن، خلال كلمة ألقاها في برنامجٍ أُقيم بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب: إن الشباب يواجهون أزمات أخلاقية وفكرية ومستقبلية"، مؤكدًا على ضرورة عدم تجاهل هذا الوضع.
نُظِّم برنامج بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزب الهدى، في قاعة المؤتمرات التابعة لمجمع مسجد صلاح الدين الأيوبي، الواقع في قضاء يني شهير بوسط مدينة ديار بكر.
وخلال البرنامج، ألقى رئيس الفرع الشبابي في حزب الهدى، مراد غونايدن، كلمة أكد فيها أنهم بصفتهم شباب حزب الهدى "الشباب الحر" يدركون حجم مسؤولياتها، مشدداً على أنهم سيواصلون العمل بعزم وحماس كبيرين باعتبارهم جنود الحزب في الميدان.
وأشار غونايدن إلى أن الشباب اليوم يواجهون العديد من المشكلات المادية والمعنوية، موضحاً أن الأزمات في مجالات التعليم والتوظيف والاقتصاد تضع الشباب الذين يسعون لبناء مستقبلهم في وضع صعب، وتُضعف آمالهم تجاه الغد. وقال إنهم يسلطون الضوء باستمرار على هذه القضايا، ويسعون ليكونوا صوت الشباب من أجل إيجاد حلول لها.
وأضاف: "إن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها المجتمعات يمكن تجاوزها مع مرور الوقت عبر كوادر كفؤة تمتلك الأهلية والجدارة، قادرة على قلب المسار الاقتصادي السلبي وإعادة بناء مجتمع ينعم بالرخاء، إلا أن فقدان الشباب للاتجاه، والروح، والأخلاق والقيم المعنوية يجعل تعويض هذه الخسائر أصعب بكثير من تعويض الخسائر المادية".
وتابع غونايدن: "إن المشكلات التي يشهدها المجتمع اليوم تعود في جوهرها إلى أزمة أخلاق ومعنى"، مبيناً أن فقدان الشباب لأخلاقهم وقيمهم الروحية يشكل خطراً أكبر من الأزمات الاقتصادية. واعتبر أن تزايد أعمال العنف، وجرّ الأطفال إلى الجريمة، والاعتداءات على المقدسات تمثل مؤشرات واضحة على هذه الأزمة.
وشدد على ضرورة ألا تظل المؤسسات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والدولة، صامتة أمام هذا الواقع، قائلاً: نحن اليوم نواجه أزمة فقدان الهدف والمعنى. إن الإساءات غير الواعية لمقدساتنا، وقيام شباب بطعن بعضهم البعض بلا هدف سوى لفت الانتباه، وجرّ أطفال في سن 14 و15 عاماً إلى الجريمة، وممارسات التنمر القاسية في المدارس، كلها صرخات مدوية تعكس أزمة المعنى والأخلاق. ولا يجوز للمؤسسة السياسية، ولا للمجتمع المدني، ولا للشؤون الدينية، ولا للدولة أن تصمّ آذانها أمام هذه الصرخات".
"في أساس الأزمة الاقتصادية تكمن أيضاً أزمة الأخلاق والفكر"
وأشار مراد غونايدن إلى أبيات للشاعر محمد عاكف أرصوي، قائلاً: "يمكننا أن نقول بكل صراحة إن في أساس الأزمة الاقتصادية أيضاً تكمن أزمة الأخلاق والفكر. فمحمد عاكف أرصوي، أثناء تفسيره للآية 102 من سورة آل عمران، يلفت الانتباه إلى هذه الحقيقة بهذه الأبيات:
"انهيارُ الأخلاقِ هو أكبرُ انهيار؛
فلا أمةَ تنجو، إذ لا قوميةَ ولا استقلال.
لا تظنوه أمراً هيّناً! فالأخلاقُ القوميةُ هي روحُ الأمة؛
وإفلاسُها هو أفظعُ موتٍ: موتٌ كليّ".
ويرى الأستاذ أن زوال الأخلاق يعادل موتاً كلياً، ويصرخ في قصيدة أخرى مبيناً طريق الخلاص بهذه الأبيات:
"هي كلمةٌ بسيطة، لكنها أوجزُ الحكم:
هناك سبيلٌ للخلاص: يجب أن تسمو أخلاقُنا،
وإلا فإن خسارتَنا ستتضاعف وتغدو مخيفة،
لأن الدنيا تذهب، والدين أيضاً، إن لم تفعلوا".
وأضاف غونايدن: "إن الحقيقة التي عبّر عنها الأستاذ قبل قرن من الزمان بصرخاتٍ خرجت من قلبه، أودّ اليوم، بصفتي رئيس الفرع الشبابي في حزب الهدى، أن أطرحها من جديد أمامكم بوصفها وصفة للخلاص، وأن أتوجه بنداء".
"إيمانُنا يجب أن يوجّه أخلاقَنا وعبادتَنا وسياساتِنا وقانونَنا"
وختم غونايدن حديثه قائلاً:
"إن إحياء مجتمعٍ يتخبط بين فقدان الهدف والمعنى لا يكون إلا بإعادة وصله بجذوره الروحية. ويجب أن تهبّ من جديد رياحُ الإسلام المُحيية والمانحة للسلام بأقوى ما يكون على هذه الأرض، وأن تواصل بثّ الحياة. إيمانُنا يجب أن يوجّه أخلاقَنا، وعبادتَنا، وسياساتِنا، وقانونَنا أيضاً. ونحن، بصفتنا "الشباب الحر"، نتحرك بهذا الوعي، متحلّين بالإيمان والأخلاق، بهدف خدمة المجتمع الذي نعيش فيه والإنسانية جمعاء. وبهذا الفهم، نعدُ بأن نخدم بكل ما أوتينا من قوة، تحت مظلة حزب الهدى، من أجل بناء مجتمع عادل ومزدهر، يقوم على نظامٍ عادل وتقاسمٍ منصف". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
قالت رئيسة الفرع النسائي في حزب الهدى، سيما يارار، خلال البرنامج الذي أُقيم بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب: "إن مؤسسة الأسرة وأدوار المرأة والرجل في المجتمع تتعرض لاستهداف متعمد"، مؤكدة أنهم سيظهرون موقفاً قوياً لمواجهة هذه التوجهات.
شارك ممثلو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب عدد كبير من أعضاء حزب الهدى، في البرنامج الذي أُقيم في مدينة ديار بكر بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب.
كشف وزير الحرب الأميركي، بيت هيغسيث عن إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة في سوريا، بعد هجوم في تدمر راح ضحيته ثلاثة أميركيين.